عبد الجبار الوزير..وفاة ”حارس” الكوميديا وصانع البهجة المغربية

عبد الجبار الوزير..وفاة ”حارس” الكوميديا وصانع البهجة المغربية

A- A+
  • لن يشاهده المغاربة مرة أخرى، وهو يطل على المغاربة في الشاشة الصغيرة، بجلابته المراكشية وطاقيته المميزة وطوله الفارع وبنيته الجسمانية القوية. لقد خفُت صوته القوي واختفت لكنته المراكشية التي أدخلت البهجة على ملايين المغاربة منذ أن بدأ مسيرته الفنية في خمسينيات القرن الماضي.

    لقد مات عبد الجبار الوزير. خبر ألم جميع المغاربة والشارع المراكشي خصوصا، بعدما انطفأت شمعة جديدة في تاريخ الكوميديا في المدينة الحمراء، وواحد من آخر صناع البهجة في السينما المغربية.

  • توفي عبد الجبار الوزير والتحق برفيق دربه محمد بلقاس إلى دار البقاء بعد سنوات من العطاء في المسرح والسينما والتلفزيون، وحتى في عالم الإشهار عن سن يناهز 92 سنة.

    ولد صانع البهجة في مراكش سنة 1928، بدرب لڭزا قرب رياض العروس، وسط أسرة متوسطة الحال حيث كان والده يعمل اسكافيا قبل أن يتحول إلى تربية الماشية والجزارة.

    قضى سنوات طفولته بين الأحياء الشعبية للمدينة القديمة في مراكش، وبدأ في تعلم العديد من الحرف التقليدية وتميز فيها، كصناعة الجلد والخشب. قبل أن يلج عالم كرة القدم عندما كان في الخامسة عشر من عمره، ويلتحق بعد ذلك سنة 1948 بفريق الكوكب المراكشي في نفس سنة تأسيسه، حيث لعب حارسا لمرمى فريق الفتيان، وكان هذا الجانب الرياضي في الراحل الذي كان يتمتع بطول فارع وبنية جسمانية قوية.

    سجن عبد الجبار الوزير لفترة من الوقت بسبب مواقفه الوطنية بعد نفي الملك محمد الخامس أيام الحماية الفرنسية، وفي سجن لعلو بالرباط تعلم قواعد القراءة والكتابة من مقاومين مغاربة كانوا معتقلين معه في نفس الزنزانة، وبعدها التحق بصفوف القوات المساعدة لأربع سنوات قبل أن يقرر التفرغ نهائيا للتمثيل والفن، متشبعا بما رآه وسمعه من حلقات جامع الفناء الشهير وفن الحلقة.

    كانت بدايات الوزير مع فرقة الأطلس الشعبي، لمولاي عبد الواحد حسنين، وهي المدرسة الفنية التي تخرج منها عدد كبير من الممثلين. وكان أول عمل مسرحي يؤديه هو مسرحية “الفاطمي والضاوية” (سنة 1951)، رفقة الفنان الراحل محمد بلقاس، التي عرضت عشرات المرات في مختلف مناطق المغرب، ومن بين من عرضت أمامهم جلالة المغفور له الملك محمد الخامس بفضاء قصر الباهية بمراكش سنة 1957.

    ونجح لوزير كثنائي كوميدي مع الفنان الراحل محمد بلقاس، كما قدم عددا من المسرحيات والمسلسلات والأفلام الناجحة، من بينها مسرحية “الحراز” (1968)، وفيلم “حلاق درب الفقراء” (1982)، والسلسلة الكوميدية “دار الورثة” (2010)، وفيلم “ولد مو” (2009) وغيرها.

    كانت له أياد بيضاء على العديد من الفنانين المراكشيين، واكتشف العديد منهم، كعبد الله توكونا أو عبد الله فركوس، الذي كان للوزير الفضل في اكتشافه وتقديمه للجمهور المراكشي، وكان أول من آمن بموهبته الكوميدية.

    في آخر سنوات عمره، أصيب الراحل بمضاعفات مرض السكري، لكنه لم يفقد روحه المعنوية العالية، وروح الدعابة والنكتة المراكشية، رغم تنكر الوسط الفني له لا سيما من كان يعتبرهم كأبنائه وله الفضل في إدخالهم الوسط الفني.

    شارك الفقيد في العديد من الأعمال الإشهارية رفقة الفنان الراحل محمد بلقاس، وكان من الرعيل الأول الذي دخل عالم الإشهار في وصلات إشهارية لا يزال المغاربة يتذكرونها إلى الآن ويشاركون مقاطع الفيديو الخاص بها في وسائل التواصل الاجتماعي، كما الأفلام والمسلسلات والمسرحيات والأفلام التلفزيونية، أعمال دخلت تاريخ المغرب الفني كما دخل صانع البهجة عبد الجبار الوزير الفرح والبسمة على ملايين المغاربة.

     

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي