كشفت المباراة الأخيرة لنادي الرجاء الرياضي، أمام خصمه الوداد الفاسي، حقيقة المستوى التقني لمجموعة من اللاعبين ضمن تشكيلة ” العالمي”، خلال الموسم الحالي، والتي خاضت لقاء يوم السبت الماضي، برسم نصف نهائي كأس العرش، أمام ممثل القسم الوطني الثاني، نادي ” الواف”، لتتجرع كتيبة الإسباني غاريدو إقصاءً، لم يخطر على بال أمهرِ المحللين والنقاد الرياضيين.

ولم تعرف تشكيلة نادي الرجاء الحالية، اختلافا كبيرا من الناحية البشرية، مقارنة مع الموسم الماضي، رغم الانتدابات الكبيرة التي أجراها الفريق الأخضر البيضاوي، خلال الميركاتو الصيفي الماضي، تحت إشراف المدير التقني فتحي جمال، الذي منحت له كامل الصلاحية من طرف ” اللجنة المؤقتة” آنذاك، ليُباشر عمله بعد ذلك بتصريح لأحد المنابر الإعلامية قال فيه : ” أعد الجماهير الرجاوية، بأن اللاعب المتوسط لا مكانة له بتشكيلة الفريق”.

وحسب أداء الرجاء، سواء في آخر لقاء مع الوداد الفاسي، أو بمباريات الدوري المغربي، يتضح أن فتحي جمال، لم يف بوعده للجماهير، فاللاعبون الجدد الذين شاركوا خلال اللقاءات الماضية، كانوا نقطة ضعف النادي الأكثر تتويجا بالألقاب القارية بالنسبة للأندية المغربية، فيما لم يتم إشراك بقية اللاعبين القادمين من خارج ” كازا”، إذ هناك من لم يحمل القميص الأساسي لنادي الرجاء في أي مقابلة رسمية ، رغم مرور ثلاثة أشهر على بداية المسابقات المحلية والقارية.

لكن بعد ذلك و في إحدى الخرجات الإعلامية لفتحي جمال، موجها خطابه للجماهير الرجاوية استدرك و قال : ” ماتحلموش بزاف ..الانتدابات غادي تكون معقولة، على قد فلوسنا، هكا تفاهمنا مع المكتب المسير”، كأنه يرمى الكرة في مرمى جواد الزيات، الذي كان يسير الرجاء رغم وجود اللجنة المؤقتة، حسب عدد من تصريحات امحمد أوزال، الذي أكد أكثر من مرة أن الزيات هو رجل المرحلة .

وأضاف المدير التقني للرجاء، في تصريح آخر لإحدى الإذاعات المغربية الخاصة، إذ أردف قائلا : ”إلى مكانش عدنا الفلوس، غادي نعطيو الأولوية لأبناء الفريق”.

ويظهر من خلال التصريحات المتباينة لفتحي جمال المدير التقني لفريق الرجاء، أنه تلقى أوامر من جواد الزيات والمكتب المسير الحالي، بالانتداب حسب الميزانية المخصصة، ولكن مع ضرورة توفير الجودة قبل جلب اللاعب، كأن مكتب الرجاء أراد إطاحة ”فتحي جمال” في الفخ ، ” فكيف يتم انتداب لاعبين أصحاب مستوى عال، بميزانية ضعيفة”، مع العلم أن النادي الذي نتكلم عليه هو أحد أقوى الأندية الإفريقية، فكيف يعقل جلب لاعبين من المستوى الثالث والرابع؟..، فقط لأن الميزانية لاتسمح، مع تسجيل إهمال واضح لمدرسة التكوين، الذي قيل في إحدى تعليقات فتحي جمال بالموقع الرسمي للفريق البيضاوي، ”الرجاء رأسمالها الحقيقي هي مدرسة التكوين”.

ولم يعتمد نادي الرجاء، على مواهبه بمدرسة التكوين، كما وعد فتحي جمال، بل ذهب وانتدب لاعبين أقل مستوى من المتواجدين ضمن قائمة النادي سلفا، إذ يتضح أن المدير التقني فقد البوصلة، ” لاهو انتدب جيدا… ولا هو عزز من مدرسة التكوين”، بل حسب مصادر خاصة لـ” شوف سبور”، فهناك من اللاعبين من كلف ميزانية الرجاء أموالا كبيرة، رغم أنه لا يتوفر على السيرة الذاتية اللازمة لحمل قميص ” العالمي ”.

وفي سيناريو آخر حسب مصادرنا يتبين أن جواد الزيات، أوقع فتحي جمال في الفخ، فالأخير أراد تنفيذ الأوامر القادمة من الأعلى، وحاول جلب لاعب عالمي بثمن رمزي ليصبح الرجل المثالي والذكي، في مخطط الرئيس الجديد للقلعة الخضراء الزيات، إلا أن ” الرياح جرت عكس الأحلام غير الموضوعية ”.

تجدر الإشارة إلى أن الهيئة المؤقتة لنادي الرجاء سابقا، و التي كان يترأسها امحمد أوزال، قد تعاقدت خلال شهر ماي الماضي، مع الإطار الوطني فتحي جمال، من أجل تحمل مهمة ” المدير التقني” للنادي الأخضر البيضاوي، مع منحه الصلاحية من أجل التدخل في انتدابات الفريق الأول، وفور تقلده مهامه ضمن النادي، ظهر فتحي جمال ونادي الرجاء، الأكثر نشاطا بين الفرق المغربية بسوق الانتقالات الصيفية الماضية، إلا أن ذلك لم يكن متناغم مع طموح الجماهير الرجاوية التي لم تستيقظ بعد من صدمة الإقصاء من نصف نهاية كأس العرش ضد فريق يلعب بالقسم الثاني للبطولة الوطنية، مع تقديم أداء باهت بمسابقة الدوري المغربي.

المصدر: شوف تي في