أبو وائل…دعم إسبانيا للحكم الذاتي ليس مفاجئا بل ثمرة عمل دبلوماسي طويل

أبو وائل…دعم إسبانيا للحكم الذاتي ليس مفاجئا بل ثمرة عمل دبلوماسي طويل

A- A+
  • تطرق أبو وائل في بوحه اليوم الأحد على قناة “شوف تيفي” إلى الحدث الكبير والتاريخي الذي هز المنطقة في هذا الأسبوع، وهو الرسالة التي توصل بها الملك محمد السادس، من رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، والتي يعبر فيها عن دعم إسبانيا لمقترح المغرب لإنهاء النزاع المفتعل بالصحراء المغربية.

    ووفق أبو وائل “أنهت المنطقة المغاربية، الأسبوع الماضي، على وقع حدث ٱستثنائي بكل المقاييس من حيث الآثار التي ستترتب عنه بالنسبة لكل المعنيين به بشكل مباشر أو غير مباشر، حيث كان كافيا نشر خبر رسالة رئيس الحكومة الإسبانية إلى جلالة الملك لتتحرك الهواتف وتنشط الأقلام وينتعش النقر على “الكلافييات” وتشتغل بلاتوهات القنوات لتحليل الحدث وتجميع أطرافه واستشراف آفاقه. وأوضح بلاغ الديوان الملكي، بما يمثله من رمزية سيادية، مضامين رسالة توصل بها الملك محمد السادس من بيدرو سانشيز يعترف فيها بأهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب، ويعتبر فيها مبادرة الحكم الذاتي “الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف”. وبشكل غير منتظر، يؤكد رئيس الحكومة أن “ازدهار المغرب مرتبط بازدهار إسبانيا والعكس صحيح”.

  • ووفق أبو وائل “فقد أحدث هذا القرار زلزالا سياسيا وإعلاميا في الداخل الإسباني شديد الحساسية تجاه هذا الملف، ولعل هذا كان منتظرا ويستحضر تداعياته سانشيز ويضعه في الحسبان قبل الإقدام على هذه الخطوة التي استقر به الحال، بعد طول تفكير وتشاور، أنها الأصلح للدولة الإسبانية والشعب الإسباني عوض الاستمرار في سياسة شد الحبل مع الرباط ونحن على أبواب تحولات في المنطقة ونستقبل موسما صيفيا جديدا”.

    و وفق أبو وائل “يدرك من يتابع هذا النزاع ثقل هذا الموقف وطبيعة هذا الاختيار وأهميته بالنسبة لدولة ظلت تقف على الحياد السلبي في أحسن أحوالها تجاه المغرب، والغالبُ على سلوكها طيلة ما يقارب نصف القرن هو معاداة مصالح المغرب ووحدته الترابية ودعم ميليشيات انفصالية تنتعش في الحرب وسيادة أجوائها حتى في فترات وقف إطلاق النار بتهديدها الدائم، عند كل هزيمة سياسية ودبلوماسية، بالرجوع إلى الحرب، حيث سارعت الحكومة الإسبانية بعد بلاغ الديوان الملكي لإصدار بيان يتحدث عن صفحة جديدة في العلاقات المغربية-الإسبانية وهو ما يفهم منه رغبة أكيدة في استمرار هذا التقارب وتسريعه وتوسيع مجالاته”.

    وأوضح أبو وائل “ليس هناك شك أن موقف الحكومة الإسبانية خطوة في الاتجاه الصحيح، ولو أنها جاءت متأخرة، ويلزمها تسريع الخطوات لتفادي ما ضاع في الفترة السابقة، كما أن هناك ترجيحا بأن الإسبان فهموا الحقائق على الميدان ويريدون استدراك أخطاء 47 سنة بعدما اقتنعوا أن مساواة دولة بحجم المغرب مع ميليشيات تفكر بمنطق العصابة غير سوي وتضيع فيها المصالح الإسبانية أساسا. استوعبت الحكومة الإسبانية متأخرة أن لا مصلحة لها في إدامة هذا الخلاف مع المغرب ويلزم أن تكون هي المبادِرة في تصحيح الوضع المختل لأنها هي من تسببت فيه بخطأ سياسي ودبلوماسي وحقوقي وإنساني لن يمحى من الذاكرة حين أقدمت على استقبال بن بطوش بهوية مزورة فكانت النتيجة وضع مصداقية الدولة كلها في الحضيض. كيف تقدم دولة على سلوك مثل هذا؟ هل يجوز لها المغامرة بمثل هذه الخطوات؟ ما هو المقابل الذي يجعلها تمرغ سمعتها في هذا الوحل؟”.

    وحسب أبو وائل ” فتوقيت هذه الرسالة مهم جدا، وسؤال التوقيت في القرارات السياسية مهم للغاية. صدر القرار في وقت حرج توجد فيه القارة الأوروبية ويغلب فيه منطق التفكير الأحادي حيث كل دولة تفكر في مصالحها أكثر من مصالح غيرها، ومع اقتراب موسم العبور الصيفي الذي يعول عليه الجنوب الإسباني لإنعاش اقتصاده المتضرر بعد الضربة القاصمة التي تلقاها السنة الماضية والتي تؤكد لمن يستهين بالمغرب أن له كذلك من القدرات ما يمكنه من الدود عن مصالحه ويمكنه هو كذلك اللجوء إلى أساليب مضرة لمن يضر بمصالحه ولا يراعي قواعد الاحترام والتقدير المتبادلين. لذلك، على من يريد الوصول إلى فهم سليم لهذا التحول في الموقف الإسباني الانطلاق من تحليل التوقيت ودلالاته مع استحضار أنه ليس قرارا مفاجئا ولكنه محصلة لعمل دبلوماسي طويل”.

     

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    الاستقلال: اجتماعات ماراطونية لتفادي “الحرب بالطباسل” في المؤتمر العام