والد الزفزافي يتاجر بملف معتقلي الريف وبعائلاتهم

والد الزفزافي يتاجر بملف معتقلي الريف وبعائلاتهم

A- A+
  • كثرت خرجات أب الزفزافي، للاستثمار في قضية المعتقلين على خلفية أحداث الحسيمة، عبر لايفات يبثها عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ومن أجل تضليل الرأي العام وإشاعة بعض المزاعم التي لا أساس لها من الصحة، بخصوص نقل المعتقلين من سجن “عكاشة” إلى سجن “راس الما” بمدينة فاس، وتحريضه للرأي العام ودعوته لتنظيم وقفة احتجاجية.

    وجعل أب الزفزافي من ملف معتقلي أحداث الحسيمة أصلا تجاريا، يستثمر فيه لجمع الإكراميات من جهات خارجية – فضحتها مسيرة تلك الكمشة التي خرجت نهاية الأسبوع الماضي، بمدينة روتردام، وأبانت عن نواياها المغرضة التي لا تمت للمطالب الاجتماعية بصلة- وحاول الزفزافي الأب المتاجرة بملف أحداث الحسيمة، حيث فشل في مناورته الجديدة التي تعمد من خلالها الترويج لمغالطات وأكاذيب، تهدف إلى تغليط الرأي العام الوطني والدولي، خاصة حينما حاول بعث بعض الرسائل “المسمومة” والخطيرة بعد حديثه عن “البوليساريو” والملفات المتعلقة بالإنصاف والمصالحة.

  • ويبدو لأي متتبع بسيط لخرجات أب الزفزافي، كيف أن الرجل فقد البوصلة، وأخذ يضرب ذات اليمين وذات الشمال، بدون أدنى درجة من إعمال للعقل، ويكتشف بشكل واضح كيف أن الرجل مستعد لأن يقول أي شيء وأن يقوم بفعل أي شيء، من أجل إرضاء تلك الجهات الخارجية، التي يبدو أنها هي من تحرك كراكيز الداخل، وأشارت عليه بتلك “الفتوى البليدة” بأن يقوم بهذه الحملة المسعورة ويستمر في التصعيد دون أن يبحث عن الحل، بالعزف على الوتر الذي يتقن المتباكون العزف عليه والتلويح به كلما تهافتت حججهم الباهتة واللعب بورقة حقوق الإنسان، وتعويم القضية لتمطيطها وإعطائها أكثر من حجمها، والتي لا مدخل حقيقي لحلها سوى مدخل العدالة والمدخل القانوني الصرف.

    وكانت آخر المسرحيات المرتجلة والبليدة إخراجا والتي أبانت عن غباء قل نظيره، عندما قام بجمع عائلات المعتقلين وإدخالهم في شرَك مخططه المجهول العواقب، واستمراره في لعب الدور الذي سُخِر له، كـ”كركوز” لا حول له ولا قوة سوى تنفيذ الأوامر التي يتلقاها من الجهات المغرضة، والتي تزعم أنها غير مغربية وتروج علانية للانفصال، بدون أن يفكر ألف مرة في استغلال عائلات المعتقلين، الذين لا أحد يشكك في معقولية مطالبهم ومشروعيتها.

    واستغل أب الزفزافي في خرجته الأخيرة، يوم أمس، أفرادا من أسرة المعتقلين الذين سقطوا في فخه الخطير، والذي يهدف من خلاله إلى إشعال نار الفتنة، والتشجيع على إحداث الفوضى وتأجيج الوضع أكثر، حيث دعا لتنظيم وقفة احتجاجية يوم الأحد المقبل بمدينة الرباط، بالإضافة إلى أن تلك الخرجة التي لم تكن موفقة بالبت والمطلق في دفوعاتها الشكلية، حيث سعى من خلالها، عبر ذات الفيديو، إلى ربط أسباب اعتقال المتورطين في زعزعة استقرار الريف وتعريض ممتلكات ساكنته لأعمال النهب والتخريب، بواقع مطالبتهم بتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بهذه الجهة الترابية في مسيرات وصفوها بـ “الحضارية والسلمية”، وكأننا لا نعيش في هذه البلاد أو أننا من سكان السويد، سنصدق أي ادعاء أو زعم، فالمغاربة يعلمون أن هذا الربط غير صحيح بدليل المشاهد الدامية التي تم التقاطها في عين المكان بعدسات الصحافيين، الذين تم تعنيفهم والاعتداء عليهم أثناء أداء واجبهم المهني، والتي تظهر حجم الفوضى والفتنة الذي قادها هؤلاء المعتقلون في حق البلاد والعباد، بدعم خارجي وتمويل من جهات معادية لوحدة المغرب، ولنا في الشعارات الانفصالية التي رفعها عدد من المحتجين في مسيرة روتردام قبل أيام فقط، خير دليل على خلفية هذا الحراك الذي لا علاقة له بمطالب تنموية، كما ادعت عائلات المعتقلين. ولو كان الأمر يتعلق برفع مطالب اقتصادية واجتماعية مشروعة لوجب علينا طرح السؤال: ما هي أسباب عدم اعتقال المحتجين الذين طالبوا بتحسين أوضاعهم الاجتماعية في أقاليم وجهات أخرى مثلا؟

    ولعل المثير في خرجة والد الزفزافي، الذي لم يكتف باستغلال عائلات المعتقلين والدخول في مرحلة الابتزاز والتفاوض بقضيتهم، بل بالتشكيك في نزاهة القضاء، مطالبته بعد صدور الحكم الاستئنافي في حق المعتقلين بإطلاق سراح الجميع دون استثناء وكأنهم ليسوا مواطنين عاديين يسري عليهم ما يسري على المخالفين لقوانين هذا البلد، في الوقت الذي طعن في مصداقية القضاء المغربي وزج باسم الملك في انتقاده للأحكام الصادرة في حق المتورطين في أحداث الريف، مستشهدا بمقولة أحد شعراء المنطقة الذي قال: “إذا ركب الظالمون علينا صبرنا لحكم التعليمات ورضينا”، وهي العبارة التي أظهرت بما لا يدع مجالا للشك أن والد الزفزافي قد فقد البوصلة وأصابه الهذيان، ويصدق عليه المثل الشعبي “اللي تلف يشد الأرض” وليس التحريض على تنظيم مسيرة يوم الأحد المقبل، في مغامرة غير محسوبة العواقب، سوى أنها ستمنحه المزيد من “الطاباج” الإعلامي، من طرف خصوم البلاد، والمزيد من الإكراميات التي ستتقاطر عليه، بعدما وجد مرتعا خصبا للتسول بقضية ابنه المحسومة من طرف القضاء بشكل نهائي، وناسيا أو متناسيا أن قضية ابنه ومن معه ليست قضية رأي عام، وإنما قضية طغمة معدودة على رؤوس الأصابع نصبت نفسها ضد كل شيء حتى المصالح العليا للوطن.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    شوكي: الإصلاح الضريبي الذي أقرته حكومة أخنوش مكن من تنزيل الإصلاحات الاجتماعية