بوح الانتماء: نهاية الاستقواء بالخارج، شفيق المروكي في عكاشة وزيان زاد عندو …

بوح الانتماء: نهاية الاستقواء بالخارج، شفيق المروكي في عكاشة وزيان زاد عندو …

A- A+
  • بوح الانتماء: نهاية الاستقواء بالخارج، شفيق المروكي في عكاشة وزيان زاد عندو الزايد و أسرار عودة المعطي للتدخين وفقدان جنرالات الجزائر لأعصابهم.
    أبو وائل الريفي
    الولاء للمغرب، مغرب الانتماء، إما أن تكون المواطنة خالصة للمغرب أو لا تكون، المغرب أولا، مغرب الانتماء كان العنوان الدائم والسرمدي لأبي وائل منذ الزمن الأول. قرارات الرباط تأخذها الرباط لكن بعض الكائنات التي تدعي أن لها قدرة استثنائية على الفهم والاستيعاب والتحليل لم تستوعب، للأسف، أن مغرب ما قبل كورونا لن يشبه بالمطلق مغرب ما بعد كورونا. بعض حملة الجنسيات الأجنبية ربما لم يفهموا أن اكتساب جنسية أجنبية لا يعطيهم حماية استثنائية. لقد سقط نظام الحماية عام 1956؛ أسقطته المقاومة المغربية، أسقطه احماد الحنصالي وصحبه. لقد ولى زمن الحماية، هذا احماية فرنسيس وهذا احماية نجليز وهذا احماية بَرْتْقِيزْ وهذا احماية ماريكان وهذا احماية لاليمان وهذا احماية سبليون. إنه زمن ولى. كان يتصور شفيق عمراني أو عروبي في مريكان، صبي العدل والإحسان الذي احتضنه أبو ندى اللندنية بتوجيه من أبو فايزة مولاهم هشام، أن جواز سفره الأمريكي يعطيه الحق في الإساءة إلى رموز البلاد! كم كان الأمر مثيرا للاستهزاء عندما تعبأت عائلته وهم ينشرون تدوينات من قبيل أن شفيق مواطن أمريكي وعضو الحزب الديمقراطي ونسوا أنه قبل أن يكون في الحزب الديمقراطي كان في العدل والإحسان، وقبل أن يكون أمريكيا كان مغربيا ولازال، وقد أساء إساءة بليغة إلى ملك البلاد. فهل حمل الجنسية الأمريكية يحصن أيا كان ويعطيه الحق في نعت ملك البلاد ب “لَمْحَشَّشْ والسكران”؟ هل كان يتصور أن يدخل المغرب دخول الفاتحين؟ أين هوالآن؟ إنه حيث يجب أن يكون إلى أن يحاكم ويقضي عقوبته بالكامل، ويُروج رواية للذين لم يفهموا الأمور بعد أن زيارةَ القنصل الأمريكي له وكأنها امتياز تفضيلي، مع العلم أن كل القنصليات الأجنبية يرخص لها بزيارة مواطنيها بعد مراجعة وزارة الخارجية وبإذن من مندوبية السجون، وشفيق الأمريكي زاره القنصل الأمريكي في إطار المعاملة بالمثل ويوم زيارة القنصل الأمريكي لشفيق كان دبلوماسي آخر من دولة إفريقية يزور أحد مواطنيه الذي يقضي عقوبة حبسية في عكاشة.
    زار القنصل الأمريكي وإحدى مرافقاته المكلفة بالشؤون الاجتماعية شفيق بحضور مدير السجن الفعلي. وكم كان مثيرا للضحك إصرار شفيق على حضور اللقاء وهو على كرسي متحرك! رجل مكتنز يزن أكثر من طن، وبعد أن أضرب عن الطعام ثلاثة أيام حيث اختار ألا يتناول الطعام منذ ليلة 6 فبراير يدعي أنه لم يعد يقوى على المشي، “خواوليه الركابي”. فهل كان شفيق والذين معه يتصورون أن القنصل الأمريكي سوف يخرجه من عكاشة؟!
    لن يكون شفيق عمراني أول أمريكي يدخل سجون المملكة ولن يكون آخر أمريكي، والإساءة إلى ملك البلاد لا علاقة لها بحرية التعبير، وأمريكا التي يعتبر ممثلوها أن شفيق عمراني تجاوز الحدود، ليست ساذجة إلى درجة تبني إساءاته لملك البلاد واعتبارها جزءا من حرية التعبير.
    وحدها العدل والإحسان لم تجد بدا من تكليف صبيها حسن ولد محمد بن الجيلالي بتبديج تدوينة حتى ترفع عنها الحرج بحكم انتمائه السابق لها والخدمات التي أسداها للجماعة أيام 20 فبراير وشبكة رصد عندما كان شفيق متزوجا من مريم يفوت المسؤولة السابقة عن القطاع النسائي للعدل والإحسان أيام كانت في صف نادية ياسين. يقولون أن شفيق تعمد عندما كان في بروكسيل أن يسيء إلى ملك البلاد لكي يتم إيقافه بهدف تأزيم علاقات المغرب مع أمريكا! ها هو الآن يواجه قضاء المغرب في ضيافة التامك وله الوقت الكافي “باش يحسب على خاطرو ويعاود الحساب من جديد”.
    الاستقواء بالأجنبي لمن لم يفهم بعد هو جزء من الماضي. لقد ولى زمن المحميين من الخارج. لقد سمح القانون المغربي بازدواجية الجنسية للمغاربة الحاملين للجنسية المغربية كجنسية أصلية في إطار انفتاحه على العالم وحتى يكونوا قنطرة للتواصل مع الحضارات الأخرى وليس من أجل الانتقاص من السيادة المغربية وخلق مواطنين من درجة استثنائية لا يطالهم القانون لأن لهم حماية أجنبية. من لا يؤمن بهذه الأرض غير ملزم بالاحتفاظ بجنسيتها، وآنذاك يمكن أن يتعامل معه المغرب والمغاربة كأجنبي.
    الاستقواء بالخارج من طرف الطابور الخامس جزء من زمن ولى. الاستقواء بالتمويل الأجنبي انتهى. والاستقواء بالسفارات الأجنبية والدول الأجنبية انتهى. محمد زيان يستجدي كامالا هاريس كأن نائبة الرئيس الأمريكي ستعطيه الحق في التطاول على مؤسسات المغرب إلى درجة أنه نسي حتى ما قاله في لايڤاته، وها هو الآن “زاد معاه الزايد” فحرك نقابة المحامين في الرباط لكي تضغط على النيابة العامة في الرباط حتى تخفف عنه ما نزل! فلماذا لا يلجأ إلى كامالا هاريس أو محمد رضى لكي يجيب أحدهم مكانه؟ وهيبة كذلك تتبجح بFBI . ألم يقل لكم أبو وائل في بوح الأسبوع الماضي لننتظر الرد الرسمي لل  FBI  وهو الرد الذي لم يتأخر، وكان عبارة عن رسالة شكر وامتنان للأمن المغربي.
    لغة التهديد والاستقواء بالأجنبي لم تعد حكرا على حملة الجنسيات الأجنبية، بل كل الذين يقتاتون من المساعدات والمنح والمناصب الأجنبية يتصورون أنفسهم مواطنين من الدرجة الاستثنائية ويطلبون اللاعقاب لهم ولغيرهم من سدنة المعبد. منذ صعود بايدن والخبير الذي تبين أن لا خبرة له ولا يحزنون يتوعد المغرب. الرجل الذي توقف عنده زمن المتابعة لمدة 18 سنة يتوعدنا بزمن الديمقراطيين في أمريكا.
    كان بإمكاني أن آخذ كلام الرجل على محمل الجد لو كان فعلا مسلحا بالصرامة العلمية في التحليل والمتابعة لمطابخ صنع القرار في أمريكا. أجهدت نفسي للبحث على أمل أن أجد الرجل في معهد أو تينك تانك أمريكي وازن مرتبط بالديمقراطيين، لكن، وللتاريخ، لم أجد له أثرا. قلت ربما يكون الرجل فعلا على علاقة بصانعي القرار في أمريكا قبل أن تصفعني ذاكرتي بأن مطابخ صنع القرار لا يدخلها إلا صانعو القرار السابقون في أمريكا أو في الخارج أو المقربون من صنع القرار في أمريكا أو في الخارج وهو من الأمر براء، لكن عندما يتم قبوله في مطبخ من مطابخ صنع القرار في أمريكا أو غيرها آنذاك يمكن للمرء أن يعتد بخلاصاته التي لا تتجاوز اليوم تدوينات بتويتر يحكمها منطق سطحي للأشياء يحيل على تضخم الأنا وغياب الصرامة العلمية التي يقتضيها التحليل العلمي. لم أقرأ له يوما تحليلا لأي موضوع كان حتى في الجانب المالي الذي درسه في المغرب وفي المدرسة العمومية المغربية في يوم من الأيام.
    أتذكر أنه من أبناء النخبة الذين استفادوا من العلاقات الزبونية والمحاباة لشق طريقهم في الحياة، كانت المَامَا، أطال الله عمرها، مسؤولة في كتابة أحد المستشارين في الديوان الملكي فتحت له الأبواب أيام الحسن الثاني حيث اشتغل مع التراب الذي عين آنذاك كاتبا عاما للكتابة التنفيذية للقمة الاقتصادية للشرق الأوسط وإفريقيا وقبلها كان في “وفا بنك” قبل أن يدخل صدفة إلى الصحافة كناشر لأسبوعية “لوجورنال” التي استفاذت من صنبور إشهار عمومي لم يتمتع به أي منبر من قبل أو من بعد.
    يلصق بوبكر الجامعي فشل “لوجورنال” بالمخزن وينسى النصف الآخر من الحقيقة وهو أن نجاح لوجورنال كان كذلك بفضل المخزن والنخب الاقتصادية المرتبطة به قبل أن تطوى الصفحة. لم تكن لوجورنال لتنجح لولا المخزن، فإذا فشل المشروع الإعلامي لبوبكر فالسبب يرجع أساسا إلى أخطاء تدبيرية قاتلة، لأن النخبة الاقتصادية لن تنسى أن لوجورنال جرب الابتزاز مع رجال أعمال كبار وبوبكر يعرف قبل غيره قصة “لوجورنال” مع مجموعة الضحى والتي لم يدنها علانية ولم يقدم الاعتذار إلى مجموعة اقتصادية اضطرت إلى الخضوع للابتزاز وأعطت رئيس التحرير حقيبة من المال لم تدخل قط ميزانية لوجورنال. كان لوجورنال كلما حصل على معلومة حول فاعل اقتصادي يتم الاتصال به بمبرر أخذ رده حول ما يروج ليبدأ مسلسل الابتزاز وينال وجهاء لوجورنال ما يريدون حتى لا يتعرض المركز المالي لهذا القطب الاقتصادي أو ذاك للاهتزاز في السوق والبورصة.
    ألم يستفذ بوبكر والنخبة الاقتصادية المعارضة من المضاربات في البورصة وجني عائدات مالية بعد طرح مؤسسات عمومية لأسهمها في البورصة بحكم العلاقات الواسعة التي تمتع بها الراحل  فاضل عراقي لدى أصحاب القرار الاقتصادي؟ بوبكر، اليوم، وفي إطار الهرولة للتحالف مع العدل والإحسان يقدم نفسه كمناهض للتطبيع مع إسرائيل. هل نسي أن لوجورنال أول من طبع إعلاميا مع إسرائيل؟ أم يتصور بأن ذاكرة المغاربة مثقوبة؟ أو ربما شروط الهرولة إلى دار الخلافة تفرض التمظهر بمظهر الإخوان؟
    يتوهم بوبكر أن تاريخ المغرب الحديث ينحصر في تجربة لوجورنال. مشكلة بوبكر الجامعي ثلاثية الأبعاد تتمثل في معلوماته المتقادمة (بيريمي) وفي تحليلاته وتوقعاته الخاطئة وفي شبكة علاقاته المهترئة التي طالها الصدأ. يتجاهل عمدا أن الزمن انتهى عنده في 2005 ولذلك تستغرق هذه الفترة الوقت الأكبر من كلامه على الرغم من أن مغربا آخر تشكل على أنقاض تلك التجربة التي استفاد منها وما عليه إلا تحيين معلوماته عن المغرب بكل جهاته وبكل فئاته. إنها مشكلة النخبة التي تريد أن تقرر في شأن المغرب وهي لا تعرف تضاريسه وخصوصياته لأنه لو كان متابعا حقيقيا للمغرب لتنبأ بالانتصارات التي حققها المغرب في السنوات الأخيرة.
    الفرق بين بوبكر الجامعي وأبو وائل الريفي هو أن بوبكر حفيد المقاوم والوطني الكبير بوشتى الجامعي لم يستفد من أقرب الأقرباء إليه. لم يستفذ من خالد الجامعي، شفاه الله وأطال عمره، كهرم من أهرام الصحافة والعمل السياسي في المغرب، عاشر الكبار من أصحاب القرار في المغرب داخل حزب الاسقلال وخارجه، إنه شاهد كبير على تطور الحياة السياسية في المغرب المستقل لم يتعلم منه بوبكر أي شيء عكس أبو وائل الذي تعلم من أبيه علي بن الحسن الريفي فضيلة الانتماء للمغرب، علمه عشق المغرب وحلاوة الدفاع باستماتة عن الجدار وكان هذا كافيا ليصنع أبو وائل من نفسه ما هو الآن بما له وما عليه، عندما وجد نفسه ينتصر للمغرب الآخر، ينتصر لكل الآتين من المغرب العميق الذين شقوا مستقبلهم من العدم، من لا شيء بكفاءاتهم وإيمانهم بعيدا عن مغرب الزبونية والمحسوبية والعائلات التي تريد حتى المجد بالوراثة.
    أحد أركان الطابور الخامس المتابع باختلاس المساعدات واستثمار عائدات الاختلاس في العقار ولتغطية مصاريفه اليومية، أعلن عن إضراب عن الطعام وسمح لنفسه بالتغذية دفاعا عن الحق في البقاء. ولأنه يتمتع بمعنويات عالية جدا جدا ومقتنع بسلامة موقفه القانوني وبمثانة الأدلة التي يتوفر عليها طلب علبة سجائر من نوع مارلبورو ليعود للتدخين وينعم هو وأقرانه من المحميين بغرف خاصة ومقتصدية تبيع ما لذ وطاب، منهم من يصر على ألا يتناول إلا الجبن المستورد من نوع فيلاديلفيا، ومع ذلك يتحدثون عن الطاقة الاستيعابية للسجون وتكدس السجناء والظروف المزرية للسجن، وهناك منهم من ينفق على نفسه أضعاف الحد الأدنى للأجور ويقول لك الاصطفاف إلى جانب الجماهير الكادحة.
    استهلك أحدهم في ظرف يومين من الإضراب عن الطعام نصف كيلو من العسل المصفى لأن العسل ليس طعاما يضرب عنه. الحمد لله أن الأيام فضحتهم جميعا.
    عندما يدعي المرة القادمة أي واحد من أركان الطابور الإضراب عن الطعام فمندوبية التامك مطالبة بإفراغ غرفهم من جميع أنواع الأكل لأن الطابور يريد فقط الترويج الإعلامي للأباطيل التي يتكلف بإعادة ترويجها حملة الجنسيات الأخرى من طينة البروكسي عمر ولد لكبيرة المتصابية التي تحملت “الدولة البوليسية” المسؤولية في إيقاف المبتزين لها بالصور الفاضحة التي أرسلتها لهم عن طيب خاطر وضاجعت بعضهم بإلحاح منها وهي المتزوجة ووضعت رهن إشارة أحد صبيتها شقة حتى يبقى قريبا منها في سلا.
    نعم، لم تسألها الدولة البوليسية إذا كان ابنها صحفي معارض أو صحفي موالي، بل تحملت مسؤوليتها صونا لكرامة عائلة وزوج كان نافذا أيام البصري. وبالمناسبة، أريد أن أفهم فقط كيف لصحفي وأستاذ جامعي مقيم بشكل دائم في المغرب أن يحصل على الجنسية الفرنسية وهو مقيم في الرباط؟ بحثت في قانون الجنسية الفرنسي لكني لم أجد بندا واحدا يبيح منح الجنسية الفرنسية لحالة تنطبق على حالته. فهل سينشر غدا مقالا وينسب صور وڤيديوهات أمه الفاضحة إلى جهة ما في الدولة؟ وكيف سيُفَسِّرُ إصرار أبيه على متابعة أمه من أجل الخيانة الزوجية؟
    إن أشد ما ابتلي به المغرب اليوم هو بعض أهل النخبة الذين عجزوا عن الوصول إلى المغاربة وإقناعهم بمنتوج غريب ودخيل وغير عملي، يرفضون الدخول إلى معترك المشروعية الشعبية بمبررات شتى لأنهم يعرفون حجمهم ومحدودية امتداداتهم الجماهيرية. أمس، تابعت مباشرا لفؤاد عبد المومني لم يتابعه معي إلا 23 شخصا وبدون تعليق ولتعويض هذا الانحسار الجماهيري وتجاهل الشعب لهم لم يجد هؤلاء إلا الاستقواء بالأجنبي لإظهار قوة مزيفة، يستقوون بالمال الأجنبي على شكل تمويلات ويرفضون الخضوع للتشريعات الوطنية للوقوف على أوجه صرفها، يستقوون بحملهم لجوازات سفر أجنبية ظانين أنها تعطيهم حماية للمساس بالتشريعات الوطنية، يستقوون بالإعلام الأجنبي متوهمين أن مقالا هنا أوهناك كفيل بزعزعة المغرب، لكن وحدها الأيام كفيلة بإعطائهم الدرس التطبيقي الذي ينقصهم.
    المغرب ليس جنة ولكنه ليس بجهنم كما يريدون أن يصوروه، إنهم لا يقرأون ويرفضون الحقيقة. كم كان صادما لي أن تونس الشقيقة وبعد 10 سنوات على ثورتها تنتظر أن تتصدق عليها منظمة الصحة العالمية ب 50 ألف جرعة لتلقيح منتسبي الخط الأمامي من أطباء وممرضين وأنها الدولة الأولى من 92 دولة قررت منظمة الصحة العالمية أن تعطيهم ما تيسر من اللقاح مجانا.
    “الطوابرية” لم يصلهم خبر أن الجزائر لم تصل إلى الحد الذي يعطيها حتى حق الظهور في ترتيب إحصائيات منظمة الصحة العالمية للدول التي أطلقت حملة تلقيح شعوبها. “الطوابرية” لم يصلهم خبر أن المغرب وفي ظرف أسبوعين تجاوز مليون و250 ألف مستفيد من التلقيح في الوقت الذي لم تتجاوز قوة عظمى من حجم فرنسا عتبة المليونين بعد شهرين من بداية العملية وأن المغرب مصنف في مقدمة الدول بعد إسرائيل وبريطانيا وأمريكا والشيلي.
    أتعرفون الآن لماذا فقد نظام عسكر الجزائر البوصلة وفقد حتى أعصابه؟ لأن هذا المغرب الذي توالت انتصاراته على المستوى الإقليمي والقاري يستعصي على التطويع وعلى التركيع فإذا به من نصر إلى نصر ولا تهمه كراكيز الأجندات الخارجية من أركان الطابور الخامس.
    عاد ليلة الجمعة الرئيس تبون بعد أزيد من شهر على الغياب. كان الجزائريون ينتظرون أن يروا رئيسهم يمشي كباقي الناس بعد أن تم  تثبيت الأصابع الاصطناعية التي أنتجت خصيصا له في زيورخ فإذا بهم يروا رئيسا إما واقفا أو في وضعية جلوس وكأن لا حق للجزائريين في رؤيته يتحرك! لكن الغريب هو أن رئيسا منتخبا يمثل السلطة الأولى في البلاد ويتحمل مسؤولية وزير الدفاع يقول لرئيس أركانه شنقريحة “تحياتي مون جنرال” كأنه شاوش عندو، إنها لقطة تلخص كل شيء.
    عندما يعود الرئيس إلى مكتبه في قصر المرادية سيكتشف أنه لا يحكم حتى في الشارع المحادي لقصره وأن شرف حرسه الرئاسي مرغه في التراب ليلة الخميس الماضي وزيره في الصناعة بعد أن تجرأ حرس الرئيس على مراقبة شابتين من حسناوات الجزائر العاصمة مدعوتين لقضاء ليلة حمراء في بيت الوزير فرحات أيت علي وأصر سعادة الوزير أن يعود وهو في “كامل وعيه” مصحوبا بخليلتيه وفي عز الليل خارقا حظر التجول بحثا عن علبة ليلية في المربع الرئاسي لأنه مدلل الجنرالات الذين يحكمون فعليا الجزائر.
    منذ الإطاحة بالجنرال بوزيت من المخابرات الجزائرية وتحميله مسؤولية الانتكاسات التي منيت بها الجزائر على المستوى الإقليمي والقاري، تذكر شنقريحة أن بوزيت فاتحه يوما حول تحسين العلاقات مع المغرب فإتهمه أنه موالي “للمراركة” ليبرر المناداة على الجنرال نور الدين مقري الملقب “بمحفوظ بوليزاريو” رجل الجنرال توفيق.
    حدد “محفوظ بوليزاريو” منذ مجيئه سقفا واحدا للبوليزاريو. يجب عليكم أسر جندي مغربي أو أكثر حتى نقدمهم للإعلام لإقناع الرأي العام أن الحرب مشتعلة في الصحراء لوقف تدفق الاستثمارات الغربية في الجنوب المغربي قبل تخليد ذكرى خلق البوليزاريو.
    البوليزاريو الذين يعانون من عدم قدرة حصيصهم الذي لا يتجاوز 3000 جندي على خوض معارك حقيقية ضد القوات المغربية المرابضة في الجنوب لم يجدوا غير الترويج لهجوم وهمي على الوارڭزيز وغنم رشاشين وشارة عسكرية من النوع الذي يصنع في الشينوا.
    مبروك على الجنرال “محفوظ بوليزاريو” غنيمته بعد استعراض لعواشر في ڭرڭارات، الحرب الوحيدة التي يتقنها عسكر شنقريحة اليوم هي الحرب الكلامية في الإعلام الجزائري الذي تحولت بموجبها وكالة الأنباء الجزائرية إلى وكالة أنباء تصدر قصاصات كاذبة عن المغرب أكثر مما تكتب عن الجزائر.
    محفوظ البوليزاريو كان يتصور أنه بمجرد توليه المخابرات الخارجية الجزائرية باعتباره “الخبير” بالملف المغربي حتى منيت الجزائر بهزيمة مدوية إلى جانب جنوب إفريقيا في الاتحاد الإفريقي ليضيفها محفوظ إلى نجاح المغرب في تحقيق المصالحة الليبية وفي تدبير جائحة كورونا خصوصا حملة التلقيح الرائدة إفريقيا والاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على كامل أقاليمه الجنوبية، ولكن محفوظ البوليزاريو نسي أن يقول للأحزاب الموالية للعسكر في البرلمان الجزائري أن الرئيس الأمريكي اسمه جو بايدن وليس جون بايدن كما سمته المجموعات البرلمانية الجزائرية في وثيقة رسمية سلمت لسفارة أمريكا بالجزائر.
    إفلاس نظام العسكر الذي انتهت صلاحيته لن يعوض تقلص العجز في مشروعيته عند الشعب الجزائري من خلال الاستمرار في استهداف المغرب الذي حافظ على استقلال قراره الوطني منذ خمسة قرون، فلن يركعه لا عسكر شنقريحة ولا طابورهم الخامس ولا السادس ولا السابع.
    إن مغرب اليوم صانع الانتصارات سيبقى عصيا على الجميع، وللطابور الخامس والذين يظنون أنفسهم يتمتعون بحماية أجنبية أن يفهموا بأن الواقع هو ما تعيشونه اليوم تحت سيادة القانون. لستم ولن تكونوا يوما فوق القانون الذي سنته مؤسسات البلد لأنه لا يمكن لأي مغربي كان مسؤولا أو غير مسؤول أن يقبل يوما من شفيق عمراني أو غيره أن ينعت ملك المغرب بالبرهوش في تسجيل بثه يوم 20 أبريل 2020 بدون أن تطاله عدالة المغرب. الأمر لا علاقة له بحرية الرأي أو التعبير بل هو تطاول على رمز سيادة هذه الأمة والمطلوب أن يعاقب بما تنص عليه قوانين المغرب في حدها الأقصى دفاعا عن شرف هذه الأرض وكرامة أهلها.
    وإلى بوح آخر نتمنى ألا تنزل قبل نشره دبابات شنقريحة لتواجه شعب الجزاير الذي يتطلع إلى الحرية.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    الكابرانات تسطاو: وضع خريطة إفريقيا بأقمصة الأندية الجزائرية لمنافسة المغرب