للبلد رب يحميه

للبلد رب يحميه

A- A+
  • يوما عن يوم يتأكد أن المغرب يسير بخطى حثيثة نحو التحول إلى قوة صاعدة ومؤثرة في محيطه الإقليمي وعلاقته بشركائه الدوليين، ومن لازالت على أعينهم غشاوة، ها هي الخارجية الألمانية تقدم الدليل ببلاغها الصادر الأسبوع الماضي، والذي عبرت فيه عن حسن النية، واستعجلت إعادة مياه علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب بعد جفاء امتد طويلا، بسب رفض المغرب المس بمصالحه العليا، وخاصة قضية وحدته الترابية التي اعتبرها خطا أحمر لا يمكن القفز عليه..

    قوة المغرب اليوم حقيقية وليست انفعالية ولا عاطفية ولا وهمية كما يحاول البعض أن يتاجر بذلك على صفحات جرائده البالية التي أضرب عنها الكل، وأصبح صاحبها خارج التاريخ، يستجدي الصدقات ويبحث عن منافذ للولوج لمراكز القرار ولم ينفعه خليله وصفيه «مول لاماب» الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة، ويبحث عمن ينقذه من الغرق، كما لو استنجد غريق بغريق.. فمن أصبح مثل «أمي نعيمة» ويفتي في الإعلام والسياسة والفن… لا تقبل منه نصيحة ولا يُعتد بقوله.

  • المغرب قوي بأبنائه البررة، بحماة مؤسساته، بالواقفين على جبهة النار على الحدود، بمن يسهرون الليالي من أجل حماية الوطن.. المغرب قوي حقيقة لا وهما، وها هي القيادة الجديدة لألمانيا تستجدي المغرب لاستئناف علاقته معها، وما صدر عن الحكومة الألمانية الجديدة بقيادة المستشار «أولاف شولتس» اعتبر لدى كل المراقبين الدوليين خطوة مهمة لطي صفحة الخلاف، ومن شأنه أن يحرك مياه البركة الراكدة من أجل إقامة شراكة تتطلع إلى المستقبل على قدم المساواة. ومن جهتها فإن المملكة المغربية قد رحبت بالإعلان الإيجابي والمواقف البناءة التي تم التعبير عنها، من قبل الحكومة الفيدرالية الجديدة لألمانيا، وفق ما جاء ضمن بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.

    من جهتها، رحبت ألمانيا بـ«إشارات التهدئة» التي بعثت بها المملكة المغربية في الأزمة الدبلوماسية بين برلين والرباط، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية. وذكرت وزارة الخارجية الألمانية، أنه «ينبغي أن تعود البعثات الدبلوماسية في الرباط وبرلين، بأسرع ما يمكن، إلى قنواتها المهنية المعتادة للتواصل».

    هذه هي القوة الناعمة للمغرب اليوم، ومن في قلوبهم زيغ، سيثبت لهم الغد أن المغرب ماض تحت قيادة جلالة الملك، وبفضل حماة مؤسسات الدولة العاملين في صمت وبلاضجيج، نحو تقوية موقعه وحماية مصالحه وتنويع شركائه، هذا هو المغرب الذي لنا يحيا لا لغيرنا، مغرب العزة والشموخ، المغرب الذي يصل الماضي المجيد بالحاضر التليد لبناء مستقبل مشرق وزاهر لمجموع أبنائه.. فلهذا البيت رب يحميه وهو ماض بعزم نحو الأفق الذي يحمي مصالحه ومصالح مواطنيه بما يستحقونه، ولن يلتفت إلى من لم يستوعب حقا أن مغرب ما بعد كورونا ليس هو مغرب ما قبل كورونا، وأن المغرب اليوم عرف كيف يحول عناصر الجائحة إلى مركز قوة للإقلاع الاقتصادي، نحن لم نقل يوما إن المغرب وردي وكل شيء فيه إيجابي وأن لا خلل هنا أو هناك، هناك أشياء كثيرة تستدعي الدعم والتطوير في مجالات عديدة، لكن في المنحى العام الذي يرسمه المغرب اليوم هناك مراكمة قوية للنجاحات وربح رهانات كثيرة، وهذا بشهادة الخارج، حتى من خصوم المملكة، ولكن الذين في قلوبهم زيغ، سيظلون يرون السواد في كل مكان، حتى حين تفرض الأحداث والوقائع حقيقة أن المغرب أصبح قوة إقليمية صاعدة، فإنهم “مستعدون لإطلاق رصاصة الرحمة على سيارات الإسعاف” كما يقول المثل الفرنسي.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    الداكي يوقع على مذكرة تفاهم بين رئاسة النيابة العامة بالمغرب ونظيرتها الروسية