بدأ غياب الأمطار وقلتها هذه السنة يؤثر على جميع مناحي الحياة بالبادية المغربية، حيث إنطلق الموسم الفلاحي على وقع خسائر كارثية في ثمن الماشية، التي إنخفضت قيمتها بالثلثين تقريبا، بفعل عدم قدرة الكسابة على المغامرة والإحتفاظ بالماشية في ظل غلاء أسعار الأعلاف.
محمد الوعباني، كساب وفلاح معروف بمنطقة سبت الكردان التابعة ترابيا لإقليم تارودانت، صرح في حديث هاتفي مع “شوف تيفي” أنه منذ الأسبوع الثاني لشهر يناير الماضي، بدأت أسعار الأعلاف ترتفع بشكل أسبوعي تقريبا، مشيرا أن “البالة ديال التبن كان ثمنها 17 درهم الشهر الماضي، وأصبحت 37 درهم اليوم السبت بسوق سبت الكردان باقليم تارودانت”.
وأضاف المصدر ذاته، أن “ثمن الماشية اليوم لايغطي ثمن أسعار الأعلاف، موضحا أن النعجة بأولادها تساوي 400 درهم، فيما الشمندر يساوي 200 درهم للكيس، والنخالة 140 درهم وبالة ديال التبن 40 درهم، متسائلا عن الربح والقيمة المضافة المتحدث عنها من قبل المسؤولين”.
المصدر ذاته، شدد أن المغرب عرف سنوات جافة في العقود الماضية، لكن كانت هنالك سياسة ساهمت في تخفيف الأضرار، مشيرا أن الدولة تقوم بمجهودات في توفير الأعلاف، لكن يستفيذ منها الفلاحون الكبار والمنتخبون الذين يمارسون الفلاحة وتربية الماشية، رغم أن 86% من الفلاحة والكسابة بالمغرب ينتمون لطبقة المهنيين الصغار.
هذا، وستعلن وزارة الفلاحة على العديد من التدابير لمواجهة الجفاف، حيث تواصل لجان خاصة مركزية وضع إستراتيجية لمواجهة الجفاف ونذرة التساقطات بربوع الوطن، وسط تخوفات من الفلاحين الصغار والكسابة بعدم إستفاذتهم من الدعم العمومي، وإقتصار الإستفاذة على الفلاحين الكبار والمنتخبين.

المصدر: شوف تي في