انتصار تاريخي للمغرب

انتصار تاريخي للمغرب

A- A+
  • يعتبر القرار الأمريكي القاضي بالاعتراف بسيادة المغرب على أقاليمنا الصحراوية، بكل المقاييس قرارا تاريخيا غير مسبوق، منذ 1975 بعد حدث المسيرة الخضراء واسترجاع المغرب لأقاليمه الصحراوية، بتحريض من الجزائر وليبيا، تم دعم شبان مغاربة مغرر بهم وجهوا بنادقهم نحو وطنهم الأم، قدم المغاربة شهداء على أرض المعركة، وعام 1989 أطلق الملك الراحل نداءه الشهير «إن الوطن غفور رحيم»، وكان يمكن أن ينتهي الأمر هنا.. فالمغرب في صحرائه والصحراء في مغربها وكفى المؤمنين شر القتال، لكن قُدر للمغرب بسبب جار السوء الجزائري والطغمة العسكرية الحاكمة فيه ضدا على الإرادة الحرة للشعب الجزائري، أن يدخل الملف أروقة الأمم المتحدة ودهاليز مصالح الدول الكبرى المتأثرة بأجواء الحرب الباردة يومها وأصبح النزاع المفتعل صراعا بين أطراف، في الواجهة: المغرب وبوليساريو، وفي الخلفية الحقيقية: المغرب والجزائر بعدما سحب القذافي دعمه غداة اتفاقية الاتحاد الإفريقي.
    أن تعترف دولة بحجم الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على صحرائه هو نصر كبير ومشرف وراءه ذكاء الملك محمد السادس، إن أسطوانة بوليساريو وراعيها حكام العسكر الجزائري تعرضت للوأد التام، بترديدها أن لا دولة اعترفت بسيادة المغرب على الصحراء، يصح اليوم مع الإقرار الأمريكي قولا وفعلا بمغربية الصحراء، أن لا دولة عظمى تعترف بجمهورية الوهم وأكثر من 80 بالمائة من دول العالم تدعم المغرب، وأن لا أحد عارض مقترح الحكم الذاتي، وأن بوليساريو مع استمرارها في خدمة الأجندة الجزائرية وجدت نفسها في مزبلة التاريخ.
    يمكن القول، يوم اعترفت أمريكا بالوحدة الترابية للمملكة وقدم سفيرها بالمغرب خريطة لمغرب يمتد من طنجة إلى الكويرة، انتهت الحرب الباردة وانتهى شيء اسمه نزاع الصحراء خارج المقترح المغربي للحكم الذاتي الحل الوحيد العقلاني والجاد  في ظل السيادة المغربية.. ولتشرب الجزائر ماء بحر المتوسط أما المحيط الأطلسي فلن تصل إليه حتى ولو حولت كل ميزانيتها العامة نحو التسلح ما دامت قطرة دم واحدة موجودة في عرق آخر مغربي في مدشر أو رأس جبل أو حتى في الدروب المهمشة والمنسية.
    أما الذين يتحدثون عن بيع القضية الفلسطينية في مقابل الصحراء الذين يتماهون مع بوليساريو والإعلام الجزائري، فيجب أن يضعوا في الحسبان ماذا قدم المغرب للقدس وعموم فلسطين وما قدمته الجزائر وباقي من يرفعون أصواتهم جهرا بالممانعة ومحور الرفض، ويمدون سرا أنابيب الغاز نحو إسرائيل ويلتقون قادتها ورموز أجهزتها الاستخباراتية، فخصهم يشلوا فمهم سبع مرات بالملحة الحية، ليتحدثوا عن مقايضة وبيع المغرب للقدس، أي جزء من فلسطين حررته البيانات النارية والصفقات السرية؟ أي دعم مادي قدمه جنرالات الجزائر للقضية الفلسطينية؟ ألم تكن فلسطين أولى بالملايير من الدولارات التي صرفوها على قضية مصطنعة ضد إخوتهم المغاربة؟ لو وجهت هذه الأموال الطائلة إلى ساكنة تندوف 
    – ولو أن الشعب الجزائري أولى بخيراته- عبر استثمارات اقتصادية كبرى ألم يكن ممكنا أن تتحول مخيمات الرابوني إلى هونغ كونغ شمال إفريقيا؟ انظروا إلى مدينتي العيون والداخلة كيف تحولتا من حيث تطور العمران والساكنة ومستوى العيش والرفاه وقارنوها بالواقع المزري لأبنائنا المحتجزين الذي يبقيهم عسكر الجزائر قسرا في مخيمات العار ليتاجروا بمآسيهم لدى المنظمات الإنسانية ليؤدوا أجور قيادة بوليساريو الكسولة المسترزقة عبر إطلاق يدها في بيع المساعدات الإنسانية في أسواق إفريقية خارج مخيمات الحمادة. 
    الآن قد ظهر الحق وزهق الباطل، وكشف القرار الأمريكي – الذي رسخ حقيقة قائمة على الأرض- أن المغرب كان على حق، وما قامت به قواته المسلحة الملكية يوم 13 نونبر الماضي، ترسخ اليوم بفعل السند الدولي، الذي توج بالاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه،
    سالات الهضرة

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    باماكو: المغرب ضيف شرف أسبوع المهندسين المساحين الخبراء في مالي