اكد الكاتب والناشط الحقوقي أحمد ويحمان أن اختيار “الكتلة التاريخية” كعنوان لهذا المنتدى العربي، ودعوة مختلف المفكرين والفاعلين السياسين من مختلف الدول العربية، هو محاولة للإجابة على الاسئلة الشائكة المطروحة في المرحلة الحالية والتي امتدت لثمان سنوات في الدول العربية، للتناظر حول مفهوم الكتلة التاريخية والبحث عن إمكانية إجرائيته وجدواه للخروج من الأزمات التي تعيشها الشعوب العربية عموما والمغرب على وجه الخصوص. فهل يمكن أن تكون الكتلة التاريخية الإطار البديل لتجاوز هذه الازمات ؟

وجوابا على سؤال لـ”شوف تيفي”حول كون الدعوة إلى الكتلة التاريخية فيه الكثير من النوستالجيا والحنين عن الماضي، وأن هناك من يقول أن الأحزاب السياسية التقليدية مهترئة اليوم وأن هناك من يعتبر أنها كانت سببا في الأزمة أكثر من أنها سببا في الحل”، قال ويحمان على هامش ندوة بمناسبة الذكرى التاسعة لرحيل المفكر “محمد عابد الجابري” حول موضوع “في الحاجة للكتلة التاريخية” يومه السبت بالرباط، “إن هذا الكلام فيه شيء من الخفة بالرغم أنه فيه الكثير من الواقعية ، لذلك فعمق طرح فكرة الكتلة التاريخية متمثل في المنطلقات، وإذا كانت هناك اصطفافات على هذا الفهم، فسينطبق عليها مقولة المغاربة “خرج من الدار مايل”، أما إذا كانت المنطلقات هي فكرة الكتلة التاريخية، كما نظر لها المفكر الإيطالي أنطونيو غرامشي ومن بعده المفكر الراحل عابد الجابري، فيجب استحضار جوهر هذا المفهوم، ثم تحقيق التوافق ولكن انطلاقا من تحديد مهام المرحلة وليس من القناعات الفكرية والإيديولوجية،

وأبرز الكاتب أن “ما يميز فكرة الكتلة التاريخية هو أنها تحالف مرحلي حول أهداف محددة بشكل واضح، لبناء ميزان القوى وليس اتحادا يقع فيه الذوبان والانصهار، من خلال تحديد مهام المرحلة ثم الاتفاق على تحقيق هذه المهام، بشرط أن نكون قد أحسنا التوافق وأحسنا الانطلاق”.

ودعا ويحمان إلى تشكيل لجنة الكتلة التاريخية، التي تسهر على تحقيق غاياتها وما تم الاتفاق حوله وتعمل على ضمان الاستمرارية والتطوير وليس التوقف أمام أولى العقبات.

المصدر: شوف تي في