لعمامرة يورط الرئيس تبون

لعمامرة يورط الرئيس تبون

A- A+
  • لعمامرة يورط الرئيس تبون

    ما الذي حدث للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وهو يقوم بأول زيارة إلى مصر أم الدنيا؟ هل تلقى معلومات خاطئة من وزير خارجيته؟ هل زيّن رمطان العمامرة الوضع لتشجيع الرئيس تبون لزيارة القاهرة بعد غياب طويل عنها منذ 2008 آخر زيارة لبوتفليقة لها؟ أين كانت الأجهزة الدبلوماسية والاستخباراتية قبل أن يتم توريط رئيس دولة من حجم الجزائر في زيارة فاشلة تلقت فيها الجزائر صفعة استثنائية، آذنت بأن القمة العربية التي كان مبشرا بانعقادها في مارس المقبل، قد تم إعلان تأجيلها، حتى أنه يبدو أنها لن تنعقد على التراب الجزائري أبدا..

  • لو كان الرئيس الجزائري يحكم فعلا، لكان قد أصدر أول قرار له بعد عودته من القاهرة بإقالة وزير الخارجية رمطان لعمامرة من منصبه، لأنه أخفى عن رئيس الدولة حقيقة الموقف المصري المساند للوحدة الترابية للمغرب، والبلدان معا تربطهما علاقة تطبيع مع إسرائيل، وفي الوقت الذي كان عبد المجيد تبون يدفع الجمرات قريبا من خبزه لطلب مساعدة مصر في تليين المواقف ودعم عقد اجتماع القمة العربية بالجزائر، جاءه تصريح ناري من قلب الدبلوماسية المصرية، أدخل عبد المجيد تبون في دوش بارد.. فعاد من القاهرة بخفي حنين وغاب في لجة صمت رهيب، بعد الصفعة المصرية المدوية.

    ما الرسالة المستقاة من زيارة عبد المجيد تبون إلى أرض الكنانة، وهو الرجل الذي سوق عن نفسه صورة القومي الأول، ورفع شعارات وحدة الصف العربي و”تحرير فلسطين” وجمع شمل الأمة العربية الممزقة، لكن لماذا زار تبون قبر أنور السادات ووضع عليه الورود بدل أن يزور قبر جمال عبد الناصر؟ ألا يعني الأمر أنه بعث إلى تل أبيب رسالة ودية من قلب القاهرة، كأن لسان حاله يقول بتودد لإسرائيل: “ها العار إلى ما جيو طبعو معايا!”، ولعمري ذلك قمة الانبطاح، ألم يقدم النظام الجزائري نفسه مثل حارس القومية العربية، وأن عداءه للمغرب هو بسبب تطبيع علاقاته مع إسرائيل؟ والحال أنه كان على ممثل نظام يرفع شعار مناهضة التطبيع ومدافع عن القومية العربية، أن يزور جمال عبد الناصر البطل القومي، لا قبر أنور السادات، الذي يعتبر المطبع الأول الذي فتح قنوات التواصل مع إسرائيل في عز الصراع العربي الإسرائيلي عام 1977؟

    وحده ملف القمة العربية، يدل على أن وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، سكة قديمة من مخلفات الحرب الباردة، فكل رحلاته المكوكية وزياراته لبلدان عديدة لم يفلح من خلالها في نشر بساط أحمر لاجتماع القمة العربية على التراب الجزائري، بسبب أخطاء استراتيجية في التحضير وفي الخطاب والشعارات، رحمة الله على الحسن الثاني رائد انعقاد القمم العربية والإسلامية، كيف كان يرسل مراسليه ويعتمد على مقربيه للوساطة بين الفرقاء العرب في عز صراعات الأنظمة إيديولوجيا وعسكريا، لنزع فتيل الصراعات وتذويب الخلافات قبل انعقاد القمة، ويستضيف بين ظهراني هذه القمم العدو والصديق، ولم يلجأ يوما لتوظيف قمة ما ضد جاره أو في اتجاه خصومه وهم كثر، لأنه كان رأسا للحكمة وكان يعتبر أن نجاح القمة العربية أو الإسلامية هو ربح صافي للأمة العربية، وأيضا ربح للمملكة وتقوية دوره دوليا في الوساطة.

    فيما عبد المجيد تبون المعتمد على تخاريف تحليلات زمان لوزير خارجيته رمطان لعمامرة، والذي يحتاج إلى تمرين دبلوماسي كبير، بنى انعقاد قمة عربية بالجزائر في عز انهيار النظام العربي، وفي ظل ظرفية مهما كان السحرة الذين يجمعون رؤساء الدول فإنهم لن ينجحوا في الخروج بموقف واضح من أي قضية مطروحة، وفوق هذا لكون القمة كلها وجهت لتصفية الحساب مع بلد وازن في الخريطة العربية هو المملكة المغربية، لذلك تلقى تبون أول صفعة وعاد إلى قصر المرادية ليختبئ مثل قنفذ في شوكه.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي