اندلعت مواجهات عنيفة، صباح يومه الجمعة 12 أبريل الجاري، بين ساكنة دوار “بوحمارة” بجماعة الكدية البيضاء إقليم تارودانت وعدد من الرعاة الرحل، ما خلف مجموعة من الإصابات في كلا الطرفين واستنفارا أمنيا كبيرا بالمنطقة.

ووفق مصادر مطلعة لقناة “شوف تيفي”من عين المكان، فساكنة الدوار السالف الذكر تفاجأت بجحافل من الإبل والمواشي تقتحم أراضيهم الزراعية وضيعاتهم الفلاحية، متسببة في تدمير وإتلاف محاصيلهم وممتلكاتهم، ليخرجوا من منازلهم ويطالبوا الرعاة بترحيل مواشيهم عن المنطقة، غير أن تعنت الرعاة وتشبثهم بالرعي بأراضي الساكنة، جعلت الأمور تتطور لتندلع مواجهات وصفت بالعنيفة بين الطرفين استعملت فيها الحجارة والعصي والأسلحة البيضاء، وحولت المنطقة لساحة حرب واقتتال غير مسبوق، زرع حالة من الذعر والهلع في نفوس شيوخ وأطفال ونساء الدوار، الذين أصيبوا بصدمة كبيرة مما وقع أمام أعينهم من رعب.
وأضافت ذات المصادر أن هذه الحرب الضارية بين الرعاة وساكنة بوحمارة خلفت إصابة عدد من الأشخاص بجروح متفاوتة الخطورة، إصابة واحد منهم بليغة بعدما تلقى ضربة بواسطة حجر كبير على مستوى الوجه استدعت نقله على وجه السرعة نحو مستعجلات المستشفى الإقليمي المختار السوسي بتارودانت لإسعافه.

ومن جهة أخرى، استنفرت هذه المواجهات العنيفة مختلف مصالح الدرك الملكي والسلطات المحلية وعناصر القوات المساعدة والوقاية المدنية الذين هرعوا جميعا لعين المكان من أجل استباب الأمن ووضع حد لهذه الانزلاقات الخطيرة، وتهدئة الأوضاع، حيث جرى وضع حد للصراع وفتح تحقيق دقيق حول الحادث لمعرفة أسباب وحيثيات النزاع بين الطرفين.

يشار إلى أن هذا الحادث يأتي بعد سلسلة من المواجهات العنيفة التي كانت تدور بمجموعة من مناطق سوس والتي تخلف عددا من المعطوبين والجرحى، بفعل تمادي اعتداءات الرعاة الرحل في حق ساكنة سوس التي لازالت السلطات عاجزة عن إيقافها.

ومن جانبه، ندد الفاعل الجمعوي “أ.ش” بهذا الاعتداء الذي وصفه بالشنيع، مؤكدا أن الرعاة الرحل لازالوا خارجين عن القانون ويجولون ويصولون داخل أراضي الساكنة كما يحلو لهم، دون أي تدخل أو ردع من السلطات الإقليمية والمسؤولين السياسيين، مشيرا أن كل الحوارات التي خاضها عدد من ممثلي الساكنة والهيئات الحقوقية والمدنية مع الحكومة لم تعط أكلها لحدود اللحظة، والدليل ما يحدث بعدد من مناطق سوس من اعتداءات متواصلة على الساكنة وتخريب ممتلكاتهم، على حد قوله.
وطالب المتحدث الجهات العليا بالبلاد بالتدخل العاجل للحد من هذه الاعتداءات التي تطال الأرض والإنسان بربوع جهة سوس ماسة، قبل فوات الأوان وتحول الجهة لمنطقة صراع وتوتر، مشددا على أن الساكنة ضاقت ذرعا من التسويفات والتماطل.

 

المصدر: شوف تي في