تم، أمس السبت، ببلباو (شمال إسبانيا) تسليط الضوء على الإنجازات والمكتسبات التي حققها المغرب في مجال النهوض بأوضاع المرأة وتكريس حقوقها واستقلاليتها.

وشكل هذا اللقاء الذي نظمته القنصلية العامة للمغرب ببلباو، بدعم وتعاون مع الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة في إطار تخليد اليوم العالمي للمرأة، مناسبة للاحتفاء ببعض المسارات الناجحة لبعض النساء بصفة عامة والمرأة المغربية على وجه الخصوص.

وركزت المداخلات خلال هذا الملتقى الذي نظم تحت شعار “المغرب بصيغة المؤنث .. وضعية المرأة المغربية في شمال إسبانيا ” على مختلف الإشكالات والتحديات التي تواجهها المرأة وآليات ووسائل دعم وتعزيز حقوقها واستقلاليتها وتكريس دورها المحوري في المجتمع.

وقالت فتيحة الكاموري، القنصلة العامة للمغرب في بلباو، إن هذا الملتقى الذي يعرف مشاركة العديد من المثقفين والباحثين وممثلي الهيئات المنتخبة وفعاليات المجتمع المدني من المغرب وإسبانيا يروم تكريم والاحتفاء بالمرأة المغربية بصفة عامة والمرأة المهاجرة على وجه الخصوص، خاصة اللواتي تألقن في مختلف المجالات وساهمن عبر كفاءتهن ومهاراتهن في دعم وتعزيز حقوق النساء وتكريس إشعاع الثقافة والحضارة المغربية إلى جانب تقوية العلاقات بين المغرب وإسبانيا.

وأبرزت الإنجازات التي حققها المغرب في مجال تعزيز حقوق المرأة عبر مختلف الإصلاحات والأوراش الكبرى التي أطلقتها المملكة في هذا المجال ومن بينها مدونة الأسرة وقانون الجنسية مشيرة إلى أن دستور 2011 كرس مبدأ المساواة والإنصاف بين الرجل والمرأة.

وشددت على أن المغرب “التزم تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بشكل قوي بدعم وبتعزيز حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق المرأة بشكل خاص مع تكريس المساواة بين الجنسين في مختلف المجالات “، مشيرة إلى أهمية الأدوار التي تقوم بها المرأة في بناء مجتمع قوي ومتماسك.

ومن جهتها، أكدت سمية شاشاي، المحامية بنقابة المحامين بنافارا، أن تمكين النساء والفتيات أضحى ضروريا ومحوريا من أجل دعم وتعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية الاجتماعية، ودعت إلى ضرورة اعتماد إطار قانوني وتشريعي جديد لتكريس المساواة في مكان العمل والقطع مع التمييز الذي يرتكز على النوع والذي لا يزال حاضرا في العديد من الدول في العالم.

وأشادت المتحدثة نفسها بالمرأة المغربية المهاجرة التي تمكنت من فرض ذاتها في مختلف المجالات ببلدان الإقامة، وذلك بفضل صبرها ومثابرتها وطموحها، مبرزة الدور الهام الذي يقوم به المغاربة في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية في إسبانيا، وكذا في تحقيق الإشعاع لمبادئ وقيم التسامح والتعايش واحترام الآخر.

وبدورها أكدت فاطمة حمداني، عضو المجلس الجهوي للعيون الساقية الحمراء، أن وضعية المرأة المغربية خاصة في الأقاليم الجنوبية للمملكة عرفت تحولا عميقا خلال السنوات الأخيرة، برز على الخصوص من خلال حضورها القوي والمتميز في مختلف الهيئات المنتخبة وولوجها لمراكز القرار وتحمل المسؤولية في العديد من المجالات، وكذا لعبها لأدوار أساسية ومحورية في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وقالت إن المرأة المغربية أضحت تشكل مكونا أساسيا في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب، مشيدة بإسهامات النساء المغربيات المهاجرات اللواتي فرضن ذواتهن في مختلف القطاعات في إسبانيا وأصبحن يشكلن نماذج تحتدى لنساء أخريات.

أما ألما هيريرا باناديس، المسؤولة بالمكتب الوطني الإسباني للمساواة بين الجنسين، فأبرزت أهمية تنظيم هذا الملتقى في تبادل الخبرات وتقاسم التجارب بين المغرب وإسبانيا وبحث ومناقشة أنجع الوسائل والتصورات الكفيلة بدعم وتعزيز حقوق المرأة وتمكينها وضمان استقلاليتها.

وتحدثت خلال مائدة مستديرة نظمت خلال هذا الملتقى حول موضوع “مكافحة التمييز ضد المرأة كعامل لتسريع أهداف التنمية المستدامة لعام 2030” عن وضعية حقوق المرأة في إسبانيا والإجراءات التي اعتمدتها السلطات من أجل حماية النساء ضحايا العنف مشيرة إلى أهمية تكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة في الولوج إلى مناصب القرار واعتماد تدابير لتكريس المساواة والنهوض بأوضاع المرأة.

وتميز هذا الملتقى الذي حضره العديد من أفراد الجالية المغربية المقيمين بالجهات التي تتمتع بنظام الحكم الذاتي بريوخا وأستورياس ونافارا وغاليسيا وكانتابريا وكاستيل وليون بنقاشات ركزت على المقاربات الكفيلة بالنهوض بوضعية المرأة والأسرة والمجتمع، وكذا آليات مواجهة ومكافحة التمييز والعنف ضد المرأة إلى جانب السياسات التي يجب اعتمادها لدعم وتعزيز المساواة بين الرجل والمرأة.

 

المصدر: شوف تي في +و م ع