كل عام وهذا الوطن بألف خير

كل عام وهذا الوطن بألف خير

A- A+
  • كل عام وهذا الوطن بألف خير

    ها نحن قد ودعنا عام 2022 بانتصارات كبرى، زمن المعجزة المغربية بامتياز..زمن الانتصارات الدبلوماسية على كافة الأصعدة: شلل تام وسط جبهة بوليساريو غير القادرة حتى على لملمة ما تبقى من أطرافها لعقد مؤتمرها الروتيني، بعدما امتد الخلاف من القاعدة إلى الرأس، ويبدو أن الجزائر تود التخلص من جثة غالي الذي أصبح رخيصا قبل وفاته، فرأسه مطالب به في الداخل كما في الخارج، بعدما طالب قاضي التحقيق باعتقال ابنه المتواجد على التراب الإسباني باعتباره مشاركا في جريمة تزوير اسم وجواز سفر أبيه الذي دخل إسبانيا عبر طائرة جزائرية بجواز سفر مزور باسم ابن بطوش..

  • وكان ما كان من طأطأة ألمانيا رأسها بعد استيعابها أهمية التعامل الندي مع المملكة الشريفة على قاعدة رابح- رابح، وبعدها القرار التاريخي للحكومة الإسبانية التي كانت أشبه بصفعة القرن لجبهة بوليساريو وراعيها الأوحد الجزائر.. زد على ذلك هذا الاعتراف العالمي بجدية المقترح المغربي لحل الأزمة المفتعلة في الصحراء.. وآخر قطرات الغيث، استيعاب فرنسا أن كل قراراتها ضد المملكة لم تركع المغرب ولا مؤسساته، وعادت إلى رشدها وغيرت فجأة من مواقفها بإيفاد وزيرة الخارجية إلى المغرب وتعيين السفير الفرنسي بالرباط، وترتيب زيارة رئاسية للمملكة يتم الرهان عليها لطي أزمة صامتة عمرت طويلا دون أن تزعزع الموقف المغربي الذي يطلب وضوحا فرنسيا أكبر من قضية الصحراء التي أكد جلالة الملك أنها هي المنظار الذي أصبح يرى به المغرب كل علاقاته الخارجية.

    ودعنا سنة 2022 برغم الأزمة الاقتصادية العالمية والتضخم وغلاء الأسعار الذي شمل الغاز والبترول والمواد الأولية ومس بعض المواد الأساسية، لكن المملكة دبرت الأمر بالكثير من الحكمة، لم تتوقف المشاريع الاستثمارية الكبرى، ولم تشح الأسواق بما يحتاجه المغاربة، بسبب اليقظة الاستباقية التي انحازت إلى دعم المتضررين والتخفيف من آثار الأزمة على الطبقات الهشة..

    ختمنا عام 2022 بإنجاز تاريخي غير مسبوق حققه المنتخب الوطني المغربي في مونديال قطر الذي لفت انتباه العالم إلى أدائه المتفرد والمعجز، وشكل مساندة الجمهور المغربي لأسود الأطلس وتحول العرس الوطني إلى عرس إفريقي وعربي وإسلامي بل وكوني، وأصبحنا أمام ملحمة توجت بالاستقبال الملكي والجماهيري المتميز لأشبال وليد الركراكي الذين رفعوا راية الوطن عاليا وهزوا القلوب وقفزوا قفزة تاريخية في الترتيب الدولي لكرة القدم حسب الفيفا، ومعها رفعوا سمعة واسم المملكة المغربية، حيث اتشحت الأجساد بالرايات المغربية التي رفرفت عاليا في المدرجات بالملاعب كما في الشوارع، وردد العالم النشيد الوطني بحماس منقطع النظير، والمبهر في كل هذا هو جنود الخفاء الذين سهروا في تأمين كل هذه الاحتفالات بروح وطنية عالية وبتنظيم محكم، بحيث أنه رغم الحشود الكبرى في الشوارع مع كل انتصار مغربي أو خلال استقبال أشبال الركراكي بعد عودتهم المظفرة من قطر، لم تسجل حادثة واحدة تؤثر على الاحتفال، كل شيء مر بسلاسة وأمان.

    انتهت 2022 بأمجاد كبرى وبطولات ملحمية وانتصارات بطعم مغربي في شتى الميادين، لكن نعتبر أن القادم أجمل وأبقى أيضا، مادام أن المغاربة أبانوا عن انصهارهم في روح أمة واحدة، ملكا وشعبا، وهناك مؤسسات قوية تسهر على تدبير أمور هذه الأمة وحماية مصالحها، وهناك اعتزاز وطني عز نظيره، وهناك نية كبرى للتقدم إلى الأمام، ما علينا إلا أن نسير، نسير، نسير قدما.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    المهندسون يهاجمون الرميلي ويؤكدون أن 90%من ملفات التعمير محتجزة في”دار الخدمات”