خيبة أمل مدريد..إسبانيا تبحث عن موردين جدد للغاز بدل الجزائر

خيبة أمل مدريد..إسبانيا تبحث عن موردين جدد للغاز بدل الجزائر

A- A+
  • قررت الحكومة الإسبانية اللجوء إلى موردين جدد لإمدادها باحتياجاتها من الغاز وتقليل الاعتماد على الجزائر، بعدما قامت بوقف العمل بأنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي، في محاولة لإلحاق الضرر بالمغرب.
    وأفادت صحيفة “إيكو دياريو” الإسبانية بأن الحكومة الإسبانية، أعطت أوامر باللجوء إلى ليبيا من أجل تعويض النقص الذي تعانيه من إمدادات الغاز منذ نهاية شهر أكتوبر الماضي، وتجنبا للسيناريو الأسوأ مع اشتداد برودة الجو حيث يكثر الطلب على الغاز.
    وأشارت الصحيفة الإسبانية، وفقا لما ذكرته يومية “الاتحاد الاشتراكي” الصادرة اليوم الثلاثاء، إلى أن تقريرا يوجد على طاولة رئيس الحكومة الإسبانية هو الذي دفع بها للبحث عن بدائل للغاز الجزائري، والتي يبدو أن المورد الليبي هو الخيار الأفضل، إلا أن مدريد تتوجس من الأوضاع الداخلية في ليبيا مع اقتراب الموعد المحدد لإجراء الانتخابات، واحتمال أن تؤثر المنافسة بين مختلف الأطراف الليبية على تصدير المحروقات.
    وذكرت “إيكو دياريو” أن التقرير، الذي قدم إلى بيدرو سانشيز، توقع أن يصل العجز في إمداد إسبانيا بالغاز هذا الشتاء إلى 35 في المائة، خصوصا أن الوعود التي قدمتها الجزائر إلى إسبانيا بالوفاء بتعهداتها عبر نقل ما تحتاجه هذه الأخيرة عن طريق السفن تأكد أنها غير واقعية.
    وكانت نفس المصادر، تضيف الصحيفة، أكدت الأسبوع الماضي أن إسبانيا عانت من ضعف شديد في التزود بالغاز الجزائري عبر أنبوب “ميدغاز”، الذي ينقل الغاز من الجزائر إلى ألميرية، لمدة 54 ساعة، مشيرة إلى أن هذا الانخفاض الشديد، الذي تزامن مع ارتفاع موجة البرد وما يرافقه من طلب شديد على هذه المادة الحيوية، أثار الكثير من القلق في الأوساط الإسبانية، واعتبرته ناقوس خطر قد يعصف بالآمال التي علقتها الحكومة الإسبانية على قدرة الجزائر على تزويدها بحاجياتها الطاقية بعد إغلاق أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي.
    وكشفت الصحيفة الإسبانية أن أسباب هذا الانخفاض تعود إلى خلل عند نقطة الربط بالأنبوب، وهو خلل يكشف عدم قدرة أنبوب “ميدغاز” على تعويض أنبوب الغاز، الذي كان يمر بالمغرب رغم الادعاءات الجزائرية.
    وكانت شركات الكهرباء قد حذرت من احتمال حدوث انقطاع في التيار الكهربائي في شهر يناير المقبل، بعد القرار الجزائري بوقف العمل بأنبوب الغاز المغاربي الأوروبي، رغم رهان الحكومة الإسبانية على إمدادها بالغاز عبر السفن، لكن هذا الخيار، وبعد مرور شهر، تأكد عدم واقعيته بدليل النقص الذي أصبحت تعانيه إسبانيا في احتياطات الغاز المسال والذي تجاوز 20 في المائة.
    وتجدر الإشارة إلى أن القرار الجزائري بوقف العمل بخط أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي، كان قد أثار تنديدا واسعا في أوروبا، واعتبر الكثير من السياسيين والمراقبين هذه الخطوة الأحادية الجانب بمثابة ابتزاز من طرف الجزائر في حق أوروبا، لاسيما عقب اعتماد مجلس الأمن الأممي لقراره الأخير الذي يأتي لترسيخ مكتسبات المملكة في ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية.
    وندد نواب برلمانيون أوروبيون بقرار الجزائر الأحادي، معتبرين أنه يشكل ابتزازا غير مقبول، حيث تم رسميا مساءلة ممثل الاتحاد الأوروبي السامي للسياسة الخارجية والأمن، جوزيب بوريل، حول هذه القضية من قبل البرلمان الأوروبي.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    الرباط : بوريطة يستقبل شقيق رئيس المجلس الرئاسي الليبي والوفد المرافق له