تحجيم السلطة في الجزائر بعد إعلان بوتفليقة عن ترشحه لخامس ولاية رئاسية

تحجيم السلطة في الجزائر بعد إعلان بوتفليقة عن ترشحه لخامس ولاية رئاسية

A- A+
  • بشرى سيئة تلك التي تلقاها الشعب الجزائري، قبل أيام قليلة، بإعلان الرئيس المريض عبد العزيز بوتفليقة عن ترشحه لخامس ولاية رئاسية وهو في سن 81.

    هذا ما كشف عنه مقال صادر، يوم أمس الاثنين، عن موقع “لوموند” الفرنسي، اعتبر فيه أن قرار الرئيس بوتفليقة تجديد ترشحه لخلافة نفسه لخامس مرة على التوالي، كان منتظرا ولم يشكل مفاجأة، لكنه أحدث صدمة للجزائريين، وكان من المفروض أخلاقيا وسياسيا، يضيف مقال لوموند، على بوتفليقة وهو طريح الفراش لفترة طويلة أعاقت قدرته على إدارة شؤون الدولة، أن يحترم إرادة مواطنيه، وأن يمتنع عن خوض انتخابات رئاسة الجزائر مجددا، بعدما بلغ سن 81 عاما ولم يعد قادرا على الكلام أو الحركة، في الوقت الذي لم ير له المواطنون منذ سنوات، أثرا في وسائل الإعلام المحلية وهو يتحدث بالصوت والصورة عن قضاياهم الحيوية.

  • وأضاف المنبر الإعلامي الفرنسي أنه على الرغم من السكتة الدماغية التي أضعفت صحته وجعلته عاجزا منذ سنة 2012، مازال بوتفليقة يرفض إعداد من يخلفه على رأس الدولة، وبذلك سيكون مرشحا مرة أخرى لهذا المنصب الرئاسي في يوم 18 أبريل في ظل انعدام فرص التنافس معه من لدن باقي المرشحين، وهو ما يشكل تحجيما للسلطة في الجزائر ويحمل أخبارا سيئة للجزائريين، تبرز المصادر ذاتها.

    واعتبرت لوموند أن مظاهر هذا التحجيم تظهر في الفاصل الكبير الذي يعزل بين السلطة التي تعيش في القمة والمجتمع الذي يتواجد في الحضيض، إذ يرى عدد من المراقبين أن أزمة نظام الجزائر تكمن في كونه لا يزال مجمدا في أيادي جيل جبهة التحرير الوطني المنتصرة في حرب الإستقلال.

    واستحضر التقرير الإخباري للمنبر الإعلامي الفرنسي، معاناة المجتمع الجزائري مع نظامه الحاكم الذي يخنق الأغلال المفروضة عليه، معتبرة أن مواطني هذا البلد المغاربي هم في الغالب من فئة الشباب الذي يريد أن يعيش في وضع اجتماعي واقتصادي مريح، وذلك بعدما تعرض لصدمة نفسية كبيرة بسبب الحرب الأهلية الرهيبة في تسعينات القرن الماضي وواجهها بصبر، تقول لموموند.

    المصدر ذاته، أشار إلى أن نظام الجزائر صادر السلطة ونجح في تجاوز إعصار “الربيع العربي” في سنة 2011 في مقابل تقديم الحد الأدنى من الضمانات الاجتماعية التي سمحت باستغلال موارد الغاز الوفيرة في الجزائر بفعل بلوغ أسعارها لمستويات قياسية بالأسواق الدولية.

    وذكر موقع لوموند، أنه إذا كانت هذه الحالة كارثية بالنسبة للجزائر وهي دولة يبلغ عدد سكانها 42 مليون نسمة، 45 في المائة منهم دون سن الخامسة والعشرين، فإنها تثير قلق فرنسا أيضاً، لأسباب تاريخية وجغرافية وديموغرافية تتعلق بوجود عدة ملايين من الفرنسيين من أصل جزائري، وهي العلاقة التي تبقى مهمة، مع أنها سيئة على الأقل على مستوى القمة، يضيف المصدر ذاته.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    لوسيور كريسطال تنال استحسان المستهلكين خلال فعاليات اختيار”منتج العام في المغرب