بوح الأحد:التعاون الإستراتيجي الشامل للمغرب مع الإمارات يقلب المعادلةفي المنطقة

بوح الأحد:التعاون الإستراتيجي الشامل للمغرب مع الإمارات يقلب المعادلةفي المنطقة

A- A+
  • بوح الأحد: التعاون الإستراتيجي الشامل للمغرب مع الإمارات يقلب المعادلة في المنطقة، الإنتصارات المتتالية للمؤسسة الأمنية من فيينا إلى طنجة، وفاة الطبيب العسكري المحال على التقاعد المبكر لأسباب نفسية و تفاصيل أخرى

    أبو وائل الريفي
    مرة أخرى يصنع الملك الحدث بإنجاز غير مسبوق في سياق دقيق وتوقيت جد مناسب لما يخدم مصلحة المغرب. ومرة أخرى يؤكد محمد السادس صواب طريقة اشتغاله التي تقوم على الفعل وترتكز إلى شرعية الإنجاز عوض استغراق الجهد والوقت في البوليميك والسياسة السياسوية التي سئمها المغاربة التواقون لإنجازات فعلية.
    شكلت الزيارة الملكية إلى الإمارات ولقاء رئيسها محمد بن زايد آل نهيان وحضورهما معا مراسيم توقيع 12 مذكرة تفاهم في “قصر الوطن” بالعاصمة أبو ظبي لحظة فارقة في تاريخ الشراكة بين البلدين. ليست هذه الزيارة بداية للعلاقة الوطيدة بين البلدين لأنها تعود لعهد قديم ولكنها ستؤرخ لمنعطف مهم وضحه بشكل جلي توقيت الزيارة وجدول أعمالها وطبيعة الوفد المغربي والاتفاقيات الموقعة ومجالاتها وقيمتها المالية وأثرها الاستثماري المنتظر والحيز الإعلامي الذي استأثرت به وحجم الحملة التي خاضها ضدها حكام الجزائر الشقيقة وبيادقهم. كل هذا يؤكد أن العلاقات المغربية الإماراتية أكبر من مجرد علاقات تعاون وترقى إلى مستوى علاقات أخوة مؤسسة على ثقة متبادلة وانسجام كامل في الرؤى حول فرص وإمكانات التكامل والتعاون العملي بين البلدين في إطار تعاضد وتكاتف متبادل.
    هذا التقارب مناسبة أخرى نتذكر من خلالها مواقف المغرب ومقارباته لكثير من القضايا التي تثبت أن علاقاته مع الغير لا تؤثر على سيادته واستقلال قراره. مرور السنين يبرز دائما صواب التوجهات الاستراتيجية للمغرب وحكمة الملك في التعاطي مع كل المستجدات التي تصادف طريقه.
    في مثل هذه المحطات تُبرز الملكية دورها الاستراتيجي وقدرتها على تغيير إيقاع سير الدولة وتوجيه البوصلة نحو ما يخدم المغرب ومستقبله وسمعته ومصداقيته التي تجعل المغرب مركز ثقل إقليمي يحظى بثقة دولية في مناخ الاستثمار الجذاب فيه. تبرز كذلك مثل هذه المناسبات حرص الملك على استثمار كل فرصة وكل علاقاته لتأكيد تهممه بالمغرب، كل المغرب، كما هو موضح في الاتفاقيات التي موضوعها أو مجال تنفيذها هو الصحراء المغربية بما يؤكد أنها منظار رؤيته وميزان حكمه على العلاقة مع الغير، وتبرز الملكية كذلك تهممها بكل فئات المغاربة كما هو موضح في ما تم التنصيص عليه من مجالات تعطاها الأولوية مثل المشاريع التي تهم إعادة إعمار وتهيئة المناطق المتضررة من زلزال الحوز، أو تهممها بتطوير القارة الإفريقية واستفادتها من هذه الخطوة من خلال التنصيص على دراسة إمكانيات التعاون في مجال الشراكة الاقتصادية وتطوير البنيات التحتية والطاقية مع الدول الإفريقية والتأكيد على طموح البلدين الشقيقين لإقامة شراكات اقتصادية استراتيجية مشتركة رائدة على مستوى الأسواق الإقليمية والدولية، لاسيما مع الفضاء الإفريقي.
    لكل ما سبق، استحقت هذه الخطوة عنوان “نحو شراكة مبتكرة ومتجددة وراسخة” لأنها استحضرت فعلا الأولويات والاحتياجات وأخذت بعين الاعتبار اقتصاديات المستقبل وحاجيات المغرب الاستراتيجية التي ستجعله في مستوى ما يستقبله من استحقاقات في العشرية القادمة. الكرة الآن في مرمى الحكومة والمؤسسات المعنية وأمامها تحدي التنزيل وقد تضمن الإعلان المشترك غلافا زمنيا محددا حين تم التنصيص على دراسة وإبرام هذه المذكرات في أجل لا يتعدى 3 أشهر من تاريخ الإعلان، وهم تحت مجهر مراقبة المغاربة الذين لهم انتظارات من هذه المذكرات التي تشمل مجالات حيوية مثل الأمن الغذائي والطاقة والمياه والنقل ومشاريع البنى التحتية، ولاسيما الموانئ والمطارات ومراكز البيانات.
    بموازاة هذه الدينامية الملكية المتميزة بهذه الشراكات الاستراتيجية وهذه الانتصارات الدبلوماسية تنشط آلة دعاية مسمومة همها التبخيس والتضليل معروفةٌ الجهة التي تحركها وتقف وراءها لأنها تتأذى أمام شعبها من كل انتصار يحققه المغرب.
    لقد أصبحت هذه الحملات معتادة من إعلام نظام العسكر الذي يجاورنا للأسف ومن حسابات وهمية وبيادق تنفيذ يتحكمون فيها وفي المحتوى الذي يبثونه. كالعادة تركز هذه الحملات على استهداف عناصر قوة الدولة المغربية وهي الملكية والجيش والأمن.
    في ظل الإفلاس الذي يعاني منه نظام تبون ولصرف اهتمام الجزائريين عن إخفاقاته والصراعات التي تعتمل داخل دواليبه وللتغطية على نجاحات المغرب والإنجازات التي يحققها الملك يلجأ هذا النظام المفلس إلى استهداف الملكية، ولكنه يصطدم دائما بالحقيقة المرة وهي أن الملكية تحظى باحترام ومصداقية وعليها إجماع شعبي.
    أصاب التقرير السنوي للخارجية الأمريكية حول الإرهاب نظام تبون وشنقريحة في مقتل. لقد أشاد التقرير بالاستراتيجية الوطنية الشاملة المبنية على التدابير الأمنية اليقظة والتعاون الإقليمي والدولي وسياسات مكافحة التطرف وأكد على نجاحها من خلال مؤشر تصفير الحوادث الإرهابية حيث لم يسجل أي حادث إرهابي في المغرب خلال سنة 2022. تتضح قيمة هذا الإنجاز أكثر بالنظر إلى وجود خطر إرهابي يهدد البلاد كما يوضح ذلك عدد الخلايا التي تم تفكيكها وهي في مراحلها الأولى، وهو ما يؤكد أن جزءا من نجاح هذه الاستراتيجية هو تدابيرها الاستباقية التي تقوض العمل الإرهابي قبل تحوله إلى فعل، وعدم اقتصار تلك التدابير الاستباقية على البعد الأمني ولكن شمولها لمجالات أخرى يتداخل فيها الثقافي بالديني بالاجتماعي بالإنساني. يصاب نظام العسكر في الجارة الجزائر بالسعار وهو يرى ثناء مثل هذا التقرير على الجهود المغربية قاريا وإقليميا ودوليا وانخراطها الجدي في محاربة الإرهاب بينما هي ما تزال تحتضن في ترابها وتمول من أموال شعبها حركة انفصالية تتواتر الأدلة ضدها على أنها تشجع الإرهاب وصارت وكرا لتفريخ الإرهابيين وقطاع الطرق وتجار البشر وكل الممنوعات.
    لم يستسغ حكام قصر المرادية بعد الهزائم المتلاحقة لهم في قضية الصحراء، دبلوماسيا وميدانيا، ولذلك لم يجدوا غير ترويج شائعة سخيفة لا يصدقها أحد يدعون من خلالها انشقاق بعض الضباط عن القوات المسلحة الملكية دون أن يقدموا دليلا على ذلك. إن الترويج لهذه الشائعات يكشف حجم الإحباط الذي يسكن هؤلاء ويفضح حالة الإفلاس الذي وصلوا إليه وحجم العقدة التي صارت تشكلها عندهم قواتنا المسلحة بوحدتها وحرفيتها وضرباتها ضد عصابات البوليساريو حين يتخطوا الحدود.
    ويزداد الحقد على المغرب أكثر وهم يرون إنجازات المؤسسة الأمنية وهي تحظى بتقدير عالمي في فيينا في مؤتمر الأنتربول الأخير فيسخرون غلمانهم وبيادقهم للتهجم على عبد اللطيف حموشي بالأكاذيب المطبوعة بالحقد والتسرع والاختلاق غير الخاضع لأدنى قواعد المنطق. لو انتظروا قليلا لما تسرعوا بتلك الأحكام لأن ختام مؤتمر فيينا كان مِسْكًا لحموشي وللمغرب وهو ينال شرف تنظيم واحتضان فعاليات الجمعية العامة للأنتربول في دورتها 93 بعد سنتين بمراكش.
    يمكن التماس العذر لهؤلاء الحاقدين ومن يقف وراءهم وهم يرون المغرب صار قبلة عالمية جذابة لاحتضان المناسبات العالمية الكبرى لأنهم يرون في ذلك هزيمة لهم، ولكن ما يمكن مؤاخذته عليهم هو لجوؤهم إلى الأكاذيب والشائعات التي تدل على عجزهم عن توفير أدلة منطقية ضد المغرب ومؤسساته والواقفين على ثغوره.
    وبمناسبة الحديث عن جاذبية المغرب لا يمكن تجاهل مؤتمر آخر احتضنته هذه المرة طنجة البوغاز خلال هذا الأسبوع وتعمدت الجزائر الغياب عنه. لقد شكل المؤتمر 47 لقادة الشرطة والأمن العرب لحظة شعبية عكست هذه المرة الاحتضان الذي تحظى به المؤسسة الأمنية في المغرب من طرف الشعب. صار مألوفا لدى المغاربة تجول حموشي بينهم في الشارع أو في أماكن عمومية ومناسبات، ووصل الاستئناس درجة التسابق لالتقاط الصور معه في أجواء تعكس طبيعة النظرة التي صارت عند المغاربة للساهر على أمنهم ودرجة الاطمئنان الشعبي للمؤسسة الأمنية. هذه وحدها كانت مؤشرا على نجاح التحول الذي يقوده حموشي في صمت وبسرعة قياسية واحترافية في العمل الأمني وانعكاسه على الثقة الشعبية في هذه المؤسسة، وما يرسخ هذا الاطمئنان الشعبي هو الثقة الملكية في هذه المؤسسة وغيرها من مؤسسات حماية الوطن التي لا يفتأ الملك يكررها في كل خطاب أمام المغاربة.
    مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب محطة جد هامة بالنظر إلى توقيت انعقاده والموضوعات المدرجة ضمن جدول أعماله وطبيعة المشاركين فيه من كبار المسؤولين الأمنيين العرب وممثلين عن الأنتربول ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة والوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل ومشروع مكافحة الإرهاب والعدالة الجنائية ووكالة الاتحاد الأوروبي للتدريب على إنفاذ القانون وجهاز الشرطة الأوروبية والاتحاد الإفريقي للتعاون الشرطي وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية والاتحاد الرياضي العربي للشرطة.
    وحدها الجزائر تشذ عن القاعدة وتختار عدم المشاركة في هذا الاجتماع لتضع نفسها خارج المحيط العربي، وتؤكد للعالم كله متلازمة المغرب المصاب بها نظامها، وتثبت عدم جديتها في الانخراط الجماعي لمحاربة الإرهاب والجريمة التي يتزايد تهديدها يوما بعد آخر وتستلزم تظافر الجهود بشكل جماعي.
    يعرف نظام تبون وكل مواليه أنهم دخلوا مرحلة الحرج والاستنزاف، وأن القادم أسوأ في ظل الانتصارات التي يحققها المغرب في ملف وحدته الترابية وفي ظل بوادر رغبة دولية في وضع حد للصراع المفتعل حول الصحراء المغربية الذي طال بدون سبب، ولذلك فإنها تنشط في افتعال مشاكل وهمية ضد المغرب وترويج الشائعات وتسخير بيادقها للنيل من المغرب. آخر المؤشرات على رغبة المنتظم الدولي في حلحلة ملف الصحراء المغربية هو زيارة جوشوا هاريس نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للجزائر والمغرب لبحث حلول لهذا النزاع. لقد تضمن بلاغ وزارة الخارجية الأمريكية المكلفة بشؤون الشرق الأدنى عبارات تفيد طابع الاستعجال الذي صار يطبع هذا الملف من أجل “تحقيق حل دائم وكريم دون مزيد من التأخير”، وهذه الصيغ تربك نظام العسكر لأنها ترى في إنهاء هذا الملف نهاية لهذا النظام الذي سيكون مضطرا لتقديم الحساب أمام الشعب الجزائري.
    لا يتوقف المفلسون عن اختلاق الشائعات والركوب على أي ملف إن رأوا فيه أذى للمغرب. آخر الملفات التي تحمسوا لها كثيرا هو ملف ضابط عسكري سابق أرادوا إحاطة وفاته بشبهات من صنع خيالهم المريض وتحميل المسؤولية للسلطات دون دليل.
    مراد الصغير كان طالبا طبيبا عسكريا وأصيب في تلك المرحلة بحادثة سير وضع على إثرها في الإنعاش لمدة سنتين، وحين شفي أكمل دراسته وعين طبيبا في قسم المستعجلات، وفي 2010 أحيل على التقاعد المبكر بسبب عجز نفسي. بعد ذلك استقر في طنجة وعمل طبيبا ولكنه أخفق مهنيا وتعرض لمشاكل مع الناس وضمنها شخص تقدم بشكاية ضده في وجدة أحيلت على الفرقة الوطنية للشرطة القضائية التي كانت تقوم بعملها حين تستدعيه للمثول للإدلاء بإفاداته.
    مراد الصغير نقلته سيارة الإسعاف يوم 8 نونبر وهو في حالة صحية متدهورة بعدما عثر عليه بالشارع العام ونقل للمستشفى الجهوي بطنجة بسبب ضيق في التنفس وتم الاعتناء بحالته كغيره من المغاربة بعد استفادته من التنفس الاصطناعي وغادر بعد تحسن حالته دون أن يدلي بهويته في سجل المستشفى، وهو الأمر الذي تم تأكيده من طرف عناصر الوقاية المدنية الذين تكلفوا بنقله في ذلك التاريخ. وفي 11 نونبر عاودته النوبة فانتقل راجلا وحده للمستشفى ولم يعط هويته كاملة مقتصرا على الاسم الشخصي فقط وهو في وضعية صحية حرجة بسبب ضيق في التنفس، مما استدعى وضعه بقاعة الأوكسجين بقسم المستعجلات، قبل نقله إلى قاعة رفع الصدمات التي فارق فيها الحياة، رغم الجهود التي بذلها الطاقم الطبي المداوم. وهذا حسب خلاصات الاستماع للطاقم الإداري وللطبيب الذي تابع حالته الصحية.
    تم إخبار السلطات الأمنية في الدائرة التي أخذت بصماته، و أصدرت النيابة العامة، فور توصلها بتاريخ 12 نونبر 2023 بإشعار من مصالح الشرطة، أمرها للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بطنجة بالبحث في ظروف الوفاة، وتحديد هوية الشخص المتوفي، مع ربط الاتصال بعائلته للتعرف عليه، كما تم أيضا انتداب مصلحة التشخيص البيومتري التابعة لمعهد العلوم والأدلة الشرعية للأمن الوطني لإجراء التحريات التشخيصية الضرورية، وكذا الترخيص بأخذ عينات من الحمض النووي من لعاب المتوفي بغرض إجراء المطابقات الجينية اللازمة للكشف عن هويته، كما تم إصدار أمر بإجراء تشريح طبي عهد به إلى لجنة طبية ثلاثية وكانت النتيجة كما أعلنها بلاغ الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بطنجة هي أن الوفاة طبيعية مع “عدم وجود أي أثر للعنف أو رضوض على جثة الهالك”، وسبب الوفاة هو “احتشاء في عضل القلب بسبب تضيق الشريان التاجي الأيسر، والذي نتج عن نزيف في المعدة بسبب التهابات متعددة التقرحات”.
    هل بعد كل هذه الحقائق هناك من يجرؤ على كيل الاتهامات الخيالية باغتيال مراد الصغير أو إحاطة الملف بالألغاز للتشويش؟ هل هناك من له القدرة بالدليل على التشكيك في صحة هذه الوقائع؟
    حبل الكذب قصير، ولا يفلح الكذاب طال الزمن أم قصر، والحقيقة تسطع دائما ولو بعد حين. وبلاغ النيابة العامة سد الباب على مروجي الشائعات وهواة الغموض والإثارة.
    لا يمكن ختم هذا البوح دون تنبيه المغاربة إلى ذكرى وفاة شيخ العدل والإحسان الذي تتخذه الجماعة مناسبة للتعبير عن وفائها له. والحقيقة أن لازمة الوفاء التي تتردد كل سنة هدفها هو استمرار التغطية على الانحرافات التي تطال الجماعة وإدامة الوحدة المصطنعة بروح الشيخ والإبقاء على سوق الجماعة موحدة لتجار الدين داخلها والباحثين عن شهرة عجزوا عن تحقيقها خارجها. السؤال اليوم هو ماذا بقي من العدل والإحسان بعد هذه السنين؟
    تتزامن الذكرى 11 هذه السنة مع أفول الجماعة وتآكلها وسقوطها وفشلها في تحقيق ما ظلت تطالب به. ترفض الجماعة وقيادتها الاعتراف بأنها لا تفكر للمغرب والمغاربة ولا تنطلق من واقع المغرب ولا تطرح حلولا مناسبة للمغرب لأنها محكومة بفكر الخلافة الذي يجعلها أقرب إلى الدواعش. ما تزال الجماعة غارقة في أحلامها وكوابيسها للهروب من الواقع الذي لم تستطع التأقلم معه والاعتراف بالنجاحات التي حققها المغرب، ولذلك ما تزال مقولاتها المؤسسة المتقادمة والمتهالكة. ما يزال مريدو الجماعة مغيبون بمقولات الدروشة التي تجعلهم كالميت بين يدي مغسله، وهي مقولات متعمدة لإدامة الاستغلال لموارد بشرية وتحريكها وفق أهواء الماسكين بها كما تحرك البيادق.
    من يتابع خطوات العدل والإحسان يرى كيف انتهى المطاف بأجيال منها خارج الجماعة مطرودين أو مهمشين بسبب صراعات المواقع بين التيارات المتصارعة داخلها. من يتابع مسيرة الجماعة يرى حالة النفور التي يواجه بها أعضاء الجماعة وسط المجتمع.
    يكون تخليد الذكرى عادة خلال هذا الشهر، وتستغل كمناسبة لتسويق الوهم للأتباع بأن الجماعة حققت إنجازات، وتعيش حالة وحدوية مثالية، والإقبال عليها منقطع النظير. الحقيقة غير ذلك تماما لأن الجماعة تعيش إحباطا سياسيا وتآكلا تنظيميا وتراجعا عدديا وإفلاسا إيديولوجيا وعزلة مجتمعية، ومقابل كل ذلك غارقة في صراعات بين أجيالها وبين صقورها وحمائمها، والفسادُ المالي عشش في كل مؤسساتها حتى أصبحت مصدر إثراء للعديد من القيادات.
    الجماعة اليوم محتاجة إلى من يصارحها بحقيقتها ويريها صورتها الحقيقية في مرآة هذا الوطن دون كذب أو نفاق.
    نلتقي في بوح قادم.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    البرلمان: صراع داخل الفرق بسبب صرف الميزانية دون إخبار البرلمانيين