الحراك الجزائري يطالب برحيل النظام..حلول مطالب الشارع توجد في الجزائر لا المغرب

الحراك الجزائري يطالب برحيل النظام..حلول مطالب الشارع توجد في الجزائر لا المغرب

A- A+
  • الحراك الجزائري يطالب برحيل النظام
    حلول مطالب الشارع توجد في الجزائر لا المغرب

    بمناسبة الذكرى الثانية للحراك الشعبي الجزائري، خرج الآلاف من المواطنين في مسيرات حاشدة في العديد من الولايات والمدن الجزائرية، مرددين نفس شعارات الحراك منذ انطلاقه ونجاحه في إسقاط الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة الذي كان يريد أن يحكم الجزائر لولاية خامسة، خروج المسيرات الحاشدة بداية هذا الأسبوع في الجزائر كلها، وبذات الكثافة، وترديدها نفس المطالب السابقة، تعني أن العسكر الحاكم في الجزائر لم ينجح في حلحلة الوضع المأزوم في قمة السلطة بالرغم من أشكال المسرحة التي أعقبت خلع بوتفليقة، والدستور الممنوح، وتقديم بعض أكباش الفداء في محاكمات صورية لامتصاص غضب الشارع، وبعد أن فرضت أجواء الطوارئ مع جائحة كورونا، اعتقد العسكر الحاكم أنه قد كسب الحرب وبدأت عملية فبركة ملفات لمحاكمة رموز الحراك الشعبي الجزائري بتهم غريبة ومدد ثقيلة بتهمة زعزعة الاستقرار والتعاون مع جهات أجنبية والمس بأمن وسلامة الدولة وغيرها من التهم المعهودة في الدول الاستبدادية..
    زادت حدة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية من السخط الشعبي، وبدأت معالم هزة اجتماعية قوية في قلب الجزائر فاقم من وضعيتها غياب الرئيس تبون بسبب حالته الصحية، وحملت المخابرات الجزائرية تقارير مقلقة عن تململ الشارع الجزائري وعودة الحراك الشعبي بقوة أكبر، وبدل الانكباب على إصلاح الوضع الداخلي وإيجاد مداخل جوهرية لتحقيق انتقال ديمقراطي للسلطة وامتصاص غضب الشارع من خلال فتح ملفات الإصلاح التي تقدم أجوبة حقيقية لمطالب الشعب الجزائري، لجأ عجزة العسكر إلى العودة إلى «البعبع المغربي»، بتصوير العدو التقليدي كخطر قائم على الحدود، فكانت صفقات الأسلحة الاستثنائية التي يذهب ريعها إلى جيب كبار الجنرالات، وتم تسخين الطرح بمناورات عسكرية على الحدود مع المملكة بالذخيرة الحية أشرف عليها السعيد شنقريحة نفسه، أحد حلاليف بومدين وتركته التي ماتت مع زمن الحرب الباردة، مرورا بتسخير البوليساريو إلى الخطابات العدائية وتحرش الإعلام الجزائري الرسمي بإيعاز من الاستخبارات العسكرية للتطاول على ملك البلاد، كل ذلك في محاولة للتغطية على الأزمة الداخلية ولإلهاء الحراك عبر تصدير الأزمة من خلال خلق عدو خارجي كما هو معروف في الاستراتيجيات السياسية التقليدية التي لم تعد تجدي نفعا مع التحولات العالمية الجديدة ولم يهضمها جنرالات العسكر الحاكم في الجار الشرقي، بحكم سنهم ربما ولكن بكل تأكيد بسبب انغماسهم في نهب ثروات البلاد وتسمين أرصدتهم المفتوحة في الفراديس الضريبية هنا وهناك في أوربا خاصة..
    لقد تم استقدام الرئيس الصوري عبد المجيد تبون الذي لا يُصدق حتى اليوم أنه رئيس بلاد كبيرة اسمها الجزائر، والدليل هو أنه خاطب العسكري شنقريحة أثناء عودته وأمام التلفزيون الجزائري الذي نقل خطاب تبون، وهو يقول له: «سلام مون جنرال»، مع العلم أن رئيس الدولة هو القائد الأعلى للقوات المسلحة! قلت تم استقدام تبون ليقوم بعملية مسرحية بعد إقالة الحكومة وحل البرلمان في محاولة استباق مطالب الشارع الجزائري وامتصاص غضب الحراك الذي انطلق اليوم رغم التهديد والوعيد ورغم استمرار حالة الطوارئ بسبب فيروس كورونا ليطالب بنفس ما كان يطالب به في شعاراته خلال السنة الأولى من الحراك الشعبي، بل ذهب أبعد برفع شعار إسقاط النظام الجزائري وتحقيق تغيير جذري وليس فقط إجراء عملية تجميل على الوجه العجوز لرأس السلطة التي يمسك بزمامها كبار جنرالات الجيش..
    لم يعد اليوم ممكنا تسخير البوليساريو للتحرش العسكري بالمغرب، لأن هذا التسخير وصل مداه المتطرف إلى الحدود التي أصبحت تهدد حتى بقاء هذا الكيان نفسه، وبالأحرى الإمساك بذيله واللعب به، بعد أن ضاقت حلقة الموت والزوال حول عنقه، فما هي أوراق الجيش اليوم لإسكات الشارع الجزائري وإلهائه عن مطالبه الحقيقية التي يوجد الجواب عليها في الجزائر وليس في المغرب، ولا يمكن البحث عن ضحية أخرى أو عدو خارجي لتصدير الأزمة الداخلية إليه، لأن الشعارات التي حملها الشعب الجزائري في حراكه الثاني لم تكن تتعلق بالمغرب ولا بنظامه الملكي ولا بإسرائيل ولا بخطر الحدود وإنما بالإصلاح الدستوري وتحقيق تغيير جذري وديمقراطية حقيقية في الجزائر.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    الشرطة القضائية بتنسيق مع الديستي توقف شقيقين يشكلان موضوع مذكرات بحث