ليلة القبض على ماء العينين

ليلة القبض على ماء العينين

A- A+
  • في ليلة انعقاد جلسة البرلمان، اعتذرت النائبة أمينة ماء العينين عن حضور الجلسة لأسباب نفسية، غير أنه في ذات اليوم كانت في سيارتها الفخمة تتجول رفقة “جوادها”، بغير لجام.. عفوا بغير حجاب وبلباس عصري آخر طراز، حيث تعرضا معا لحادثة سير، وضبطت أمينة ماء العينين مع غير محرمها بهندام غير الذي اعتادت أن تقدم به نفسها أمام البرلمان وفي مجالس الحزب وفي الإعلام، ضبطت أمينة ماء العينين “قطّي” بالصوت والصورة، بالشكل الذي لا يمكن أن تنكره الصور والفيديوهات التي كان لنا فضل سبق نشرها، على غرار ما فعلت مع صورتها الأولى بباريس، حينما نفت انتساب هذه الصور لها وطلعت للجبل، وكتبت على حسابها الفايسبوكي أن الصور المنشورة لها وهي بدون حجاب، مفبركة قبل أن تعود للاعتراف والإقرار بأنها صورها، وأن بابا بن كيران أفتى لها بأنها حرة تلبس الحجاب هنا وتزيله هناك أو هنا حتى، ثم تعود إلى ارتدائه فهي حرة، وأن ذلك يدخل في باب الحرية الشخصية..

    أولا، لنضع نقطة نظام أساسية، هو أني شخصيا مع حرية المرأة (كما الرجل) في ارتداء ما تشاء، جلبابا أو هنداما عصريا، فهذه حياتها الخاصة وهي وحدها التي يحق لها اختيار لباسها بذوقها وقناعتها، ولا يمكن لأحد أن يحشر أنفه ليفرض على أي امرأة اللباس الذي تريد، لكن هل ما قامت به أمينة ماء العينين حقا يدخل في باب الحرية الشخصية؟.

  • إن ما ارتدته أمينة ماء العينين، وما قام به قبلها محمد يتيم ولحبيب الشوباني وباحماد… يدخل أيضا في باب الحياة الخاصة والحميمية التي لا يمكن لأحد أن ينبش فيها وفق ما تنص عليه المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، ثانيا،هؤلاء شخصيات عمومية، لهم من جهة موقع اعتباري في المجتمع، ومن جهة أخرى، فالحزب الذي ينتمون إليه والذي هو العدالة والتنمية، أقام أسسه على هذا “الزيف” أو “الدرة” والحجاب، وربطوا طهرانية المرأة وعفتها ونقاءها الأخلاقي بلباس الحجاب الذي لم يعد لباسا شخصيا بل أصبح رمزا سياسيا، فلم نلحظ امرأة منتمية لإخوان بن كيران والعثماني وهي بلباسها العصري، وفي المظاهرات واللقاءات العامة يتم عزل النساء “القنديلات” وهن بحجابهن عن الإخوان “القناديل”، تمييز يقدم صورة عن الأخوات، يستهدف الترويج للحجاب كرمز للعفة والاستقامة الأخلاقية والالتزام الديني، بينما النساء الأخريات هن متحررات ومتبرجات ومتشبهات بالرجال، وعليهن اللعنة أبد الدين؟.

    هذا هو الذي نؤاخذه على أمينة ماء العينين وعلى حزب العدالة والتنمية، هل يذكر الزعيم بن كيران كيف حيّح وسط البرلمان على صحافية من قناة (دوزيم) و”جعر”، واعتبر لباسها غير محتشم ولا يليق بقبة البرلمان، هو الذي يقول اليوم لماء العينين إنها حرة ويمكن أن تنزع الحجاب متى شاءت؟ وهل يذكر لحبيب الشوباني ذلك الإذلال الذي عرّض له امرأة على غير دين حزبه، وتشتغل في وزارته، كيف قهرها بسبب عدم ارتدائها للحجاب، ودفعها إلى الانهيار الذي احتاجت معه إلى طبيب نفساني، ولم تشف من عقدها بسبب الضغوط النفسية، وكيف كان أساتذة إخوان العدالة والتنمية يكافئون المحجبات في أقسامهم، وينعتون الفتيات البريئات بألفاظ بذيئة، ويعاملونهن على أساس أنهن متبرجات، ويمنحون النقط بسخاء للتلميذات المحجبات، أليس هذا هو الفصام الفضائحي؟

    كيف سيبرر بن كيران اليوم، ظهور ماء العينين بغير حجاب ومع غير محرمها كما برزت أثناء حادثة السير التي تعرضت لها بداية هذا الأسبوع؟ هل سيجوز لباقي القنديلات التحلل من حجابهن، وهو الذي حصد مكاسب سياسية من الحجاب، ومن استعمال هذا الرمز السياسي كدليل استقامة ونزاهة.. كفوا عنا فضائحكم، وكونوا مستقيمين وبوجه واحد عوض هذه الازدواجية والروح القبلية التي تنصر الأخ ظالما أو مظلوما… راكم تشوهتو…

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    أمطار قوية: الشركة الوطنية للطرق السيارة توصي مستعملي الطريق بالحذر