بوح الأحد: المسكوت عنه في ٱحتفالات أربعينية العدل و الإحسان

بوح الأحد: المسكوت عنه في ٱحتفالات أربعينية العدل و الإحسان

A- A+
  • بوح الأحد: المسكوت عنه في ٱحتفالات أربعينية العدل و الإحسان، الحقيقة التي فرضت نفسها على الأتباع قبل الرأي العام، إيران تعلن عداءها بوجه مكشوف للوحدة الترابية للمغرب و أشياء أخرى

    أبو وائل الريفي
    حين أعلن أتباع عبد السلام ياسين عن انطلاق فعاليات إحياء الذكرى الأربعين لتأسيس جماعتهم كتبت حينها بأن الأمر لن يكون احتفالا بقدر ما سيتحول إلى تأبين أو عزاء، وسميت حينها الذكرى الأربعين بالأربعينية في إشارة إلى التأبين الذي درج المغاربة على تنظيمه لكل فقيد بعد أربعين يوما على وفاته.
    يحمل رقم الأربعين دلالات عميقة. لقد نزل الوحي على محمد وهو في سن الأربعين، وواعد الله موسى أربعين ليلة لينزل التوراة ولكن بعضا من قومه لم يصبروا قبل استكمال الميعاد فعبدوا العجل من بعده، وبيّن القرآن أن تمام الرشد يكون في سن الأربعين “حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً”. لذلك كانت العدل والإحسان أمام اختبار حقيقي في هذه الذكرى لتظهر للرأي العام حقيقة وصواب ما تدعو إليه وأهليتها لما ترشح نفسها إليه ومدى بلوغها الرشد اللازم لكل حركة تدعي لنفسها تمثيل الشعب ومدى ارتباط أتباعها بالعجل على ما يجب أن يتبعوه من الحق لخدمة هذا البلد إن كانوا جادين وصادقين فيما يدّعون.
    مرت على انطلاق هذه الأربعينية أكثر من نصف سنة، انطلقت في آخر أكتوبر 2022، فما هي الحصيلة؟ وأي انطباع تتركه فعالياتها لدى أتباعها قبل الرأي العام؟
    إن المتأمل في كل الأنشطة التي أريد بها إظهار قوة الجماعة سيلحظ أن منطق استعراض العضلات والتباهي هو المتحكم فيها ولكن النتيجة كانت دائما عكسية. فضحت الجماعة نفسها وكشفت ضعفها وعرّت حقيقتها أمام أتباعها وبينت عزلتها عن المغاربة.
    كل الأنشطة كانت افتراضية أو في دائرة مغلقة أو منفتحة على عدد من اليساريين لا يتجاوزون أصابع اليدين. حصيلة الأربعين سنة من العمل كانت عدم قدرة الجماعة على التعايش مع النسيج الوطني لأن أفكارها شاذة وغريبة وغير منسجمة مع تربة هذا المغرب ولذلك فزعماؤها أشد حرصا على دفع هذه التهمة عنهم ولكن بدون أدلة مقنعة. أثبتت الجماعة خلال أربعين سنة أنها تتبنى خلطة غير منسجمة تحاول المزج بين الاشتراكية (العدل) والتصوف (الإحسان) مقتدية بثورة الملالي في إيران. هذا ما لا يريد أن يستوعبه بعض “التقدميين” الذين لن يقتنعوا بهذه الحقيقة حتى يلقوا مصيرا مشابها لمصير “تودة” و”مجاهدي خلق” من طرف جمهور العدل والإحسان.
    كل الأنشطة كانت هامشية لم تحظ بمتابعة المغاربة، بل إنها لم تجذب حتى جمهور الجماعة الوفي لمبادئها، وإطلالةُ على أعداد المشاهدات تكشف حقيقة “الجماهيرية” و”الشعبية” التي تدعيها الجماعة. لقد فقدت العدل والإحسان حصيصها لما زجت به بدون داعي في الشارع قبل أن يكتمل رشده ودون أن يكتسب مناعة تؤهله للاختلاط بالمشاريع الأخرى. شباب العدل والإحسان اليوم تائه مستلب لم تعد تغريه أفكار الجماعة ولم يعد يؤثر فيه خطاب زعمائها. لماذا لم تخصص الجماعة فقرة من أربعينيتها لتدارس أسباب تخلي شبابها عن أفكارها والالتحاق بمشاريع وتنظيمات أخرى مناقضة لمشروعها، ومن هؤلاء أبناء وبنات قياديين من صفها الأول؟ إذا لم يستطع هؤلاء إقناع أبنائهم بمشروعهم فكيف يقتنع به المغاربة؟ كم عدد أعضائها الذين أصبحوا شيوعيين؟ كم عدد أعضائها الذين أصبحوا نهجويين؟ كم عدد أعضائها الذين أصبحوا ملحدين؟ لقد كانت قيادة الجماعة ملزمة بذكر هذه الحقائق للرأي العام وهي التي لا تفتأ تدعي الوضوح والمسؤولية.
    ادعت العدل والإحسان دائما أنها قوة شعبية، وتفاخرت دائما على غيرها بهذه القوة، وشكل هذا الادعاء عامل جذب تستقوي به على غيرها. أصبحت العدل والإحسان غير قادرة على حشد أنصارها في الشارع وهذه حقيقة أدركها الجميع وسببُها ذاتي رغم أنها تلصق السبب دائما بالمخزن. والجديد في هذه الأربعينية هو أنها لم تستطع حشد أنصارها حتى افتراضيا لمتابعة فعاليات عزائها والتعليق عليها بأي شكل من الأشكال التي تتيحها مواقع التواصل الاجتماعي. كيف لأنشطة لم تستقطب المريدين الأوفياء للجماعة أن تجد متابعين لها من خارج الجماعة؟ هذه واحدة من الأدلة الإضافية على عزلة الجماعة عن الشعب، فهي تفكر في جزيرة معزولة وفي قضايا لا تشكل أولوية لدى المغاربة. يمكن للعدل والإحسان أن تدعي ما تريد ولكن امتحان الأربعينية فضح حجمها الحقيقي، وهذا مؤشر مهم يجب على المراقبين إيلاءه الأهمية اللازمة لوضع ادعاءاتها في الميزان.
    طبع فعاليات هذه الأربعينية الحنين إلى الماضي والبكاء على الأطلال والنوستالجيات. تدرك القيادة أنها لا برامج مستقبلية لديها ولا بدائل تقدمها للشباب سوى التغني بالماضي “الذهبي” واستنساخ مقولات مرشدها والحديث عن مناقبه وغزواتها القديمة ضد المخزن. جمود العدل والإحسان على الموروث من شيخها المؤسس وبقاؤها سجينة أفكار فقدت بريقها بانتفاء السياق الذي أنتجها وسقوطها في سلوك التبرك بالموتى لن يقودها إلا إلى مزيد من التقهقر والتراجع لتبقى في النهاية ناديا مغلقا للقدماء الياسينيين المتبركين بثرات الشيخ. لقد تحكم في كل ما كتبه الشيخ ياسين تأثره بالثورة الخمينية، فماذا تبقى منها اليوم؟ وهل هذا النموذج قادر اليوم على استقطاب الشباب؟ تأثر الشيخ ياسين كذلك بالحرب الباردة وبسجالاته مع الشيوعيين ولم يخف إعجابه بهذا الفكر الذي تبنى منه الكثير ولم يلفظ منه سوى الإلحاد أو ما سماه هو الدوابية والمادية ثم أضاف إليه نفحة روحانية من تجربته الصوفية. فهل يمكن لهذه الخلطة أن تستقطب شباب اليوم؟
    سقطت الجماعة في الجمود وعجزت عن مواكبة التحولات التي عاشها المغرب خلال العقدين الماضيين، وأصاب خطابها عطب المثالية والطهرانية فلم يعد مقنعا لأعضائها الذين يتناقلون عشرات النكت عن زلات الجماعة وأحلام قياداتها وعدم واقعية تحليلاتها. ألم يكن من الأجدى أن تخصص العدل والإحسان فقرة من أربعينيتها لتقويم خطأ مناماتها وأحلامها سنة 2006 ومصير الوعود التي وعدت بها أعضاءها والمغاربة؟ ألم تكن ملزمة أن تشرح للراي العام أسباب تبنيها لتلك المنامات وتقدم اعتذارا وتتوب عن هذا الفكر الخرافي الذي تنشره وسط بعض الفئات من المتعلمين للأسف؟
    داء العجز عن الاجتهاد وتقليد الجيل المؤسس وتمسك قادتها بمناصبهم وسد الباب على الأجيال الصاعدة موضوعات لم تبرمج في هذه الذكرى لأن حراس المعبد يعرفون تداعيات ذلك على مصالحهم وأوضاعهم.
    جمود الجماعة واقع لا تخفيه القيادة، وبيروقراطيتها واقع تعكسه حركتها البطيئة ومسارها التراجعي، وعدم تجاوب أعضائها مع أنشطتها حقيقة لا يمكن تبريرها بالحصار والقمع الذي أصبح ادعاء لا يقنع المراقبين، ولذلك فكل التقارير التي تتحدث عن العدل والإحسان تشير إلى أنها تنشط بشكل عادي وبدون تضييق. وطبعا هذا يغيظ القيادة العاجزة عن تجديد خط الجماعة ليتلاءم مع الاستحقاقات الوطنية.
    محاكمة القيادي في الجماعة باعسو كانت أكبر مثال على حالة الإنكار التي تعيشها الجماعة للواقع وكذب كل ادعاءاتها حول عدم استقلالية القضاء. لماذا لم نشهد تصريحات تصحيحية لقياديي الجماعة تعتذر عن الاتهامات المجانبة للصواب للقضاء؟
    اتضح لمن حضر أطوار المحاكمة أن المستفيد من طابع السرية هو باعسو وليس الضحايا، واستنتج مناضلو الجماعة أن الورطة الكبرى لنقيبهم كانت إجراء جلسة المواجهة أمام أنظارهم وأنظار أسرته التي يحق لها أن لا تصدق الدرك الأسفل الذي وضع فيه باعسو نفسه.
    اتضح لأبناء الجماعة أن هيأة الحكم كانت سيدة قرارها وهو ما يضع خطاب الجماعة موضع اتهام حول الحيثيات التي يبني عليها استنتاجاته الجامدة التي لا ترى في المغرب سوى ما يخدم نظرتها السوداء التي ظلت تنتعش فيها وسط فئات انتبهت هي كذلك منذ سنين لخطورة هذا الخطاب والتحليلات فقررت اعتزال الجماعة.
    طبع أنشطة ذكرى عزاء الجماعة تسول شهادات الغير لإظهار صواب خط الجماعة وقوتها وعدم عزلتها لأعضائها. هذا الأسلوب هو أكبر دليل على ضعف الجماعة وفشل قيادتها وعدم قدرتهم على إقناع صفها فيرون الحل في استجداء شهادات شخصيات معروفة تدلي بشهادات عامة على سبيل المجاملة لتسوقها قيادة الجماعة على أنها شهادة جودة وصك اعتراف. اللجوء إلى هذه الشهادات غايته تثبيت صف داخلي منهار ومنهزم لم تعد خطابات قيادات الجماعة تستهويه وتقنعه. هو نوع من الاستيراد الجاهز لمقولات الطمأنة والتثبيت خوفا من الانهيار الذي تتسارع وتيرته وسط بناء لم يتبق منه سوى الأطلال.
    فضحت الذكرى الأربعينية مستوى الجماعة الهزيل والفراغ الروحي والفكري لدى قادتها. من يتابع ردود فعل الأتباع يلحظ حالة عدم الرضى عن أداء غالبية المساهمين في هذه الأنشطة من القيادة. هذا ما جعل حراس المعبد يتخلون في كثير من الأنشطة عن البث المباشر ويلجأون إلى بث تسجيلات بعد إدخال مقص الرقابة على محتواها وشكلها، بل إن أنشطة طويلة تم اختزالها في دقائق بسبب عدم الرضى عنها شكلا ومضمونا. فضيحة أخرى تطرح أكثر من سؤال حول الدور التأطيري للعدل والإحسان. من لم يستطع أن يقدم للمغاربة متحدثين ومحاضرين لدقائق معدودة كيف يدعي بأنه يقدم حلولا للمغرب ويتوفر على كفاءات لتدبير البلد؟
    فضحت أربعينية الجماعة الفساد المالي والتدبيري داخل العدل والإحسان، حيث تصرف أموال الأتباع التي تجمع كواجبات شهرية تقتطع من أجورهم الضعيفة في بدخ الاستضافات والوجبات وزخرفة اللافتات وشراء المعدات التي تفوق قدراتها وثمنها المحتوى الذي تبثه الجماعة. يتساءل أتباع الجماعة عن الحاجة إلى كل تلك البهرجة والإثارة التي ترافق ندوات عادية ويطرحون سؤال ضرورتها بينما هناك حاجة لاستثمارها في أشياء أنفع وأولى. تطالب الجماعة بالوضوح وتدعي محاربة الفساد والاستبداد والأولى لها أن تطبق ذلك على نفسها وتنشر لأتباعها، قبل الرأي العام، تقريرا ماليا عن كلفة هذا العزاء الذي استغرق أكثر من نصف سنة. هل تملك العدل والإحسان الجرأة على تقديم هذا التقرير؟ ها نحن ننتظر، وإلا فإن من لم يكن قدوة في الشفافية عليه أن يصمت خجلا. فمن بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة.
    لقد أدركت قيادة العدل والإحسان مبكرا خطأ تنظيم هذه الذكرى، وفهمت أنها قدمت دليلا إضافيا للحكم على حقيقتها، ولذلك فقد بذلت مجهودا خرافيا كعادتها لصرف الانتباه عن هذه الحقيقة وإلصاق الفشل بالمخزن والحصار المضروب عليها.
    دفعت العدل والإحسان طلابها، وهي تعتبرهم دائما سلاحها ورمحها، لافتعال صراع مع إدارات الجامعات وادعاء منع نشاطها الطلابي الذي تصر على تنظيمه خارج القانون. كالعادة تلجأ الجماعة إلى تسييس أوطم وجعله وعاء للجماعة وحاملا لإيديولوجيتها. انتبهت الإدارة الجامعية والأمنية للعبة ولم تسقط في الفخ وتعاملت مع هذا الاستفزاز بما يفرضه القانون مما فوت فرصة اعتادت الجماعة الاختباء وراءها لتبرير ضعفها وعجزها. حكاية طلبة العدل والإحسان تستحق وحدها أكثر من مقال لأن الجماعة ظلت تعتبر هذا الفصيل دائما جناحا خاصا أقرب إلى الجناح العسكري للإخوان المسلمين لأن كل الإسلام السياسي تستهويه هذه الطريقة في التنظيم.
    انتبه حراس المعبد لحالة عدم الرضى عن الأداء العام للجماعة خلال نصف سنة من تخليد الذكرى فأصدروا الأوامر للكتبة تحت الطلب لتدبيج مقالات تنشر على موقع الجماعة الجامد وهي كلها إطراء ومديح.
    كان الأولى لقيادة الجماعة مصارحة الأتباع حول الحصيلة السلبية لتجربة أربعين عاما من العمل ويقارنوها مع فشل المشروع الإخواني رغم التمكين الذي حصل عليه بعد 2011. كان الأولى مصارحة الرأي العام بسبب هذا الفشل المتمثل في حالة الانسداد التي وصلها هذا المشروع وعدم قابليته للتطبيق لأنه مغرق في الماضوية ويفتقد للجاذبية ويتعسف على النصوص الدينية ولا يساير تطورات العصر ولا يلبي احتياجات الشباب الروحية والعلمية والعملية.
    نعيش هذه الأيام على وقع تسخينات كالعادة هدفها التشويش على المحطات الوطنية القابلة التي ترسل أكثر من رسالة للداخل والخارج تفيد بحالة الوفاق بين مكونات هذا المغرب. نتذكر في يونيو 2020 حين اتهمت أمنستي المغرب باستعمال بيغاسوس بدون دليل وتوالت الاتهامات ضد المغرب من طرف أبواق وأسلحة الدولة العميقة في فرنسا وكل من يريد إخضاع هذا البلد لأجنداته.
    لم تكن تتوقع هذه الجهات الرد المغربي الصارم والرافض لهذه الاتهامات الكيدية والمطالبة بالأدلة المادية التي ترقى إلى درجة الدليل وليس الاتهامات الفارغة. لم تكن تتوقع هذه الجهات أن المغرب حينها حسم في طريقة التعاطي مع هذه الاستفزازات.
    نحن اليوم على بعد ثلاث سنوات وهي مناسبة للتذكير بهذه الخلاصات والتنبيه إلى تجدد محتمل لهذه الاستفزازات.
    النتيجة اليوم أن الكرة ما تزال في ملعب أمنستي وغيرها المطالبين بالإدلاء بأدلة الاتهام لإسناد مزاعمهم ضد المغرب وهم لحد الساعة عاجزون عن ذلك منذ رسالة رئيس الحكومة إلى الأمينة العامة بالنيابة لأمنستي في فاتح يوليوز 2020 لمطالبتها بتقديم الأدلة المادية حول ادعاءات منظمتها وإعادة التذكير بهذا الطلب دون جواب. النتيجة أننا أمام منابر إعلامية سوقت لتلك الاتهامات ولم تستطع مواجهة المغرب أمام القضاء بل إنها اختبأت وراء شكليات لتفادي المواجهة الحضارية التي يجب التنويه بمن يلجأ إليها. النتيجة أننا أمام تحقيق للبرلمان الأوربي استغرق مدة طويلة لإنجازه ولم يجزم نهائيا باتهام المغرب رغم أنه جزم بذلك بخصوص دول أخرى كثيرة. النتيجة أننا أمام صمود مغربي وتمسك بنفس الخطاب منذ اليوم الأول لنشوء هذه المؤامرة ومفاده أن المغرب لا يملك هذه البرمجية ولا يسعى إلى امتلاكها ولا يدرج ضمن أولوياته امتلاكها.
    فضح هذا الملف الكثير من أشباه الحقوقيين الذين كانوا طابورا خامسا لهذه الجهات ورجع صدى لأطروحاتهم. لقد نجح هذا الملف في إحداث فرز كشف للمغاربة بعض من يعيش بين ظهرانينا ويحفر ضدنا ويخدم أجندات قوى استعمارية بحثا عن تأمين نفسه ومصالحه وامتيازاته التي ورثها عن ماض لم يعد ممكنا التعايش معه أو قبول قسمته الضيزى.
    نتوقع كالعادة تشويشا بمناسبة هذه الذكرى ونحن نستقبل الصيف بما يعنيه من مناسبة عيد العرش وثورة الملك والشعب والتحاق ملايين من مغاربة العالم بمغربهم، ونتوقع أن الكثير من الجهات التي يئست من تركيع المغرب لن يهنأ لها وستستمر في البحث عن التشويش ولكنها لن تنال بغيتها لأن أساليبها انفضحت ومؤامرتها انكشفت وأدوات تنفيذها انتهت مدة صلاحيتها والمغاربة فطنوا لهذا الأسلوب.
    يكشف نظام الملالي في إيران يوما بعد آخر أنه غير مأمون الجانب وأنه لم يستسغ موقف المغرب قطع علاقته الدبلوماسية معه منذ 2018 على خلفية صلة حزب الله بجبهة البوليساريو والدعم الإيراني الذي لم يعد خافيا على أحد لهذا الكيان الإرهابي.
    ما تزال إيران تؤكد عداءها للمغرب ودعمها للبوليساريو وتقاربها مع نظام الكابرانات واستعمالها لكل قوتها للدعاية لأطروحة الانفصال والمس بالوحدة الترابية للمغرب. اتضح هذا جليا أثناء اجتماعات اللجنة الرابعة التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة التي ردد فيها ممثل إيران نفس رواية نظام الكابرانات والحمد لله أنها وجدت أصدقاء المغرب من العرب الذين تصدوا لأطروحاتها المروجة للانفصال والتي تفضح أن انتعاش نظام الملالي يكون فقط في تغدية الصراعات وأن استثمارهم يكون أساسا في إضعاف الدول ودعم الإرهاب وتشجيع القلاقل.
    الاستعانة بخدمات إيران في الأمم المتحدة مؤشر آخر على حالة الكساد الدبلوماسي والسياسي التي يعانيها نظام العسكر الفرح بمقعد غير دائم في مجلس الأمن وكأنه سيفرض من خلاله إرادته على المنتظم الدولي.
    لن يوقف المغرب أي قوة أخرى وقد ألف الانتصارات، والدور على الدبلوماسية المغربية للتصدي لهذه المناورات ودعم الانتصارات الميدانية التي أحرزها حراس الجدار.
    نلتقي في بوح قادم.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    أخنوش:نجحنا فتطوير الموارد المالية للدولة بفضل الإصلاح الجبائي والتوسيع الضريبي