أبو وائل….موقف المغرب من الحرب الأو.كرانية الرو.سية حكيم ويفضح الطوابرية

أبو وائل….موقف المغرب من الحرب الأو.كرانية الرو.سية حكيم ويفضح الطوابرية

A- A+
  • كعادته، في بوحه كل يوم أحد على قتاة “شوف تيفي”، تطرق أبو وائل الريفي للأسبوع الحالي، إلى الحرب الدائرة بأوكرانيا بعد التدخل الروسي، مشيرا إلى الموقف المغربي من الأزمة وأيضا غيابه عن جلسة التصويت بالأمم المتحدة على قرار يدين روسيا ويطالبها بوقف الحرب والانسحاب من أوكرانيا.

    وأوضح أبو وائل من خلال مقدمة نارية قائلا “الحرب ليست نزهة، وفي منطقها دائما الكل متضرر سواء كان قويا أو ضعيفا. وفي حروب اليوم يصعب توقع منتصر بدون خسارات قد تعيق مسيرته البنائية والتنموية لعقود من الزمن. يحسن بالدول التي تحترم نفسها وتنتصر للبعد الإنساني في لحظات الحروب تجنب الاصطفاف المصلحي على حساب ما هو إنساني، كما يحسن بهذه الدول تجنب اللغة الهجينة التي لا يشم منها رائحة لموقف مبدئي ينتصر لميثاق الأمم المتحدة الذي كان واضعوه أحرص على السلم الدولي بعد حرب عالمية مدمرة قرروا حينها أن خير البشرية في السلام وليس الحرب”.

  • وأشار أبو وائل “لا ينظر الأوربيون بعين الرضى للتمدد الروسي، وخاصة حين يقترن بنظرة دونية من طرف بوتين للأوربيين، وقد لاحظنا كيف يتعامل مع قادة أوربيين مثل ماكرون، الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد، كتلميذ يخرق في حضرته كل قواعد البروتوكول ويحرص على التنقيص منه أمام الرأي العام، ولكن أغلبهم أسير لروسيا لأنها تملك أوراق ضغط يمكنها زعزعة استقرار دولهم، بدءا بملف الطاقة ومرورا بملف الحبوب والاستثمار وانتهاء بملف الأمن. ماكرون المضطر للتحاور الدائم مع بوتين يخرج بعد كل تواصل بخفي حنين وكأن بوتين يتعمد إذلاله ويحرص على عدم تمكينه من أي دور للوساطة حتى لا يقدم له خدمة انتخابية هو في أمس الحاجة إليها في الرئاسيات الفرنسية التي لم يعد يفصل بيننا وبينها سوى شهر”.

    ووفق أبو وائل “وحدها أمريكا تبدو المستفيد الأكبر من حرب لا تدور رحاها بجوار ترابها، والرابح الأكبر من إضعاف كل أطراف هذه الحرب التي ستؤدي جميعها فاتورة مضاعفة تجعلها تحت رحمة أمريكا كما كان الشأن بعد الحرب العالمية الثانية. ها هو التاريخ قد يعيد نفسه في نسخة أسوأ من سابقتها، وها هي أوروبا قد تحتاج لمشروع مارشال جديد إن توسعت رقعة الحرب أكثر.
    أمام هذه الأوضاع الغامضة والصراعات الكبيرة، وأمام هذه الحسابات الخفية والمتناقضة، وأمام هذه التداعيات المحتملة لا يمكن إلا مباركة موقف المغرب الذي انتصر للموقف المبدئي والبعد الإنساني ممتثلا لميثاق الأمم المتحدة. لقد فضل المغرب مصالح الشعوب التي ستكون أكبر متضرر من حرب لن تنتهي بمنتصر أو منهزم لأن الجميع منهزم بالتأكيد ولكن الشعوب ستدفع الثمن الباهظ. موقف المغرب رسالة أخرى لكل من لم يستوعب بعد أن مغرب اليوم مستقل في قراره وحر في اختياراته ولا يستحضر إلا مصالحه. وهذا الموقف هو المحصلة الأولى لثمار سياسة تنويع الشركاء وعدم رهن نفسه لتكتل على حساب آخر. قد لا يعجب هذا الموقف “الحيادي الإيجابي” كل الأطراف لأنه لم يكن في حالة تماه معها، ولكنه في العمق سيُكسب المغرب الاحترام لأنه موقف حكيم لم يبن على تحليل سطحي ويؤكد أن صانعه على دراية بخفايا هذه الحرب وأبعادها الاستراتيجية ولا يبحث عن الاسترزاق السياسي اللحظي بقضايا مصيرية.
    لا شك أن المتابعين المتخصصين يستخلصون من هذه المواقف الشيء الكثير، ولكنهم حتما سيتوقفون، بخصوص المغرب، عند الطابع السيادي للموقف المغربي، وسيتأكدون مرة أخرى بأن مواقف المغرب تمليها مصالحه وعقيدته الدبلوماسية الراسخة التي تنتصر لسياسة النأي بالنفس عن صراعات تخفي حقائق لو علمها من ينتقد المغرب اليوم لما أبدع موقفا مخالفا لما تنهجه الدبلوماسية المغربية.

    وقال ابو وائل “كعادتهم، وهذا هو غير المقبول، يريد بعض الطوابرية والسمايرية الركوب على هذه الموجة دون إعطاء بديل حقيقي. غياب المغرب عن جلسة التصويت في الجمعية العامة مؤشر ضعف لدى هؤلاء وهو يتنافى مع التبشير الرسمي بقوة الدبلوماسية المغربية. في عرف هؤلاء، تصبح قاعات الأمم المتحدة مثل ساحات ملاكمة أو منصات خطابة المنتصرُ فيها هو صاحب الصوت الأعلى أو من يوجه اللكمات”.

    وأضاف أبو وائل “هذا أكبر مؤشر على أن الطوابرية هواة فقط، ولا يفقهون في العمل الدبلوماسي شيئا. في مثل هذه اللحظات تقاس المواقف بميزان الذهب ولا هامش للأخطاء الصغيرة التي تكون تداعياتها وخيمة على البلاد كلها. يتناسى الطوابرية أن موقف الجزائر وجنوب إفريقيا وكوبا ونيكاراغوا وإيران والصين والهند وإفريقيا الوسطى ومالي المقربين من روسيا كان هو الامتناع، وهو الموقف الذي قد لا يضر روسيا ولكنه بالتأكيد ليس في صالحها. الدول الخمس التي صوتت لصالح الروس هي روسيا وبيلاروسيا وكوريا الشمالية وإريتريا وسوريا. هل يقترح الطوابرية على المغاربة تصويتا ضد القرار ولصالح الروس باعتراضهم هذا على الموقف المغربي الرسمي؟ لماذا لا يفصحون عن موقف واضح إذن؟ هل يمكن أن يكون المغرب أكثر “رَوسَنَةً” من دول كالجزائر وكوبا وإيران؟ هذا الاعتراض بهذه الحجج كاف لفضح هؤلاء الطوابرية وكشف أن مصلحة المغرب لا تهمهم.

    وحسب أبو وائل “يتناسى الطوابرية موقف المغرب الصارم الذي أعلنه مباشرة بعد انطلاق الحرب على أوكرانيا والذي أعلن فيه بوضوح تشبثه القوي باحترام الوحدة الترابية والسيادة والوحدة الوطنية لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وحرصه الدائم على تشجيع عدم اللجوء إلى القوة لتسوية الخلافات بين الدول، ودعوته إلى مواصلة وتكثيف الحوار والتفاوض بين الأطراف من أجل وضع حد لهذا النزاع، وتشجيع جميع المبادرات والإجراءات لتحقيق هذه الغاية”.

    كما “يتناسى الطوابرية انخراط المغرب في كل المبادرات الإنسانية ومنها تقديم مساهمة مالية للجهود الإنسانية للأمم المتحدة والبلدان المجاورة، كما كان المغرب صريحا في التعبير عن أنه يتعين على أعضاء الأمم المتحدة تسوية خلافاتهم عبر الوسائل السلمية، وبموجب مبادئ القانون الدولي من أجل الحفاظ على الأمن والسلم العالميين”.

    وأضاف أبو وائل “يتناسى الطوابرية أن هذا الموقف ليس هروبا ولكنه تقدير سياسي يتحمل فيه المغرب مسؤولية عدم إرضاء بعض الجهات التي تشتغل في هذه الحرب بمنطق ” من ليس معنا فهو ضدنا”، ولكن رغم ذلك ينتصر المغرب لقيمه وعقيدته التي راكمها على مر عقود من الزمن وليس من مصلحته تغييرها أو التراجع عنها. فماذا يقترح الطوابرية بديلا؟ لا شيء طبعا إلا معاكسة مصلحة المغرب والمغاربة ظنا منهم أن توتر الأشياء قد يفضي إلى انفراج يحلمون به ولم يتحقق ولن يتحقق.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    البرلمان: صراع داخل الفرق بسبب صرف الميزانية دون إخبار البرلمانيين