عاش الملك، عاش الشعب، عاش الوطن

عاش الملك، عاش الشعب، عاش الوطن

A- A+
  •  

    لن يتجرأ أي عبقري من ذوي النظارات السوداء على القول إن المقدمين والشيوخ هم من جيّشوا الشعب المغربي بكافة أطيافه للخروج بهذه الكثافة للاحتفاء بالرجوع المظفر لعناصر المنتخب الوطني الذي عاد مرفوع الرأس من مشاركته المشرفة بمونديال قطر.. حتى الذين في قلوبهم زيغ لن ينجحوا في تفسير هذا الذي حدث في الاستقبال الجماهيري لأسود الأطلس بالرباط مساء الثلاثاء الماضي، بهذه التلقائية وهذا الحماس المنقطع النضير الذي لا تعادله سوى بهجة انتصارات الأحداث الكبرى التي وشمت تاريخ المغرب الحديث..
    لن تقنعنا أي هرطقة للمشوشين على حقنا الجماعي في الفرح، بأن هؤلاء المغاربة الذين اصطفوا على طول الطريق الرابط بين مطار الرباط – سلا لاستقبال أسود الأطلس بعد عودتهم المظفرة من «غزوة» مونديال قطر، مجرد أميين و»عياشة» جاؤوا بالقوة والإغواء لحضور هذا الحفل الوطني الذي احتضنته العاصمة الرباط بكامل البهجة والفرح، وقبلهم هؤلاء المغاربة من المشجعين الذين تحملوا تكاليف السفر لقطر ولا أولئك الذين لم يستطيعوا تتبع مباريات المنتخب خاصة ضد إسبانيا والبرتغال لهشاشة في القلب، وظلت أفئدتهم تهتز مع كل صيحة في المقاهي المجاورة لمنازلهم، ولا أولئك الذين التزموا بيوتهم ولم يقووا أن يروا هزيمة المنتخب الوطني، وشغلوا أنفسهم بأشياء كثيرة، وبين الفينة والأخرى يبحثون في هواتفهم، ترتفع نبضات قلبهم وهم يسمعون منبه سيارة أو يشعلون التلفاز بين الفينة والأخرى ليطلعوا على النتائج، أو ينادون قريبا لهم وهم لديهم تلفازهم الخاص ليطلعوا على النتيجة، وحين يسمعون الصيحات ومنبه السيارات يخرجون من منازلهم للهتاف ودموع الفرح على خذهم، ليشاركوا الجمهور الواسع ذلك الفوز التاريخي، نساء ورجال، أثرياء وفقراء، أطفال وشيوخ، عرب وأمازيغ، ريفيون وصحراويون، بدويون وحضريون، في أقصى الهوامش كما في أرقى الحواضر.. صيادة في قلب البحر، حجاج في بيت الله الحرام، مسؤولون كبار في الدولة كما الفرّاشة والبوعارة والمغاربة المخمليون، الأميون والمثقفون، المدنيون والعسكريون… كلهم فرحوا بانتصارات المنتخب المغربي وحملوا الراية المغربية ورددوا النشيد الوطني بصوت واحد.. تلك هي الهوية المنصهرة التي كشف عنها المنجز المبهر للمنتخب الوطني في مونديال قطر، إنها خصوصية مغربية بامتياز.
    في الاستقبال الملكي والجماهيري لأسود الأطلس، خلق المغاربة معجزة استثنائية، إنها ثورة ملك وشعب، فرحة مجتمع بكافة أطيافه بالانبهار العالمي بأداء وليدات الركراكي، ولملك شارك المغاربة فرحتهم ونزل إلى الشارع العام لمشاركة المواطنين البسطاء فرحتهم بالشكل الذي لايقوى عليه أي زعيم أو رئيس عربي، بلا بروتوكول ولا حراسة ونوافذ سيارته مفتوحة وهو يلوح بالعلم المغربي كباقي المغاربة..
    هذه الكرة المستديرة سحرية حقيقة، واحتفال المغاربة من رئيس الدولة حتى أصغر مواطن مغربي بأشبال وليد الركراكي، تفتح صفحة جديدة في تاريخ المغرب، ممهورة بماء ذهب الفخر والاعتزاز، شعارها النية وسييير، سييير، سيير نحو المستقبل، نحو الأمل، نحو الفوز والانتصار الوطني الجماعي على العجز والدونية..
    نجح المغرب في كتابة تاريخ جديد للكرة العربية والأفريقية والعالمثالثية، بعد تأهله للدور نصف نهائي للمونديال عقب الفوز على البرتغال بهدف دون رد، وبعد أن تعادل مع كرواتيا بشباك نظيفة وهزم كندا وإسبانيا.. وبات المغرب ثالث منتخب من خارج أوروبا وأمريكا الجنوبية يتأهل إلى المربع الذهبي في نهائيات كأس العالم بعد الولايات المتحدة عام 1930، وكوريا الجنوبية في 2002.. وها هم أسود الأطلس يستقبلون بفرح المنتصرين، بنشوة الكبار الاستثنائيين في التاريخ.. وسير سير سير يا مغرب.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    بعد النواب: ميارة يستدعي المستشارين لمناقشة الحصيلة المرحلية للحكومة