يوسف بصور يكتب : عند الله تجتمع الخصوم!

يوسف بصور يكتب : عند الله تجتمع الخصوم!

A- A+
  • أحداث أنفو – بقلم: يوسف بصور

    كثر الكلام واشتد اللغط.

  • الكل يفتي وينظر بخصوص رحلة الوفد الإعلامي المغربي، الذي تكفل بتغطية مشاركة المنتخب الوطني في نهائيات كأس إفريقيا للأمم بالكوت ديفوار.

    انبرى الكثيرون لانتقاد هذه التجربة.

    جلدوا المنظمين والصحافيين.

    نهشوا لحومنا جميعا كما تفعل الوحوش المسعورة.

    قالوا بأننا عشنا حياة الملوك في فنادق فاخرة. وادعوا أننا تمتعنا بحياة مترفة.

    تخيلوا أننا استمتعنا بعطلة ممولة من المال العام. قالوا وقالوا وتقولوا ما لم يحدث قط إلا في مخيلتهم الواسعة، مما وافق هوى بعض النفوس المريضة.

    لم يكلف أحد نفسه عناء الالتفات إلى إيجابيات تجربة تنظيم أول رحلة ضمت نخبة من خيرة الصحافيين الرياضيين والمصورين الصحافيين في هذا البلد..

    تغاضوا لغاية في نفس يعقوب عن ذكر أن تمويل الرحلة من أولها إلى آخرها تم إلى حد كتابة هذه السطور من مالية الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين.

    غضوا بصرهم، وصموا آذانهم عن التضحيات التي قام بها رئيس الجمعية إدريس شحتان، وأمين مالها خالد الحري، وكاتبها العام المختار لغزيوي، وهم يتنقلون في عز الحر بين المدن الإيفوارية لتأمين مقر لإقامة الوفد الإعلامي المغربي، وتوفير 3 حافلات لتسهيل تنقلاتهم بين الفندق والملاعب، وتغطية مصاريف علاجهم، وقد رافقت شخصيا العديد من الزملاء والزميلات إلى المصحات والمستشفيات لعلاج وعكاتهم الصحية واقتناء أدويتهم على نفقة الجمعية.

    في رحلتنا إلى الكوت ديفوار كانت الروح الوطنية و”تمغربيت” الحقة حاضرة بقوة، كما حصل عندما تواصلت هاتفيا مع إدريس شحتان بخصوص حالة زميل لا يتوفر على تذكرة العودة ولا على تكاليفها ليتبرع شخصيا هو وخالد الحري والمختار لغزيوي من مالهم الخاص، ويسارعوا إلى اقتناء تذكرة طائرة العودة للزميل المذكور، رغم أنه لم يكن ضمن اللائحة الرسمية للوفد الإعلامي.. قاموا بما فعلوا لأنه مغربي أولا وأخيرا، و”ما يمكنش نسمحوا فيه” على حد تعبير إدريس شحتان.

    نفس “تمغربيت” حضرت عندما سددت الجمعية مصاريف علاج زميل آخر تعرض لوعكة بالكوت ديفوار جعلته غير قادر على المشي ومهددا بتداعيات صحية خطيرة، رغم أنه لم يكن بدوره ضمن اللائحة الرسمية للوفد الإعلامي… وهذا غيض من فيض.

    يا من تتحدثون زورا وبهتانا عن الحياة البادخة لأعضاء الوفد الإعلامي المغربي بالكوت ديفوار، تمنيت لو كنتم هناك في سان بيدرو، واضطررتم للعمل تحت شمس حارقة، ودرجة حرارة لا تقل عن 30 درجة مائوية، ونسبة رطوبة لا تنزل إلا لماما تحت عتبة 80 في المائة.

    تمنيت لو واجهتم، كما فعلنا على مدار الساعة خطر الإصابة بالملاريا، التي حملها معهم ما لا يقل عن 10 في المائة من زملائنا وزميلاتنا قي رحلة العودة إلى أرض الوطن، ومنهم من ما زال يخضع للعلاج من تبعاتها.

    تمنيت لو كنتم هناك لترونا “حنة يديكم” في إنجاز الروبورتاجات وتقديم “السكوبات” و”الاستوديوهات التحليلية” المبهرة وووو، بدل أن يدعي “شاهد ما شافش حاجة” على أثير راديو دوزيم مثلا أن كل أعضاء الوفد لم ينتجوا طيلة مدة وجودهم في الكوت ديفوار 70 مقالا!! ياك أوليدي. يكفي أن تطالع أعداد جريدة “الأحداث المغربية” ما بين 15 و31 يناير الأخير لتكتشف أن عبد ربه أنجز خلال هذه المدة 34 صفحة كاملة، في كل صفحة ما يناهز 1000 كلمة، أي ما لا يقل عن 34.000 كلمة تجسدت في 370 مادة، تنوعت ما بين روبورطاجات وحوارات وأخبار رئيسية وموضحة ومقتضبة وغيرها، ناهيك عن عشرات الأخبار المنشورة على موقع “أحداث أنفو”، وكذلك فعل بنفس القدر أو أكثر أو أقل الزملاء الأعزاء عيسى الكامحي “الصباح” وخالد حداد “رسالة الأمة” وهشام بنتابث “العلم” والبقية الباقية من زملائنا قي الجرائد الورقية والمواقع الإلكترونية، دون نسيان نشر زملائنا المصورين لمئات الفيديوهات التي تضمنت روبورطاجات ومراسلات من قلب الحدث تصدر بعضها “التريند” المغربي لعدة أيام…

    الكثير ممن انتقدوا التجربة تمنوا لو كانو هم من تولوا تنظيمها، وانتقادهم نابع من حسد أو كره أو ضغينة تجاه شخص ادريس شحتان أو الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين لا أقل ولا أكثر.

    والكثير ممن هاجموا الصحافيين، الذين ضمهم الوفد المغربي تمنوا لو كانوا مكانهم، ولو حدث ذلك لم يكونوا لينتجوا إلا النزر القليل مما أنتجه ممثلو الإعلام المغربي في “الكان”، رغم ظروف العمل الصعبة والمخاطر الصحية المهلكة..

    لن أطيل الكلام، ف”إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ ٱلْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ”، وسأكتفي بمخاطبة من جرفتهم موجة الإفك والكذب والبهتان، وصدقوا كل أو بعض ما قيل عن رحلة الوفد الإعلامي المغربي إلى “الكان” لأذكرهم بقوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ”.

    ولمن روجوا الأكاذيب والأباطيل، وتقولوا علينا بعض الأقاويل، لا أقول إلا “حسبنا الله ونعم الوكيل”، وعند الله تجتمع الخصوم.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي