الشعب مسؤول في مواجهة الوباء القاتل أمام الله والوطن والنفس

الشعب مسؤول في مواجهة الوباء القاتل أمام الله والوطن والنفس

A- A+
  • العالم كله في أزمة اليوم، وبلادنا ليست استثناء كونيا هنا، في هذه المعركة التي يوجد في صفها الأمامي الأطباء والممرضون والصيادلة والوقاية المدنية وكل ملائكة الرحمة، مدنيون وعسكريون، إضافة إلى نساء ورجال الأمن والقوات المساعدة والدرك الملكي والجيش وكل نساء ورجال السلطة العمومية… يحتاج المغرب إلى كل أفراده مهما تباينت مشاربهم واختلفت انتماءاتهم وطبقاتهم الاجتماعية، كل سواعد بناته وأبنائه يركبون نفس السفينة، إما أن ننجو جميعا أو نغرق جميعا..
    على المواطنين والمواطنات أن يعوا جيدا أن مواجهة فيروس كورونا المستجد ليست مطروحة على عاتق السلطات العمومية وباقي الأطر الصحية التي تضحي بحياتها من أجل إنقاذنا، نحن الذين نتحصن بجدران واقية لبيوتنا، بل هي مسؤولية كل أفراد الشعب المغربي، وإذا كان معظم المغاربة قد تحلوا بالفعل بروح المسؤولية الوطنية والإنسانية، لحماية أنفسهم وعائلاتهم ووطنهم أيضا، فإن البعض على قلتهم أبانوا عن الكثير من روح الاستهتار واللامسؤولية وانعدام الضمير في تعريض أنفسهم وتهديد سلامة من يعزونهم من ذويهم، بخرقهم لمقتضيات الحجر الصحي التي تفرض عليهم بحكم قانون الطوارئ الصحية الاستثنائية، المكوث في بيوتهم وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى خاصة في مرحلة خطيرة من حضانة الفيروس، ورغم برامج التوعية وما تقوم به وسائل الإعلام الوطنية على اختلاف أنواعها في توعية الناس وإبراز المخاطر الحقيقية التي تهددهم في وجودهم، مع ذلك كانوا يتجمعون بدون مبرر في الأحياء والأزقة والدروب والأسواق الهامشية التي لا توجد فيها أدنى مقومات السلامة الصحية وتعتبر الحضن الأمثل لتناقل عدوى الفيروس القاتل.
    وبعد أن أقرت منظمة الصحة العالمية ضرورة وضع الكمامات من طرف كل الناس، وأصدرت السلطات المعنية تحذيرا للمواطنين بضرورة عدم الخروج للضرورات القصوى دون ارتداء الكمامات، لم يتعظ بعض المغاربة واستمروا في الخروج إلى الشارع العام بلا كمامات أو أقنعة واقية، معرضين أنفسهم لخطر الإصابة بفيروس “كوفيد 19″، ونقل عدواه القاتلة إلى أصدقائهم في الحومة والدرب، وإلى أفراد أسرهم بالكثير من الطيش وغياب حس المسؤولية الوطنية والأخلاقية والإنسانية والدينية أمام الله الذي طالبنا بعدم إلقاء أنفسنا إلى التهلكة..
    على المواطنين المغاربة في كل مكان أن يعوا أن هذه معركتهم أيضا لمحاصرة فيروس كورونا، وأن التزامهم ببيوتهم والحرص على الأساليب الوقائية في النظافة كل حين، هو واجب إنساني في حفظ الحياة الشخصية، وأن الذين يخرجون للتنزه والتجمع في “راس الدرب”، بلا ضرورة قصوى وبدون احتياطات ولا كمامات واقية هم مشروع مجرمين يحملون الموت لأنفسهم حين لا يتخذون أي احتياط للحفاظ على حقهم في السلامة الشخصية، وهم أيضا مشروع قتلة، لأنهم معرضون للإصابة بفيروس “كورونا” المستجد، ويساهمون في نقل عدواه لكل من يخالطونهم، وبالتالي يعرضون حياة مقربيهم إلى الموت.. الحمد لله أنه في الوقت الذي تعاني فيه فرنسا من نقص كبير في الكمامات، أن بلادنا بعد أن نفذت الدفعة الأولى تم إمداد السوق الوطني بما يلزم من أقنعة وما على المغاربة إلا أن يقتنوها وأن يلتزموا بتعليمات الوقاية.
    من هنا يجب أن نتحلى بيقظة كبرى، كلنا كمغاربة معنيون بمحاصرة هذا الوباء الذي يفتك بأرواح البلاد ويضرب اقتصاد البلاد، وكلما خرق بعضنا قواعد الحجر الصحي واستهتر في عدم حمل الكمامة واتخاذ الحذر باتباع سبل الوقاية والنظافة، كلما امتدت بنا حالة الطوارئ الصحية وبقينا لأسابيع أو شهور أخرى تحت الحجر مع ما سيتبع ذلك من أزمات على هؤلاء الفقراء والعمال البسطاء الذين يعيشون على ما يجنونه من قوت يوميا وليست لهم لا مدخرات ولا ما يقتاتون به، علينا إذن أن نكون مسؤولين أمام أنفسنا وأمام الوطن وأمام الله، ونلتزم جميعا كمغاربة في هذه المرحلة الحرجة بالتعليمات الوقائية التي تقتضي أن نلزم بيوتنا وألا نخرج إلا في حالة الضرورة القصوى، وإذا فعلنا فعلينا عدم التجمع مع الغير وحفظ مسافة السلامة والأهم ارتداء الكمامة، فهذه الروح الجماعية وهذا التماسك الوطني هو القادر على أن يجعلنا نقصر مرحلة إقامة هذه الجائحة بيننا ونخفف من حجم الخسائر في الأرواح التي يحصدها فيروس “كورونا القاتل، وفي الأضرار الأخرى التي سوف تنتج عن هذا الوباء القاتل.. فاللهم أفرجها يارب.. وعجل بالفرحة الكبرى..

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    50% من المغاربة المشتغلين لا يتوفرون على شهادة و18.1% يحملون شواهد عليا