سكيزوفرين: إثارتي لمواضيع معينة ليس لأنني ضد الدولة ونأمل أن تؤمن بنا التلفزة

سكيزوفرين: إثارتي لمواضيع معينة ليس لأنني ضد الدولة ونأمل أن تؤمن بنا التلفزة

A- A+
  • بعد الضجة الكبيرة التي دائما ما رافقت الفنان رضوان أسرموح، الملقب بـ “سكيزوفرين”، من خلال المواضيع الجريئة التي يثيرها في أعماله الفنية، ومقاطع الفيديو التي ينشرها عبر قناته الشخصية باليوتيوب أو مواقع التواصل الإجتماعي، وكذا رفقة مجموعته الكوميدية “بومبا كوميك”، أجرت قناة “شوف تيفي” حوارا خاصا مع “سكيزوفرين” لتسليط الضوء على جديده الفني والإجابة عن مجموعة من النقط الشائكة.

    – سمعنا أنكم تستعدون لإطلاق عرض جديد، ما قولكم؟

  • نحن دائما نعمل بنفس النسق، ونحاول دائما أن نلعب على التجديد والمواضيع الراهنة في عروضنا، وعرض المزرعة السعيدة يأتي في هذا الإطار، وهو عرض جديد وخطير، سيفاجئ الجمهور الكريم، ويدخل في إطار سلسلة عروض “كوميديا شو” التي تقوم بها المجموعة، وقد انطلقنا منذ 3 أشهر في جولة بمختلف المدن المغربية، ووصلنا الآن لمحطة أكادير، والتي سنقيم فيها عرضا كوميديا ساخرا لعملنا الجديد “المزرعة السعيدة” يوم 26 أبريل الجاري، ونمني النفس أن يكون هذا العرض تاريخي بالمدينة لكون المنطقة تزخر بعدد كبير من عشاق الكوميديا الساخرة، ويطالبوننا دائما بإقامة عرض لـ”كوميديا شو” بالمدينة، ونحن قمنا بتلبية طلبهم وسنقيم العرض.

    -هل تقربونا أكثر من “المزرعة السعيدة”؟

    يمكن القول إن عرض “المزرعة السعيدة” هو عرض استثنائي لعدة اعتبارات، فهو يجمع بين مواضيع الساعة التي تشغل الرأي العام الوطني في الظرفية الحالية، ويناقش أيضا مواضيع جريئة لم يثرها أي أحد من قبل بطابع هزلي كوميدي ساخر، ولا يمكنني أن أفصح عن هذه المواضيع والقضايا التي يتضمنها العرض، سنتركه مفاجأة للجمهور، ليكتشفها يوم العرض، ونحن جد متأكدين أنها ستنال إعجابهم كثيرا.

    -لماذا لا نشاهدكم في التلفزة المغربية؟ هل غيابكم له علاقة بالمواضيع الجريئة التي تعالجونها؟

    نأمل كثيرا أن ننال حظنا في الظهور على القنوات العمومية، وكلنا أمل في أن تؤمن بنا التلفزة المغربية يوما ما، وتتم المناداة علينا، وتؤمن بالسخرية لأنها بدورها فن، ويمكن من خلالها أن نثير مواضيع تهم المجتمع، وليست إثارتنا لمواضيع حساسة تعني أننا ضد البلاد أو الحكومة. إن تطرقي لموضوع معين ليس أنني ضده، فيمكنني على سبيل المثال مناقشة موضوع الحكومة، وأن أتكلم فيه كما في الدول الغربية والأوروبية، فقد يستضيفون الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” في برنامج تلفزي، وتتم محاورته بطريقة ساخرة ولا يقلقه أو يزعجه ذلك في أي شيء، ونحن داخل وطننا مازلنا لم نصل لهذا المستوى، وليس لدينا مثل هذه البرامج، ولم نتشبع بعد بهذه الثقافة، ولكن مع “الكوميدي شو” فهناك الضحك والتعلم والإستفادة والسخرية.
    والكل يعرف بدايتي ببرنامج “الكوميديا” عبر سهرات القناة الأولى، فهناك كانت انطلاقة “سكيزوفرين”، وهناك من يعرف ذلك، ومن تغيب عنه هذه المسألة، وحضورنا اليوم لم يحن بعد، لأننا لم نقم بوضع مقترحات وملفات خاصة بعروض للاشتغال مع القناة الأولى أو الثانية، وكانت لدينا تجربة السنة الماضية مع قناة “تيلي ماروك”، ومازالت مستمرة لحدود هذه السنة، والتي سنعرض من خلالها أعمالا رمضانية، ونأمل أن نشتغل السنة المقبلة مع قنوات أخرى، إن أرادوا ذلك بطبيعة الحال.

    -طرحتم فيديو “الطوندوز” مؤخرا، تحدث لنا عن ذلك؟

    “الطوندوز” فيديو لقي نجاحا كبيرا مؤخرا عند الجمهور المغربي، وتلقينا مجموعة من الرسائل في هذا الصدد والتي تعكس مدى إعجاب أصحابها بهذا العمل الفني، ويمكنني القول إن حلقة “الطوندوز” حاولنا من خلالها أن نمرر رسالة واحدة مفادها “كفانا من التفاهة في الطوندونس المغربي”، فهناك أشخاص يشتغلون بجدية ويستحقون أن نشاهدهم في الطوندونس، تخيل معي، يمكن أن يصعد “سعد المجرد” مثلا في “الطوندونس” ويقوم فيديو عادي لا يحتوي على أي شيء مفيد بإسقاطه، ونحن لا نقول إن العيب في “إكشوان” أو “نيبا” أو غيرهم، لكن العيب في الأشخاص الذين يمنحون هالة كبيرة لتلك المواضيع، والمغاربة يعشقون مشاهدة تلك “التفاهات”، على الرغم من أنهم كثيرا ما يصرحون أنهم ضد تلك المواضيع التافهة، وبالتالي فنحن نعيش اليوم وسط “سكيزوفرينية” خطيرة داخل المجتمع المغربي، وحتى إن لم تكن تلك “الفيديوهات” تعجبك فإنك تدخل للشبكة العنكبوتية لمشاهدتها.
    وأتمنى أن تمنح الفرصة لعدد من الأشخاص خاصة الشباب منهم، والذين يشتغلون في صمت ويبدعون في أعمال جادة وراقية، وليس هناك أي مشكل إن صعد فيديو واحد تافه في الطوندونس بين الفينة والأخرى، ففي العالم هناك مثل هذه “التفاهات”، لكن لا يجب أن نراها بشكل دائم في الطوندونس وتسيطر عليه، فالأساس هو أن نرى الأعمال الراقية والهادفة هي التي تستحوذ وتتربع على مواقع التواصل الاجتماعي.

    هل يتحمل المتتبع المغربي في نظرك مسؤولية انتشار هذه التفاهات؟

    نعم، أكيد هناك نسبة معينة، ولا يمكن أن نكذب أنفسنا ونوهمه أن تلك الفيديوهات التافهة تنتشر لوحدها وتلقى شعبية كبيرة وتسيطر على الطوندونس المغربي، فالمغاربة يحبذون أن لا يبذلوا أي مجهود فكري وعقلي وتعجبهم الأشياء “السهلة”، فحينما يصعد فيديو لشخصية معينة تقوم بالتأطير والتوعية في “الطوندونس”، فيتحتم عليهم أن يستخدموا عقولهم ويشغلوا ذاكرتهم ويبذلوا مجهودا خاصا، وهو ما لا يزعجهم ولا يعجبهم، وبالتالي فهم يختارون مشاهدة الفيديوهات التافهة التي لا تتطرق لمواضيع تتطلب مجهودا فكريا كبيرا، ويتبادلون هذه الفيديوهات بينهم بسرعة، على عكس الفيديوهات الهادفة والمفيدة.
    وهاته الشخصيات التي تطل علينا بين عشية وضحاها بمواقع التواصل الإجتماعي وتصبح لها شهرة واسعة كـ”إكشوان” و”نيبا” فلا تتحمل أي مسؤولية في ذلك، إذ إنها لم تكن تفكر في يوم من الأيام أن تخلق هذه الضجة الواسعة وتصنع لنفسها مكانا وسط “الطوندونس المغربي”، والسؤال الذي يجب أن يطرحه هؤلاء هو: هل بإمكاننا أن نستمر في نجومية تتصدر مواقع التواصل الإجتماعي وننتج أعمالا تجعلنا مستمرين في ما خلقناه من ضجة لدى المغاربة؟ المشكل المطروح بالمغرب هو أن أي شخص يمكنه أن يصبح نجما في رمشة عين، ويصعد في الطوندونس بالرغم أنه لم يفكر يوما ما في الأمر.

    ما رأيك في موجة الكوميديين الشباب وبرامج اكتشاف المواهب؟

    المشهد الكوميدي بالمغرب اليوم يعرف مجموعة من التحولات الجذرية ونهضة كبيرة وجميلة، ونلاحظ مجموعة من الشباب المبدعين الذين ينتجون أعمالا فنية راقية، وأنا أشجع كافة الشباب الذين يمارسون الكوميديا، فليس من السهل أن ترسم البسمة على ثغور المغاربة في الظروف التي يعيشها المغرب من قيود وحواجز ونقط حمراء ومواضيع حساسة لا زالت تشكل “طابوهات” مسكوت عنها، ولا يمكن الخوض فيها كالتجنيد الإجباري والدين والجنس وغيرها من المواضيع والقضايا المسكوت عنها، وبالتالي فأن تكون “كوميدي” وتضحك الناس في هذه الظرفية وفي عصرنا الحالي فهو أمر جد صعب.
    اليوم، هناك نهضة شبابية وثورة في مجال الكوميديا سواء خريجي البرامج التلفزيونية كـ”كوميديا” و”ستانداب” ويقومون بمجهود لإبراز طاقاتهم ومؤهلاتهم في هذا المجال، ونصيحتي لهم أن يشتغلوا بجد ويكافحوا من أجل تحقيق ذواتهم، فلا يمكن أن يقفوا مكتوفي الأيدي وينتظرون أن يتم استدعاؤهم من طرف التلفزيون، فاليوم هناك مواقع عديدة لإبراز طاقاتهم وعرض أعمالهم كـ”اليوتيوب” الذي أصبح اليوم بمثابة المتنفس الوحيد للشباب المبدع في ظل غياب الدعم من القنوات العمومية والذي يساعد كثيرا الشباب، فإن حققت فيه ذاتك وفرضت نفسك فيه فسيتم التهافت عليك واستدعاؤك للتلفزيون بقوة، ومتمنياتي لكل الشباب بالتوفيق.

     

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    شوكي: الإصلاح الضريبي الذي أقرته حكومة أخنوش مكن من تنزيل الإصلاحات الاجتماعية