اجتاحت احتجاجات “الخبز” والوقود عددا من المدن السودانية للأسبوع الثالث على التوالي، حيث خرج الآلاف من المواطنين والمواطنات للشوارع رافعين شعارات منددة بغلاء أثمنة الخبز وبرحيل المسؤولين.

واستنفرت هذه الاحتجاجات العارمة التي تجتاح البلاد مختلف المصالح الأمنية وأجهزة التدخل السريع وشرطة مكافحة الشغب التي جاورت المحتجون بالشوارع بكل من “عطبرة” و “أم درمان” وشمال “كردفان” و ولاية “الخرطوم” و “القضارف” وغيرها من المدن والولايات التي تعرف توترا ملحوظا دفع معه القوات العمومية لاستعمال الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.

ومن جانب آخر أعلنت السلطات الحكومية تعليق الدراسة بمجموعة من الجامعات والمدارس والمعاهد العليا جراء تفاقم الأوضاع الأمنية وانتشار الفوضى والشغب بمختلف ولايات السودان حفاظا على أرواح الطلبة، كما تم فرض حظر التجوال بمناطق متفرقة كشكل احترازي لإرغام المواطنين لملازمة منازلهم تحسبا من تزايد أعدادهم بالشوارع وفق ما أكدته عدد من القنوات السودانية.

واتهمت الحكومة السودانية، من أسمتهم بـ”المندسين”، “بإبعاد المظاهرات السلمية عن مسارها وتحويلها إلى نشاط تخريبي”.

وقال في هذا الصدد الناطق باسم الحكومة السودانية، “بشارة جمعة”: “إن المظاهرات السلمية انحرفت عن مسارها وتحولت بفعل المندسين إلى نشاط تخريبي استهدف المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة بالحرق والتدمير وحرق بعض مقرات الأحزاب و الشرطة”.

وفي ذات السياق، نقلت وكالة السودان للأنباء “سونا” عن جمعة قوله، إن “جهات سياسية استغلت الاحتجاجات التي سقط فيها ثمانية قتلى على الأقل خلال اليومين الماضيين”.

وأضاف: “برزت بعض الجهات السياسية في محاولة لاستغلال هذه الأوضاع لزعزعة الأمن والاستقرار تحقيقا لأجندتهم السياسية، وهو الأمر الذي وضح جليا في بياناتهم المنشورة”.

ولفت جمعة إلى أن “الاحتجاجات التي شهدتها عدة مدن خلال اليومين الماضيين تعاملت معها قوات الشرطة والأمن بصورة حضارية دون كبحها أو اعتراضها بحكم أن المواطنين يمارسون حقا دستوريا مكفولا لهم، وبحكم أن الأزمة معلومة للحكومة وتعكف على معالجتها”.

المصدر: شوف تي في