لم يكن من المتوقع أن يكون الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة عبد اللطيف وهبي أن يكون وزيرا ضمن التشكيلة الحكومية الجديدة التي أشرف الملك محمد السادس على تعيينها مساء اليوم الخميس 7 أكتوبر، التي يترأسها رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش، ذلك أن الرجل سبق له أن صرح بأنه لن يكون وزيرا في حكومة لا يقودها حزبه، إلا أن الأقدار شاءت أن يستوزر عبد اللطيف وهبي كوزير للعدل، فمن يكون عبد اللطيف وهبي؟

عبد اللطيف وهبي هو محامي وسياسي مغربي، ولد عام 1961 بتارودانت، مارس مهنة المحاماة وهو في الثامنة والعشرين من عمره. انتخب أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة في فبراير 2020، وعلى إثر ذلك تم استقباله من طرف الملك محمد السادس يوم الأربعاء 11 مارس 2020 بالقصر الملكي بالدار البيضاء.

وينحدر عبد اللطيف وهبي من الريف، بالإضافة إلى أن لديه نوازع وجذور سوسية، لا يختلف اثنان في وجودها في لكنته المميزة، لكن بساطة دارجته وقدرته على اللعب بالكلمات والجمل وتشتيتها وإعادة تركيبها جعلته يخلف على التوالي كلا من إلياس العماري وحكيم بنشماش اللذان ينحدران بدورهما من قلب منطقة الريف، فيما تنحدر والدة عبد اللطيف وهبي من إقليم الدريوش، المجاور لإقليمي الحسيمة و الناظور، حيث لازال يواظب على زيارة أقاربه بالريف رغم تنقله الشبه الأسبوعي لمدينة أكادير وتارودانت، وهو ما يظهر من خلال هذه المناطق تركيبة الرجل، الذي جمع بين الجرأة السياسية، وأحيانا الخجل، الخجل الشخصي أكثر منه خجل سياسي، لأن المحامي الشهير له قدرة كبيرة على المواجهة السياسية والتمسك بآرائه وإن كانت ستعود عليه بالانتقاد، لما لا وهو الكائن السياسي الذي تشبع من علاقته الجيدة مع عبد الإله بن كيران، ليجمع بين لغة السياسة والتهكم والسخرية، حتى من أقرب الناس إليه داخل الحزب.

وانتخب المحامي عبد اللطيف وهبي في فبراير 2020 أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة، بعد انسحاب كل المرشحين الأربعة الآخرين، في المؤتمر الرابع الذي انعقد بالجديدة، بعدما سحب عدد من المتنافسين لسباق رئاسة الأصالة والمعاصرة ترشيحاتهم مما أفسح الطريق للمحامي الشهير عبد اللطيف وهبي وقائد تيار المستقبل، الذي انقلب على الرجل الأول في الحزب آنذاك حكيم بنشماش.

وعلى مستوى الشخصي ظل البرلماني والمحامي عبد اللطيف وهبي وفيا لالتزاماته الفكرية والأدبية تجاه قرائه، وأصدر كتابه الجديد “في نقد السياسة”، حيث يتناول الكتاب بالتحليل والدراسة العديد من القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، أوردها في ستة أبواب، حيث يواصل الكاتب مؤامرة التأليف وشغف الكتابة، ويواصل أيضا نقد السياسة كخطاب وكممارسة، كفكر وتنظيم ونخب، بل يقدم مساءلة للسياسي باعتباره فاعلا في علاقته بما ينتجه من مضمون ومعنى، وهنا يعتبر الكاتب أن السياسي الحقيقي هو الذي يدلي برأيه في كل القضايا المطروحة عليه، حسب ما جاء في مقدمة الكتاب.

 

المصدر: شوف تي في