بوح الأحد: دينامية ملكية استراتيجية تفضح كل الأصوات الخرفة،

بوح الأحد: دينامية ملكية استراتيجية تفضح كل الأصوات الخرفة،

A- A+
  • بوح الأحد: دينامية ملكية استراتيجية تفضح كل الأصوات الخرفة، من واشنطن إلى باريس الماكينة الدعائية تفضح نفسها و زيان يشق طريقه بإصرار نحو المارستان

    أبو وائل الريفي
    بعدما اكتشف “المصبع” زيان أنه كان طيلة الأسابيع السابقة في حالة شرود وانكشفت أكاذيبه حول الملك وافتضحت خرافاته حول الملكية ومعها افتضح أمره بين الخاص والعام ولم تنفعه أساليبه البهلوانية التي اعتادها في الآونة الأخيرة للتخفيف من حدة التوتر والإحباط الذي يعانيه، حاول هذه المرة الظهور بمظهر السياسي المحترم والحديث بمنطق من خبر مجال حقوق الإنسان بحكم سابقة استوزاره في هذا القطاع، في ظروف لم يعد يجهلها أبسط متابع للسياسة في المغرب، وتطعيم ذلك بتقارير “استراتيجية” صادرة عن المخابرات الأمريكية وغيرها من المؤسسات الأمريكية. فجأة، لبس الشيخ “الزهواني” جبة خبير المستقبليات ليجرب حظه في قراءة فنجان المستقبل من محبرة مراكز لا يخفى على قارئ خلفيات ومرامي منتوجها.
    لقد كشف الشيخ المتصابي الحقيقة الثابتة “لا يصلح العطار ما أفسد الدهر”، وزيان كائن فاسد بالفطرة وزادته السنين فسادا إلى فساد لأنه يتنفس الكذب ويحترف التضليل وفاته الركب بسبب بقائه أسير أساليب بالية يتصور أنها قد تنطلي على الأجيال الصاعدة. يكشف زيان “العريان” بتغييره لأسلوب تسويق “روتينه” السياسي أنه فعلا مريض وفي حاجة إلى من يدله على طبيب نفساني ليفك عقدته أو يدله على “فقيه” تربية يشفيه من حب الشهرة والزعامة وادعاء الطهارة والنقاء الذي حجب عنه حقيقته الفاسدة وماضيه الأسود. يحتاج زيان إلى مرآة صافية وصادقة يرى فيها حقيقته وحالة الهوان والذل الذي وصل إليه فصار أضحوكة مسلية لمتتبعي “روتينه” الذي يعري فيه نفسه ويفضح جهله ويثبت مرضه ويؤكد أنه إنسان بلغ أرذل العمر وأصابه الخرف ومكانه الطبيعي هو عيادة أو مستشفى الأمراض العقلية والنفسية.
    اكتشف متابعو زيان حالة الوله والتقديس التي يضفيها على تقارير مصاغة للاستئناس بطابع استشرافي لأن مصدرها الماما أمريكا، واكتشفوا تدليسه في قراءة مضامينها لتناسب هواه الذي ينسبه جهلا وعمدا لليبرالية هي منه براء براءة الذئب من دم يوسف بن يعقوب لأن زيان كان دوما كائنا ريعيا بغطاء ليبرالي اختبأ به وراء المرحوم اكديرة وبوعبيد لعقود قبل أن ينفضح أمره. اكتشف متابعو زيان أن دور عالم الاستراتيجيا والمستقبليات الذي تقمصه لا يليق بالشيخ المتصابي الذي يريد دفع تهمة الحمق والشعبوية عنه بأي طريقة، واكتشفوا أن زيان لا تساوي عنده سيادة الدول شيئا ومستسلم لنظام عالمي ظالم يرى فيه أن أمريكا قادرة على فعل ما تريد في كل العالم بدون معاناة حتى أنه يراها تفرض إرادتها على كل الدول ابتداء من 2023. كشف زيان الذي يصور نفسه مقاوما أنه استسلامي وانهزامي لإرادة الكبار في عالم الصراعات التي لا تنتهي والنهايات التي لا تستقر أبدا. هل مثل هذا يؤتمن على شأن المغاربة ومصير البلاد وهو بهذه الطبيعة الانهزامية؟ ويضاف كل هذا طبعا إلى شطحاته التي تجعل لعابه يسيل أمام كل أنثى صادفها ولو كانت موكلة وفي عمر حفيدته، وهو الذي يجد راحته في استعراض عضلاته عاريا عليهن عبر رسائل الهاتف. هل فعلا يمكن استئمان شخص بهذه المواصفات على مصلحة عامة؟
    يحاول زيان، الوزير الأسبق لحقوق الإنسان والنقيب الأسبق يا حسرة، أن يُحَمِّل رأيا استشاريا لفريق العمل الأممي المعني بالاعتقال التعسفي ما لا يحتمل ليضفي عليه صبغة تقريرية متناسيا أنه ليس حصيلة تحقيق واستماع لكل الأطراف وتدقيق في المعطيات وخبرة بالقوانين، ومتناسيا أن اعتقال سليمان لا يمكن اعتباره تعسفيا لأنه نتيجة شكاية واستماع للضحية واستدعاء وفق القانون وبقرار قضائي. يتجاهل زيان الجاهل “بالدارجة المغربية” أن فريق إعداد ذلك الرأي الاستشاري، وهذه هي الحقيقة التي يريد زيان القفز عليها للتهوين من دلالته الاستشارية، اكتفى بما توصل به من معلومات من جهة واحدة فقط، ومتعمدا عدم ذكر رأي آدم ضحية سليمان الذي نظم هو كذلك ندوة صحافية ألقى فيها الضوء على قضيته وتجاهل الفريق الأممي لرأيه ورأي هيأة دفاعه ورأي الجمعيات الحقوقية التي تتعاطف مع مَظْلَمَتِهِ. هكذا يؤكد زيان انحيازه السياسي لسليمان وتوظيفه السياسوي لرأي استشاري أراد تضخيمه انتقاما فقط من مؤسسات الدولة وعلى رأسها القضاء الذي لم يستسلم لإملاءاته التي ألفها في زمن قديم يوم كان مسنودا من جهات يعرفها الجميع. زيان لا تحركه سوى نفسه المريضة التي تريد توظيف كل قضية للعودة إلى مربع الاهتمام والاستفادة والعطاء. هيهات هيهات.
    مشكلة زيان وغيره من الطوابرية أنهم فقدوا صوابهم واحترفوا التضليل ووضعوا كل رهانهم على الضغط من الخارج وصاروا يجيزون لأنفسهم الكذب للترويج بأنهم على حق وأنهم يحققون انتصارات على مؤسسات الدولة. حالة الهزيمة والاضطرار للكذب هما ما جعل المعطي “مول الجيب” يفتعل إضرابا وهميا عن الطعام لشد انتباه أصدقائه لملفه بعد أن رأى انصرافهم عنه لأشياء أخرى. هذه هي الحقيقة المرة التي لا يفهمها بعض المخدوعين، فالمعطي يئس منذ سنين من تعاطف المغاربة معه وكل الأدلة ضده وأقصى ما يبحث عنه هو إحياء تضامن أصدقائه المنصرفين من حوله بعد أن كان قِبْلَتَهُمْ جميعا. كيف يتضامن المغاربة مع شخص مضرب عن الطعام ويشارك في الوقت نفسه في ندوات ويجري حوارات ويستقبل ضيوفا بأجندة يومية مملوءة؟ وكيف يصدقونه وهو يكذب على مرأى ومسمع الجميع وينكر تهما موجهة إليه لا يرقى إليها الشك؟
    آخر كذبة متعمدة من طرف الطوابرية هذا الأسبوع هي تصوير صفحة إشهارية تضمنتها الواشنطن بوست لعمر راضي وكأنها مادة صحافية تضامنية معه. هل بهذه الأخلاق تشوشون على المغرب؟!! وهل ما زال هناك من يستعمل هذا الشكل البدائي للكذب في زمن صارت المعلومة فيه متاحة للجميع؟!!
    تستلزم الأخلاق السياسية والإعلامية من الطوابرية مصارحة المغاربة بأن ما نشرته الواشنطن بوست لا يعدو أن يكون إعلانا مؤدى عنه ويندرج في خانة الإعلان الذي لا يدخل في نطاق الإعلام وما يقتضيه من مواصفات مهنية تكسبه الصدقية. لماذا كل هذا التدليس من طرف هؤلاء إذن؟!!
    في بوح الأسبوع الماضي، ركزت على طريقة تحرك الطوابرية جماعة واحدة وفي توقيت واحد لخدمة جهة واحدة مستعملين كل الطرق لخدمة هدف واحد هو التشويش على المغرب، وهو ما اتضح جليا بهذا المنشور الإعلاني مدفوع الأجر والترويج له كإدانة للمغرب. والحقيقة أن لجوء هؤلاء لخدمات إعلانية في صحيفة مكلفة ماليا هو دليل الهزيمة الكاملة لكل المساميم الذين عجزوا عن إقناع الجريدة بأن المادة تستحق أن تكون منتوجا إعلاميا يحظى باحترام القراء ويحترم ذكاءهم.
    إن حالة الفراغ التي يعيشها طوابرية الداخل والخارج وغياب ملفات حقيقية يوظفونها لتصفية حسابهم مع المغرب هو ما يجعلهم يرددون في كل مناسبة أسطوانة مشروخة مثل تحقيقات فوربيدن ستوريز المضروبة “البيريمي” والتي يريدون بعث الحياة فيها من جديد بدون جدوى. وخير مثال هو ما أقدمت عليه لوموند التي أعادت نشر ما يتعلق باتهامات للمغرب بشأن استعمال بيغاسوس بانتقائية دون الأخذ بعين الاعتبار دفوعات المغرب ونفيه امتلاكه لهذه البرمجية ودون التذكير بأنه ما يزال يطالب متهميه بأدلة مادية على الاتهام ولم يتوصل بشيء ودون ذكر أن هذه الجهات المتهمة للمغرب تهربت من الاحتكام إلى القضاء الفرنسي بتمسكها بشكليات قديمة مما يؤكد خوفها من الحقيقة. والمصيبة أن لوموند تلجأ للخدمة الإعلانية الترويجية لهذه المادة على الفيسبوك لضمان انتشار واسع لها!
    ترى ما هو سبب اللجوء هذه الأيام إلى صرف أموال لإشهار مثل هذه المادة إن لم يكن الدافع الإساءة للمغرب؟ ومن تكلف بأداء هذا المقابل المالي؟ وهل أصبح المغرب يشكل كل هذه الأولوية لدى جريدة لوموند “العريقة” لو لم تكن ذراعا للدولة الفرنسية العميقة التي تضع المغرب في صلب اهتمامها بعد رفضه مقاربتها الكولونيالية والتصرف في المغرب كأنه مقاطعة تابعة لها؟ ألا ينبئ اللجوء إلى هذه الأساليب المفضوحة حالة الإحباط التي يعيشها الاستعماريون الجدد بعد فشل الضغط على المغاربة بملف التأشيرات وغيرها؟ ألم يكن الأولى لهذه الجريدة أن تروج بمقابل مالي لأخبار الاحتجاجات التي تعرفها فرنسا بسبب نقص الوقود والغلاء والمطالبة بالزيادة في الأجور؟ لماذا تتجاهل هذه الجريدة التعامل العنيف للسلطات الفرنسية مع هذه الاحتجاجات؟ لماذا لا تدافع عن حق الفرنسيين في الاحتجاج؟ لماذا لم نسمع لها انتقادات تصف ماكرون بما تصف به أنظمة أخرى؟ ألا تهمها “الخروقات الحقوقية” المزعومة إلا إذا كانت في دول مثل المغرب؟ ولماذا لا تتعامل بالمثل مع ملفات حقوقية عند نظام عسكري في الجزائر وصلت حد إصدار حكم بالإعدام في حق صحافي؟
    يلزم البحث كثيرا في السر وراء هذا اللجوء إلى الترويج مدفوع الأجر لمواد مخدومة ضد المغرب، وسبب عجز أصحابها عن استقطاب قراء لها، وضعف أثرها في الواقع، وعجزها عن إخضاع المغرب. ستقود خلاصة البحث الطوابرية إلى معرفة أن المغرب يعي هذه اللعبة جيدا ونجحت مجهوداته في فضح مراميها، وتحصين القراء، وخاصة المغاربة، من سمومها، ولم تعد مادتها ذات جاذبية وإغراء لقراءتها فأحرى الاقتناع بصحتها. ها هو دليل إضافي على خريف الطوابرية.
    يحسب للمغرب أنه سلك مسلك المواجهة الصريحة لكل مروجي الأباطيل ضده، واختار التصدي لكل الأفاقين، والمطالبة بالدليل على كل اتهام يوجه إليه وجر مروجيه أمام القضاء، وهو ما جعلهم في وضع دفاعي تبريري يتمسك بكل الشكليات لتفادي المواجهة أمام السلطة المخولة بقول الكلمة النهائية أو جعلهم في وضعية الهروب إلى الأمام وتجاهل مطالبات المغرب والاستمرار في الترويج للأباطيل مما جعلهم يستنزفون مصداقيتهم ويلجأون للإعلان عوض الإعلام.
    يحسب للمغرب كذلك أنه ظل منشغلا بأولوياته الحقيقية ولم يسقط في فخ الانشغال بما يريده الآخرون، وجعل الإنجازات وحدها ترد على الطوابرية الكذابين.
    منذ شهور وهم يروجون أسطوانة غياب جلالة الملك حتى تطورت الكذبة إلى قرب تخليه عن العرش بعد فشل فرية الانقلابات داخل القصر. لم يكلف هؤلاء أنفسهم قراءة الدستور والاستماع لخطب الملك، ولم يبذلوا مجهودا لاستنتاج طريقة اشتغال جلالته، وهو الذي دعا مبكرا إلى وجوب تأويل ديمقراطي وتنزيل ديمقراطي للدستور بُعَيْدَ المصادقة عليه.
    بتمرين بسيط، يكتشف الدارس للأنشطة الملكية أن جلالة الملك كان طيلة هذه المدة الأكثر انضباطا لمقتضيات الدستور، والأكثر حرصا على تفعيل فصوله، والأكثر ضمانا لاحترام بنوده. لقد دافع جلالته عن الخيار الديمقراطي في لحظات عصيبة، وكان وراء أهم تأويل ديمقراطي للحظة انحباس حكومي، وكان أكبر مناصر للشرعية الديمقراطية. وهذا ما يتجاهله الطوابرية مكتفين بترديد مقولات موروثة عن الاحتكار والمخزن والتحكم والسلطوية وغيرها.
    يعتبر ما يقوم به الملك محمد السادس ثورةً هادئة من أجل تنزيل ديمقراطي لمقتضيات الدستور، ويبدو من اقتصاره على ما هو مدرج دستوريا ضمن نطاق اختصاصاته إصرار من جلالته على تحمل كل مؤسسة من مؤسسات الدولة لمسؤولياتها والقطع مع الاختباء وراء الملك لتبرير العجز أو القصور وتدبير الدولة بمنطق سياسوي وانتخابوي.
    يُسجَّل على الملك التزامُه باختصاصاته واحترامه للزمن الدستوري، حيث تلا افتتاح الدورة البرلمانية انعقاد المجلس الوزاري الذي شكل مناسبة أكد فيها الملك أنه أكثر حرصا على حماية المواطنين من تداعيات الظرفية السلبية مستعملا ما يمنحه الدستور من صلاحيات، حيث تم التأكيد في مشروع قانون المالية على ضرورة ترسيخ ركائز الدولة الاجتماعية بتعميم التغطية الصحية الإجبارية لكل الفئات الاجتماعية، والتعميم التدريجي للتعويضات العائلية بمقاربة جديدة. أين من كانوا يتحدثون عن مرض الملك وموته؟ أين اختبأوا فجأة؟ لماذا يتهربون من الاعتراف بكذبهم؟ لماذا لم يصارح زيان المغاربة بأنه أخطأ في حقهم وفي حق الملك والبلد وهو يروج لإشاعات لا تسندها أي واقعة؟
    لقد أثبتت التجارب السابقة أن الطوابرية مصابون بالكِبْر ويخدمون أجندات خارجية ومجرد كراكيز تحركها أيادي أجنبية، ولذلك فمن غير الوارد اعترافهم بالخطأ والاعتذار للمغاربة، ولكن الدينامية الملكية منذ بداية الدخول السياسي تثبت حقيقة واحدة مفادها أن المغرب والملك بخير وأن جهودا كبيرة تبذل لمواجهة ظرفية دولية صعبة وغير مستقرة، وهناك نجاح معتبر في تأمين استمرارية طبيعية لسير مرافق الدولة وإمداد المغاربة بكل الحاجيات، وهناك حرص من جلالة الملك على سيادة المغرب وعدم إخضاعه لأي قوة تريد التنقيص منه.
    يحسب لهذا المجلس الوزاري خطوة هامة تجلت في تعيين محمد بنشعبون، الذي ظل يشغل منصب سفير المغرب في فرنسا، مديرا عاما لصندوق محمد السادس للاستثمار. وهي خطوة تنزيلية لمقتضيات خطاب افتتاح الدورة البرلمانية الخريفية بسرعة تعكس أولوية ورش الاستثمار كرهان أساس للتغلب على الكثير من الإكراهات الاجتماعية والاقتصادية، وهي خطوة تحمل إشارات سياسية غير خفية عن ذوي الألباب الذين يقرؤون ما وراء السطور. إنها خطوة تبين حرص الملك على الانتصار للمغرب العظيم واصطفافه مع المغاربة للدلالة على أن المغرب أولا ومصالحه أولى بالاتباع.
    وكل الأخبار عن القمة العربية المرتقبة في الجزائر تشير إلى تأكيد مشاركة جلالة الملك في أشغالها رغم أن نظام تبون وشنقريحة لا يبادل المغرب نفس المعاملة في مناسبات كثيرة.
    لن يفهم الدور الاستراتيجي الذي يقوم به الملك ونجاح تدبيره للمغرب في ظرفية صعبة بدون مقارنته مع دول قريبة ومماثلة. لماذا يتجاهل الطوابرية المستنقع الذي تعيشه تونس؟ ألا يرون أن التوانسة يستحقون وضعا أفضل؟ لماذا يصمت الحقوقيون عن الحكم بإعدام صحافي في الجزائر؟ لماذا تسكت منظمات حقوق الإنسان عن القمع المسلط على احتجاجات الفرنسيين؟
    في الوقت الذي يعطي جلالة الملك توجيهاته للحكومة للرفع من ميزانية الصحة وضخ اعتمادات مالية إضافية لتعميم الحماية الاجتماعية يعطي كابرانات الجزائر الأولوية لميزانية الدفاع لترتفع ب 120 في المائة. لمن تتسلح الجزائر إذن؟ أليست الأولوية للجزائريين لتوفير المواد الأساسية التي يعانون لسد خصاصهم منها؟ هل يعقل في دولة مثل الجزائر أن تكون ميزانية الدفاع 23 مليار دولار؟ ألا يعتبر هذا السباق نحو التسلح هوسا يضع المنطقة على فوهة بركان؟
    الحمد لله أن رحمنا في هذا البلد بقيادة حكيمة قادرة على عدم التأثر بهذه الاستفزازات والحفاظ على توجيه السياسات العمومية للمغرب وفق بوصلتها الحقيقية التي تراعي مصالح المغاربة والجوار المغاربي والانتماء الافريقي والعربي والمتوسطي والإسلامي.
    ما تعيشه تونس من احتجاجات وصراعات وفراغ وانتهاكات يسائل جميع من سوق لهذا النموذج وكان ينوي استيراده جاهزا. طوابير التوانسة لا تجد مواد أساسية وانهيار اقتصادي وشيك يمكن أن يزيد من إضعاف الدولة هناك. نسأل الله أن يحمي هذا البلد ويرجعه إلى حضن الشرعية الديمقراطية وسياسة الحكمة التي تراعي جوارها.
    سيكتشف قيس سعيد بعد وقت متأخر أن جنرالات الجزائر وبال على كل من وضع يده في أيديهم لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
    نلتقي في بوح قادم.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
     فاتح ماي 2024…مسيرات محتشمة ونقابات مشتتة واحتفال باهت بعيد العمال بالمغرب