واقعة بوعشرين في القناة الألمانية DW وصحافي مصري في فضيحة جنسية ورطت القناة

واقعة بوعشرين في القناة الألمانية DW وصحافي مصري في فضيحة جنسية ورطت القناة

A- A+
  • بعدما عبرت أكاديمية “دويتشه فيله DW” الألمانية عن قلقها من الاتهامات الموجهة لأحد صحافييها المصري “هشام علام” باغتصاب عدد من الصحافيات السوريات والمصريات، وهي القناة التي قامت باستعراض عضلاتها وأطلقت العنان لأقلامها وألسنتها بالتبجح في الحديث حول حقوق الإنسان وحرية التعبير والرأي، واتهامها للسلطات المغربية بفبركة ملفي الصحافيين سليمان الريسوني وعمر الراضي، المعتقلين على خلفية قضايا اغتصاب، حيث تعيش القناة الألمانية المذكورة منذ 17 غشت 2020، على وقع انفجار فضائح جنسية واغتصاب وتحرش جنسي تعرضت له العديد من الصحافيات من طرف الصحافي المصري هشام علام، المتخصص في صحافة الاستقصاء والذي يشتغل بنفس القناة.

    وتأتي هذه الخطوة بعدما تبين وجود مراسلات عبر التطبيق الفوري “واتساب” بين “المجرم” وإحدى ضحاياه، وهي “القناة” التي كانت قد وجهت سيلا من الانتقادات عبر تقارير نشرتها حول قضية كل من “توفيق بوعشرين والريسوني والراضي”، بالرغم من توفر الأدلة الدامغة بارتكاب هؤلاء لجرائمهم التي يعاقب عليها القانون والتي تؤكد أن الأمر لا علاقة له بحرية الرأي والتعبير، حيث يوجد أكثر من 60 شريط فيديو يوثق تلبس بوعشرين بالتهم التي وجهتها النيابة العامة في حقه، وفي قضية سليمان الريسوني قام أحد أصدقائه بتسجيله، ناهيك عن حالة عمر الراضي الذي أقر بعظمة لسانه ارتكابه للجريمة واعترف بأنه مارس الجنس رضائيا على ضحيته بمعية صديقه الذي كان شاهدا على الواقعة وكان ينتظر دوره للإقدام على الفعلة الشنيعة في حق الصحافية (ح.ط).

  • وقامت العديد من الصحافيات السوريات والمصريات المشتغلات بذات القناة، بنشر تدوينات وتغريدات يحكين من خلالها تعرضهن للتحرش والابتزاز والاغتصاب الجنسي من طرف الصحافي المصري، وأكدن أنهن اتخذن هذه الخطوة بعدما حاولت القناة الألمانية جاهدة التستر على القضية وتجاهل الشكاوى التي تقدمن بها إليها، و الضرر النفسي والجسدي الذي لحق بهن ولم تنصفهن، ورفضت بالمقابل معاقبة الجاني.

    ويبدو أن القناة المذكورة التي شحذت أقلامها المتحذلقة وأعطت لنفسها فرصة إعطاء الدروس، تنهج سياسة الكيل بمكيالين ونسيت أن بابها من زجاج، واتضح للمغاربة وللعالم أن القناة الألمانية، من خلال نشرها لتقرير حول بوعشرين والريسوني والراضي ، لم تهدف إلا إلى ترويج صورة سيئة عن المغرب من خلال ادعاء غياب حرية التعبير واستهداف الصحافيين، حيث كشفت” AKADEMIE MIDDLE EAST DW” (أكاديمية تعليم القناة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا)، في بيان نشرته عبر موقع “تويتر”، أنها “تتابع بقلق بالغ الاتهامات بسلوك غير لائق مشتبه به حدث في محيط شبكة خريجيها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.

    وبالمقابل فإن بيان القناة المذكورة والذي تغاضى عن صلب الموضوع، أي تورط عامل بالقناة بعدة فضائح تهم الاغتصاب والتحرش الجنسي، ومحاولة جعلها قضية عرضية وكأن الاغتصاب جرم لا يعاقب عليه القانون، لاقى مجموعة من ردود الأفعال السلبية لعدم إقراره بتورط الصحافي المصري، وعدم اتخاذه قرار فصله عن العمل، حيت عبر المعلقون على البيان عن سخطهم وعدم رضاهم من ردة فعل الأكاديمية. أكثر من هذا فتهاون قناة “دويتشه فيله DW” في اتخاذ موقف صارم في هذه الفضيحة، فتح باب التساؤل حول قضايا سابقة تم التكتم عليها ولم تأخذ نفس الزخم الإعلامي، حتى أن صحافيا من داخل القناة اعتبر أن المؤسسة تحولت لوكر لانتهاك حقوق النساء وإجبارهن على السخرة الجنسية.

    واستنكرت المدونة “أميرة المصري” بيان القناة الألمانية واعتبرته كلاماً غير مسؤول، متسائلة في نفس الوقت عن أي إجراءات فعلية اتخذت في حق المغتصب، فيما اعتبره المدون “يزان بدران” بالبيان المخجل وغير

    المقنع، متسائلا لماذا القناة لم توقف هشام علام عن العمل؟.

    وتجاوزت الحملة ضد الصحافي المصري علام وقضايا التحرش بالصحفيات مرحلة النشر الإلكتروني عبر المدونات ومواقع التواصل الاجتماعي لقضيتهم، بل تحولت إلى قضية رأي عام في كل من مصر وسوريا، كما انطلقت حملة جمع توقيعات، تجاوزت 300 توقيع من صحافيات مصريات عضوات بنقابة الصحافيين، لرفع مذكرة إلى النقابة من أجل إنصاف المتضررات.

    ونظمت عدد من الصحافيات المصريات حملة ضد التحرش، وأصدرن استمارة للتوقيع عليها ضد التحرش، تحت مسمى “صحافيات مصريات”، وحددن 5 مطالب رئيسية:

    -1 فتح تحقيق داخل جميع المؤسسات الصحفية والجامعات التي عمل/ أو يعمل بها هشام علام، بما فيها نقابة الصحافيين، واتخاذ إجراء عقابي يتم الإعلان عنه للرأي العام.

    -2 تشكيل لجنة مستقلة ومستدامة للمرأة داخل نقابة الصحافيين، تضم صحافيات عضوات بالجمعية العمومية للنقابة ومحاميات متخصصات في قضايا المرأة من خارج النقابة، للتحقيق في القضية المطروحة حاليا وأي وقائع مماثلة مستقبلا.

    -3 توقف نقابة الصحافيين فورا عن تنظيم تدريبات يقوم بها هشام علام، لحين التحقيق في وقائع الاعتداءات الجنسية المنسوبة ضده.

    -4 إقرار نقابة الصحافيين سياسة لمكافحة التحرش والعنف الجنسي ضد الصحافيات سواء من عضوات النقابة أو العاملات في المجال من غير النقابيات.

    -5 دعوة جميع الصحافيات ممن تعرضن لهذه الجرائم إلى نشر شهادات ضد الجناة وتقديم بلاغات إلى جهات التحقيق القضائية.

    وفي الوقت الذي تتستر فيه قناة “دويتشه فيله DW” على المغتصب، وترفض اتخاذ أي إجراء جزري في حقه، سارعت العديد من المؤسسات الدولية إلى تعليق تعاملها مع هشام علام. حيث حذف الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين، الحساب التعريفي لعلام من قائمة أعضائه، كما قامت مؤسسة أريج الأردنية للصحافة الاستقصائية بحذف صفحة علام من على موقعها، وأصدرت بيانا للوقوف إلى جانب ضحايا التحرش وإدانتها لهذا الفعل البغيض. من جانبه، أعلن موقع “درج” اللبناني للصحافة الاستقصائية عن تعليق التعامل مع الصحافي المصري بعد فضيحته.

    ويضع رفض أكاديمية DW الاعتراف بحق إنصاف الصحافيات ضحايا هشام علام، وهو ما يتعارض مع كل القوانين والمبادئ الحقوقية المتبعة في هذا المجال فوق التراب الألماني، والذي طالما ادعت الدفاع عنه من خلال التقارير التي انجزتها حول المغرب، أكثر من سؤال حول تحول قناة DW إلى وكر للاغتصاب والرذيلة؟ وهو التساؤل الذي يبقى مشروعا في وقت يظهر فيه جليا أن القناة تتجاهل المغتصبين العاملين بها، في حين تستغل نفس القضايا من أجل ابتزاز دول أخرى، بدون وجه حق وإثبات، مثل المغرب، كما تبقى مجموعة من الأسئلة الأخرى المطروحة، حول “كيف كان سيكون رد فعل السلطات الألمانية لو كان سليمان الريسوني أو عمر الراضي قام باغتصاب فتاة ألمانية في المغرب؟ هل سينظرون له كملف مفبرك أم لا؟ وما السر في هذا السلوك الذي تتبعه هذه القناة وسياستها الداعية إلى نشر ثقافة الاغتصاب والتحرش الجنسي في دول أخرى؟.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي