فيلسوف الحداثة والتحديث محمد سبيلا يفارق الحياة إثر إصابته بكورونا

فيلسوف الحداثة والتحديث محمد سبيلا يفارق الحياة إثر إصابته بكورونا

A- A+
  • توفي مساء اليوم الاثنين المفكر والفيلسوف محمد سبيلا بعد تعرضه للإصابة بالفيروس الفتاك “كوفيد 19” بمدينة الرباط.

    ونشر عدد من طلبة ومحبي سبيلا عبر صفحاتهم الفيسبوكية تدوينات ينعون من خلالها الراحل، الذي كان له الفضل على مئات الطلبة والباحثين في نحت مفاهيم الحداثة بمختلف مستوياتها ومجالاتها، وفي اجتراح المعنى من كبار الفلاسفة ومقارعة نصوصهم في مدرجات كلية محمد الخامس بالرباط.

  • وكان الراحل سبيلا الذي شغل أستاذا جامعيا للدرس الفلسفي وباحثا منشغلا بالحداثة وتأسيساتها، قد ولد سنة 1942م بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، تابع دراسته بكل من جامعة محمد الخامس/كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط وجامعة السوربون بباريس، فحصل سنة 1967م على الإجازة في الفلسفة وفي نفس السنة التحق محمد سبيلا باتحاد كتاب المغرب، وفي سنة 1974م حصل على دبلوم الدراسات العليا، ونال دكتوراه الدولة سنة 1992م بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط.

    اشتغل أستاذاً جامعياً بكلية الآداب بالرباط، وشغل منصب رئيس شعبة الفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس بكلية الآداب بفاس ما بين 1972م و1980م، وترأس الجمعية الفلسفية المغربية ما بين 1994م و2006م.

    كما نشر العديد من الدراسات الفلسفية والأبحاث في مجموعة من الصحف والمجلات العربية والغربية كالفكر العربي المعاصر والمستقبل العربي وأقلام والمناظرة…إلخ من المجلات والجرائد، كما أنه ساهم في تحرير مجلة المشروع، وهو مدير لمجلة مدارات فلسفية من العدد1 إلى العدد18.

    ويتوزع إنتاجه بين البحث الفكري والفلسفي والترجمة، فكان كتابه الأول تحت عنوان مدارات الحداثة والصادر سنة 1987م، وبعدها تلته مجموعة من الكتابات، كالإيديولوجيا: نحو نظرة تكاملية سنة 1992م، والأصولية والحداثة 1998م، والحداثة وما بعد الحداثة 2000م، وللسياسة بالسياسة 2000م، وأمشاج 2000م، ودفاعاً عن العقل والحداثة 2002م، وزمن العولمة في ما وراء الوهم 2005م، وحوارات في الثقافة والسياسة 2006م، وفي الشرط الفلسفي المعاصر 2007م، ومخاضات الحداثة 2007م، وكتاب في تحولات المجتمع المغربي 2011م، وهناك أيضا كتاب الأسس الفكرية لثقافة حقوق الإنسان،

    وفي جانب الترجمة كانت أولى ترجماته سنة 1974م لكتاب الفلسفة بين العلم والإيديولوجيا لألتوسي، ثم التقنية-الحقيقة-الوجود لمارتن هايدجر سنة 1984م، والتحليل النفسي لبول لوران أسون سنة 1985م، ونظام الخطاب لميشيل فوكو سنة 1986م، وترجم كذلك الكتاب الجماعي تساؤلات الفكر المعاصر سنة 1987م، ثم حوارات الفكر المعاصر سنة 1989م وهو أيضا كتاب جماعي، ثم كتاب التحليل النفسي لكاترين كليمان 2000.

    كما ساهم في التأليف المدرسي والجامعي في مجموعة من الكتب المدرسية منها مباهج الفلسفة للسنة الثانية بكالوريا، والفلسفة الحديثة وسلسلة دفاتر فلسفية بالاشتراك مع الدكتور عبد السلام بنعبد العالي، كما اشتغل الدكتور محمد سبيلا على مجموعة من المواضيع السوسيولوجية والسيكولوجية الأنثروبولوجية والفلسفية.

    ويعد محمد سبيلا أحد أبرز المفكرين والباحثين والفلاسفة المغاربة، فهو ذلك المفكر القلق الذي يجد ضالته في التفكير في الحداثة.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    أسعار النفط العالمية تقفز بأكثر من 4% بعد الهجوم على إيران