أقصي فريق الرجاء الرياضي لكرة القدم، مساء أمس السبت، من دور سدس عشر كأس العرش، بعد هزيمته غير المتوقعة أمام فريق نهضة الزمامرة بثلاثة أهداف لهدفين، في المباراة التي جمعتهما على أرضية المركب الرياضي محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء.

وبالعودة إلى سيناريو المباراة، فإن أبناء المدرب الفرنسي باتريس كارتيرون وقعوا في بعض الأخطاء التي كانت واضحة وقاتلة، كما أنها تكررت في أكثر من مناسبة، ما جعل الفريق الضيف يستغل ذلك ليحقق انتصارا تاريخيا بإقصائه للخضر، في وقت مبكر.

وبالحديث عن الأخطاء الفادحة التي وقع فيها النسور سنتحدث عن ثلاثة أخطاء مهمة:

الخطأ الأول: فريق الرجاء الرياضي استصغر الخصم فأدى الثمن غاليا..

بدا واضحا خلال مباراة الأمس أن فريق الرجاء الرياضي لم يضع في مفكرته أن مباريات الكأس تذوب فيها الفوارق، وهو الأمر الذي جعل لاعبي الرجاء يستصغرون الخصم، ويلعبون بثقة زائدة عجلت بإقصائهم أمام فريق نهضة الزمامرة الذي ناقش المباراة بطريقة جيدة.

الخطأ الثاني: دفاع رجاوي مضطرب ومفكك

تلقت شباك فريق الرجاء الرياضي ستة أهداف خلال المباريات الثلاث الأخيرة للفريق الأخضر، ثلاث منها خلال مباراة ذهاب عصبة الأبطال الإفريقية أمام بريكاما الغامبي، في المباراة التي انتهت بالتعادل الإيجابي ثلاثة أهداف في كل شبكة، كما استقبلت شباك الرجاء ثلاثة أهداف أخرى خلال مباراة الأمس أمام فريق نهضة الزمامرة كانت كافية لإقصاء الفريق من منافسات كأس العرش.

وبمتابعة الأهداف التي تلقتها شباك الخضر، يتضح جليا أن دفاع الفريق ووسط ميدانه الدفاعي ليس بخير، كما أن الحلقة الأضعف والتي لاحظها الكثيرون خلال مباراة الأمس أمام نهضة الزمامرة، هي وسط دفاع الفريق حيث يلعب العميد بدر بانون، والوافد الجديد المالي ساليف كوليبالي، ولأن بانون لا يختلف اثنان حول إمكانياته الكبيرة، فإن كوليبالي ما زال يغرد خارج السرب، ولم يدخل بعد في النص، تارة بتموقعه السيء في الكثير من المناسبات وأخرى بطريقته البطيئة في الركض، والتي تعطي الفرصة لخصومه للتفوق عليه، كما أنه لا يتقن عملية البناء من الخلف، ويعتمد على كراة طويلة لا تدخل ضمن أسلوب لعب الفريق الأخضر.

المستوى المتواضع حتى الآن للمالي كوليبالي يؤثر على المردود العام لزميله بانون، كما يحدث ارتباكا كبيرا في المنظومة الدفاعية للخضر، دون أن ننسى الأخطاء التي ترتكب في وسط ميدان دفاع الفريق الأخضر في ظل غياب عبد الرحيم شاكير المصاب.

الخطأ الثالث: كارتيرون لعب بنفس الطريقة التي لعب بها مبارياته الأخيرة

دخول الفرنسي باتريس كارتيرون خلال مباراة الأمس بنفس الطريقة التي لعب بها مباراته الأخيرة في دوري أبطال إفريقيا أمام بريكاما الغامبي، مكنت مدرب فريق نهضة الزمامرة يوسف فرتوت من دراسة خصمه بشكل جيد، واللعب على نقاط ضعفه، كما أكدها الأخير في الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة.

كما أن الأخير فطن للتغيير الذي أحدثه كارتيرون في الشوط الثاني، بتغيير الأدوار بين لاعبي الخط الأمامي للنسور، ما جعل دفاعه يجهض هجمات الخضر، ويتحول بها بسرعة لهجمات مرتدة أعطت هدفين للفريق الضيف.

وبعد هذا الإقصاء المر للفريق الأخضر، فإن جرس الخطر قد دق بالنسبة للنسور من أجل تصحيح ما يمكن تصحيحه قبيل انطلاقة الدوري الإحترافي، و من أجل مواصلة المشوار في مسابقة دوري أبطال إفريقيا وكأس محمد السادس للأندية البطلة، وهي الواجهات الثلاث المتبقية للخضر.

المصدر: شوف تي في