الانتصار دوما بطابع مغربي

الانتصار دوما بطابع مغربي

A- A+
  • غادر الفريق الوطني لكرة القدم «الكان» الإفريقي.. كان لنا طموح كبير في الفوز بالكأس المتمنعة علينا.. ترك الأمر فينا حقا أسى وحسرة، لكن توالي الانتصارات التي حققها الفريق الإيفواري، الضيف المستضيف لمنافسات «الكان» لهذا العام، جعل الجمهور المغربي قلبا وقالبا مع فريق الفيلة، وشهد حفل التتويج لقطة مميزة حينما رفع قائد منتخب ساحل العاج ماكس غراديل علم المغرب وطاف به أرجاء الملعب الذي احتضن المباراة النهائية الحاسمة، في لقطة رائعة انتشرت بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي امتنانا واعترافا منه بمساهمة المغرب في هذا التأهل التاريخي، كان الأمر حقا أشبه بملحمة كروية وأخلاقية أيضا، ذلك أنه خلال الدور الأول من كأس «الكان»، وفي الوقت الذي كان فيه المنتخب المغربي متصدرا لمجموعته، لم يكن مطلوبا منه بذل أي جهد في مباراته الثالثة والأخيرة أمام زامبيا في المجموعة، لأن كل النتائج ضمنت ترشحه للدور ثمن النهائي قبل إجراء المباراة، لم يكتف المنتخب المغربي حتى بالتعادل الذي كان سيجعله دوما في صدارة مجموعته. لكن الإصرار المغربي للعب مباراة تنزانيا بنفس رياضي نظيف وجاد، حقق نتيجة إيجابية حينما سجل اللاعب حكيم زياش هدفا منح الفريق الوطني الانتصار، الذي كان أكبر مستفيد منه هو المنتخب الإيفواري والذي نجا من إقصاء محقق، بعد أن كان قد أنهى مشاركته في الدور الأول ثالثا في مجموعته وبحظوظ شبه مستحيلة للتأهل، وحده الانتصار جعلهم يمرون للدور الموالي كآخر «أحسن الثوالث» في المجموعات الست، بل ويفوزون بالكأس الإفريقية.
    لذلك كان لنا عزاء كبير في فوز الفريق الإيفواري بكأس الأمم الإفريقية، ورفرف العلم المغربي فوق ملعب الحسن واتارا وأمام كاميرات العالم، وتعانق شعبان إفريقيان في فرحة جماعية نادرة.. إنه انتصار إيفواري بطعم مغربي.
    في الجانب الآخر حقق فريق النشامى الأردني ما يشبه المعجزة في تاريخه الكروي، بوصول وليدات المدرب عموتة لأول مرة في تاريخ الفريق الأردني إلى المباراة النهائية وأعينهم على الكأس الآسيوية أمام البلد المضيف قطر، انتصار كروي ملحمي قاده إلى نهائي كأس آسيا بشكل مفاجئ، لكن بإصرار وبلاء حسن، صنعه أيضا مدرب مغربي هو الحسين عموتة الذي دخل التاريخ الكروي من بابه الواسع، حين عمل رفقة نخبة شابة على مفاجأة كل الفرق الآسيوية الكبرى بوصوله إلى المباراة النهائية لكأس آسيا.
    هذا هو الذكاء المغربي، هذه هي الروح المغربية، كانت فردية أو جماعية، داخل الوطن أو خارجه، تعمل بتواضع ولكن بجد، لا تقبل بالحظ فقط، بل بالعمل في الميدان وبالبناء التدرجي والشاق، في تضحية وبنكران ذات، وحتى في حالة الانتصارات يتواضعون كما فعل الحسين عموتة الذي اعتبر أنه أسعد إنسان على وجه البسيطة بعد انتصار فريق النشامى على كوريا والتأهل للمباراة النهائية في مواجهة بلد قوي، هو الفريق القطري والبلد المنظم لكأس آسيا، وأكد أن النجاح يعود لفضيلة العمل الجماعي.
    هاذي هي الروح المغربية التي تثق بإمكانياتها، وتعمل بحب وبعطاء غير محدود وبصدق وتفاني، وتيجيب الله التيسير، لم نربح كأس إفريقيا ولم يفز نشامى الأردن بكأس آسيا، لكننا ربحنا ثقتنا بذواتنا التي يجب أن تعم كل المجالات في السياسة والإدارة والاقتصاد، في الفكر والثقافة والفن، في المجتمع والإعلام وأينما كانت الطاقات المغربية الأصيلة، لامجال للهزيمة، نعم قد ننهزم في معركة، فلكل فرس كبوة، لكن لا نظل حيث سقطنا نجر ذيول الهزيمة و التباكي على ما فات، بل نتقدم، سير سير سير عالله. وأمامنا النسخة المقبلة من كأس أمم أفريقيا 2025 في المغرب.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    أسواق السلام فرع مجموعة “يينا” القابضة تبدأ العمل بالطاقة الشمسية الكهروضوئية