هل يعلم المتكلمون باسم علماء المسلمين ماذا قالت المنشدة اليهودية والمسيحية

هل يعلم المتكلمون باسم علماء المسلمين ماذا قالت المنشدة اليهودية والمسيحية

A- A+
  • أشخاص يتكلمون باسم علماء المسلمين، وما انتخبهم أحد ولا بايعهم، انتحلوا الصفة ليقضوا مآرب لهم، فاحذروهم. لو كان لهم ورع السلف لعالجوا بالحكمة أنواع الفساد في بلدانهم، ولو كانت لهم الرأفة لما اشتغلوا بغير مواساة المحرومين الصابرين في ديارهم، ولو كان فيهم العدل لقدموا الحلول التربوية المستوحاة من هدي الدين لسلوكات الظلم في نفوس الناس في أوطانهم، ولو كانت لهم الحكمة لعرفوا كيف يدرأون التدخلات الخارجية المتحكمة في شئون أممهم، ولو كانت لهم حرمة العلماء لأنقذوا الناس من الفتنة المستشرية في ربوع ملتهم، بل هم يسعرون هذه الفتنة بفهومهم المتردية. هؤلاء المنتحلون لا تحصى عوراتهم ولا تخفى مزالقهم.

    آخر زلات هؤلاء المتكلمين باسم علماء الإسلام تعليقهم على جزئية من وقائع زيارة بابا الفاتكان للمغرب. فقد استنكروا ما سموه ب”مزج الأذان بترانيم الشرك”.

  • يتعلق الأمر بنشيد قصير أدى فيه شاب مسلم الأذان وأنشد بعض المعاني الروحانية من تراث المغاربة، وأنشدت فيه امرأة يهودية كلمات من التراث اليهودي، بينما أنشدت فيه امرأة مسيحية عبارة واحدة شهيرة في دينها. ولو كلف المتقولون أنفسهم البحث عن فهم ما أنشدته المرأتان لوجدوا أن المنشدة اليهودية كانت تردد عبارة واحدة هي ” إلهنا واحد، مالك الملك، إلهنا واحد، مالك الملك ” بينما كانت المنشدة المسيحية تردد عبارة واحدة هي ” السلام على مريم، السلام على مريم “.

    لا تخفى على الناس في هذه الحالة مرامي المتقولين باسم علماء الإسلام، فقد استهدفوا كعادتهم أبرياء الناس ليشوشوا عليهم من باب تأجيج الغيرة على الدين، وليوهموهم بأن هذا المزج في النشيد تضمن المنكر الأخطر على الإسلام. أما جمهور المسلمين فسيجدون أن المنكر الفادح الفاضح هو أن يسكت هؤلاء عن هذه الزيارة المهمة في مراميها وأبعادها، وعن بيان القدس الصادر عنها، أن يسكتوا عن مهمات الأمور ويكتفوا باستهداف المغرب من جهة ما سموه ب”خلط عبارة الأذان بترنيمات الشرك”.

    هل تغافل هؤلاء عن “الاختلاطات” الحقيقية الخطيرة التي يعيشها المسلمون، في الجوانب السياسية والاقتصادية والأخلاقية والحقوقية المسلط سيفها على رقابهم؟ هل يعقلون أن كثيرا من المآسي جاءت إلى المسلمين بسبب التأويلات الخاسرة لنصوص الدين الصادرة عن أمثالهم؟

    إن الوقائع التي حركت حفيظة المتكلمين باسم علماء الإسلام في هذه الزيارة، زيارة البابا إلى المغرب، ليست هي هذا المزيج من الترانيم، بل هي الأبعاد السياسية للزيارة، أبعاد ما كان يتوقع أن ترضى عنها الجهات التي “يتخابر” معها المتقولون.

    يعلم الناس من ذوي الفهم السليم أن في الأديان الأخرى أحزابا من العتاة المتعصبين الذين لو أُطلقت أيديهم في المسلمين لجاسوا خلال الديار، كما أن فيهم حكماء ينبغي التعامل معهم بالتي أحسن، ومع هؤلاء وأولئك نظام عالمي تجب الاستفادة من كل محاسنه واتقاء ويلاته التي يترتب كثير منها عن أنواع من الخبال وقع فيها أهل السنة بسبب بعض المنتحلين للصفة من “علمائهم” الذين ما فتئ بعضهم يعبرون عن انحطاط عقولهم.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    ارتفاع مؤشر ثقة المواطنين تجاه المؤسسات الأمنية والشعور بالأمن بالمغرب