بوح استثنائي: فضائح “صبية خورخي” فتيحة أعرور: بقية الحكاية

بوح استثنائي: فضائح “صبية خورخي” فتيحة أعرور: بقية الحكاية

A- A+
  • شوف تيفي : أبو وائل الريفي

    صبية خورخي فتيحة أعرور بنت لفقيه الزموري من قبائل زمور استعملت خارج التاريخ أغنية خربوشة عن القايد عيسى بن عمر العبدي، لكنها وقفت عند ويل للمصلين لأنها ربما لا تعرف بقية الحكاية التي يحكيها لها اليوم أبو وائل من تاريخ المغرب المنسي الذي لم يعلمه لها المعطي منجب، الفرنساوي، الذي لن ينفض اليوم الغبار عن التاريخ الذي يدين أسياده في الضفة الأخرى، و أول ما أبدأ به هو تتمة مقطع أغنية خربوشة ” يْقْتَلْنِي (تقصد القايد عيسى بن عمر) ولا يخليني مندوزش بلادي، أنا زايدية”.

    إنها بقية المقطع يا صبية خورخي، و المناسبة كانت عندما جهز القايد عيسى بن عمر الحَرْكَة التاسعة عشرة أيام مولاي الحسن الأول التي كانت مكونة من 2000 فارس من قبائل عبدة و قبائل الشياظمة و قبائل ٱحمر بما في ذلك فرسان قبيلة زايد (للدفاع عن عرش الحسن الأول لإعادة توحيد البلاد) و هي قبيلة حادة الزَّايْدِيَّة المعروفة بِخَرْبُوشَة (لأنها تحمل في وجهها ثقوبا من آثار الجدري) و زروالة (لأنه لها عيون زرقاء) و لْكْرَيْدَة (لأن شعرها كان أَكْرَثْ بمعنى حْرَشْ) و الأهم في المقطع هو “ما ندوزش بلادي، أنا زايدية” و هو ليس حال “فتيحة أعرور” صبية خورخي الآتية من قبائل زمور الأمازيغية و التي يظهر أنها تؤمن بالظهير البربري و لا تعرف أن القايد عيسى بن عمر كان وزير خارجية المغرب و وزيرا للعدلية و الأوقاف أيام مولاي عبد العزيز، و رغم أن ابنه الهاشمي كان سفيرا للمغرب بباريس أيام مولاي عبد العزيز فقد قدم القايد عيسى بن عمر استقالته بعد أن وقع المولى عبد العزيز على معاهدة الحماية و بايع مولاي احفيظ و أعلن العصيان على فرنسا و سجن مرتين إلى أن استدعاه الجنرال ليوطي و سجنه لمدة عشر سنوات في سلا حيث مات و في عنقه بيعة مولاي احفيظ قبل أن ينقل رفاته و يدفن إلى جانب البوهالي ولي الله سيدي محمد بن الشتوكي تحت الكرمة التي عشقها في قصبة سي عيسى بن عمر الثمري العبدي الموجودة على بعد 23 كيلومتر في إتجاه سيدي بنور.

  • فهذا تاريخ لن يكتبه المعطي منجب
    و من صدف التاريخ أن القايد عيسى بن عمر يوم تلقى الأمر من مولاي الحسن الأول عن طريق الصدر الأعظم باحماد بالهجوم على “الخونة ” في آسفي حيث حاصرهم في مستودع التاجر الإسباني “خورخي” في شارع الرباط بآسفي و قتل منهم 188 في 1895، سنة قبل وفاة الحسن الأول، لم يكن يعرف أن خورخي التاجر الإسباني الذي رعى و احتضن التمرد سيكون له حفيد بالرباط العاصمة و ليس الشارع، و سيكون هذا الجاسوس الإسباني هو متيم فتيحة أعرور الزمورية بنت لفقيه محمد بن عمر التي مرغت شرف بلدة تيداس الزمورية في الوحل.

    أظنك يا صبية خورخي لازلت تتذكرين بعد الليلة الأولى مع خورخي كم كنت سعيدة و أنت تتحدثين كيف أَبْلَيْتِ البلاء الحسن على الفراش و كنت تحلمين أن بعد هذه الليلة الحمراء التي كنت فيها بطلة استثنائية في الإمتاع و المؤانسة، أن خورخي الذي تصيدك في خمارة من خمارات الرباط، لن ينساك أبدا و أنه سيظل أسير إمتاعك و قدرتك الإستثنائية على تفجير طاقته على الفعل، غير أنه نساك كما نسي كل العاهرات من قبلك و من بعدك.

    ألم يقل أبو وائل إن عاهرة تبيع جسدها من أجل إطعام أهلها أشرف من أشرف حقوقي هذا البلد و مناضليه، لأنها تبيع جسدها من أجل الحاجة و من أجل البقاء، لكنها لم تخن المغرب.

    القايد سي عيسى بن عمر وزير خارجية المغرب وزير العدلية و الشكايات و وزير الأوقاف سجن حتى الموت من طرف الجنرال الليوطي، مات بشرف و تمرد على مولاي عبد العزيز و على الحماية رغم أن إبنه الهاشمي بن سي عيسى بن عمر العبدي كان سفيرا لمولاي عبد العزيز في باريس.

    عندما تموت و أنت ترفض الحماية و ترفض أن تتبع طريق التهامي الڭلاوي و يتم تتريكك و مصادرة قصريك في فاس و مراكش، فيجب أن تكون سي عيسى الذي قتل التاجر الإسباني خورخي في شارع الرباط بآسفي، أن تكون ابن المغرب و تموت في أغلالك على أن تقبل تمهيد الطريق للظهير البربري ليسقط فيه بعد الإستقلال بعض الذين يَدَّعون انتماءهم للأمازيغ، مولاي ٱمحند بن عبد الكريم الخطابي رفض الإستعمار الإسباني و أدخل بني ورياغل إلى التاريخ، موحا أوحمو الزياني لَبَّى في 1915 نداء قبائل الشاوية (و هم عَرَبْ عَارِبَة و مُسْتَعْرِبَة) و خرج لنصرتهم إلى أن حاصره الإحتلال في معركة “لهري” بخنيفرة سنة 1921 حيث قتل و دفن بِتَمَلَّاكْتْ دوار أيت بُوحَمَّاد بِأَڭْلْمَامْ أَزِڭْزَا على بعد أربعين كيلومتر من مركز مدينة خنيفرة ، دفن إلى جانب صغيرته ” فَطِّيمَة تيحيحيت” التي كان عمرها آنذك ستة سنوات لأنها ولدت في 1915، أتعرفون من تكون ” فَطِّيمَة تيحيحيت”؟ إنها أخت جد للا لطيفة أمحزون أم الملك محمد السادس، أين كان الإعلان العالمي لحقوق الإنسان آنذك؟ أين كان إعلان باريس؟ أين كان كل زابور الحريات و الحقوق و الحق في الحياة؟ هل كان مُحَنَّطًا في متحف بأرض الأنوار؟ لأن يومها كانت الكلمة لجنرالات فرنسا كالجنرال ڭيوم و الجنرال بورنازيل و الجنرال ليوطي الذين دمروا و أحرقوا القرى و المداشر، و قتلوا النساء و الرجال و الأطفال من أجل إعلان سيطرة فرنسا على “أرض إِيمَازِيغَنْ أي الأحرار”.

    الحق الوحيد الذي يدافعون عنه اليوم هو الحق في تبياعت و لهذا تجد كل منابرهم معبأة للدفاع عن الجاسوس الصغير و عن وكر الجواسيس في “ڭرين تاون” حيث تتبرع زوجة البارون في فيلا فخمة في البالموري من المال المثير للسؤال، فمن أين لكم كل هذا يا أصحاب الوكر؟ الشهيد موحى أوحمو الزياني جد محمد السادس من جهة أمه الأمازيغية للا لطيفة أمحزون بنت علي أمحزون إبن الباشا حسن أمحزون أحد الأبناء ال 19 للبطل الأمازيغي الكوماندانتي موحا أوحمو الزياني، الذي هب لنصرة قبائل الشاوية و استجاب لنداء النصرة الذي أطلقه الباشا برشيد باسم قبائل أولاد حريز و القايد أحمد بن الجيلالي عن قبائل “بني مسكين” و القايد ملوك عن قبائل “أولاد سعيد” و القايد محمد بن أحمد عن قبائل “ٱمزاب”، إنه التاريخ المنسي يا صبية خورخي الإسباني، فلا يستغرب أبو وائل اليوم أن تجرف جرافات مجلس مدينة الدار البيضاء رفاة ٱحماد احنصال و موحا أو سميحة و تجرف معها رفاة العامرية، صغيرة القايد احمد بن الجيلالي رفيق موحا أوحمو الزياني التي كانت مدفونة إلى جانب كل الذين طمس وجودهم الرمزي حفدة ڭيوم و ليوطي و بورنازيل الذين يعيشون حياتهم المخملية اليوم في باريس.

    إنه تاريخنا و جدارنا الأول و الأخير الذي سندافع عنه حتى الرمق الأخير، سندافع عن هوائه في مواجهة صِبْيَة الإستعمار الجديد و القديم و حتى القادم الذين لا يتذكرون حقوق الإنسان إلا عندما يوجعهم الآتون من المغرب العميق و المنسي الذين لا يؤمنون إلا بهذا الجدار الذي يستعصي على التطويع.

    الأمازيغية المزيفة فتيحة أعرور صبية خورخي لم تجد في تراثنا الأمازيغي إلا زواج الفاتحة، الموروث المشترك بين المغاربة جميعا عرب و أمازيغ مسلمين و يهود، أرادت أن تطوعه لشرعنة العلاقات خارج “مؤسسة الزواج” و تُفْهِمَنَا أن الأمازيغ شَرَّعُوا الحرية الجنسية لكي تغطي على قحبها مع “خورخي” و خيانتها للمغرب.

    أبو وائل كأبو وائل يؤمن في مغرب اليوم بالحريات الشخصية، لكن لا يُقَعِّدُهَا بتزوير تاريخ الأمازيغ و تلويث شرف القبائل الأمازيغية، و إذا كان ما تقوله صبية خورخي صحيحا فأبو وائل مستعد لإستضافة أبيها في قناة “شوف تيفي”، أليس أبوك الفقيه محمد بن عمر حامل لكتاب الله و هو من قبائل زمور الأمازيغية و نسأله حينها عن اجتهاد ابنته “صبية خورخي الإسباني” حول إِزْرَفْ إِزَمُورْنْ المفترى عليه و عندها نسمع الجواب مباشرة من “تيداس” إلى “المولان روج”، و نرى آنذاك إذا كان كلامها صحيحا أو أن الأمر لم يكن إلا تدوينة تحت تأثير داكشي، و بمناسبة داكشي فأضنك لم تمح بعد من ذاكرتك “ليالي الأنس” في مركز ابن رشد، و هي فضائح لن يمحها التاريخ، إنها أكبر فضائح المعطي، الإختلاس و التبييض هي من الجرائم المادية أما تعليق يافطة تحمل اسم مركز ابن رشد و إقامة “هارونيات المعطي” في قلب المركز الذي يحمل اسم عالم/هرم من حجم الفقيه أبو الوليد محمد ابن رشد فهو جريمة ضد الرأسمال المعنوي لكل الأكاديميين في المغرب و الخارج.

    أتذكرين يا فتيحة أيام البوح عندما كنت تتحدثين عن استباحة جسدك من طرف المعطي و كيف كان يحرص على أن تُكْثِري من استهلاك المشروبات الروحية حتى تتعطل حركية الأطراف، لكي يمارس من تعطلت فحولته جزئيا بفعل مرض السكري و يسرق لحظات استمتاع على جسد “عندو موطور نحيلة” لكن عَطَّلَتْهُ روحانيات المعطي.

    لقد أصر أبو وائل على أن تكون الصورة المرفقة بالمقال اليوم مكونة من صور لتدوينة فتيحة أعرور الزمورية و هي تحصل بعد يوم كامل من الإصدار تعليقا واحدا و 22 إعجاب و 7 “بارطاج” و إلى جانبها صورة الكوماندانتي موحا أوحمو الزياني و إلى جانبه صورة القايد سي عيسى بن عمر و للتاريخ صورة قبر فْطِّيمة تيحيحيت بنت موحا أوحمو الزياني الطفلة التي وصلها حقها من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان مغلفا برصاصة لم ينتبه الليوطي و ڭيوم و بورنازيل أنها صادرت حقها في الحياة.

    نسيت في المقال السابق الإشارة إلى المهنة السابقة لأحد الموقعين على المانيفستو الذي تسلل إلى المهنة بعدما كان “كسال” في أڭادير و تدخل له أعيان المدينة بعدما قضى فترة الحراسة النظرية لكي يخلى سبيله في قضية فيها الإخلال بواجب الإحترام للملك، و تذكر معها أبو وائل و هو يفترش الأرض لمدة 45 يوما بلا غطاء في ضيافة مندوبية بن هاشم بسجن عكاشة، و كيف رفضت المندوبية يومها أن تمكنه من الغطاء و الفَرْشِ الذي جلبته أم وائل.

    لكنها ذكريات تُصْلِبُ هِمَّة الرجال لأنها لا تساوي شيئا أمام تضحيات النساء و الرجال الذين يكتب عنهم اليوم أبو وائل و يقف إجلالا أمام أرواحهم الطاهرة التي يستمد منها إصراره على البوح و الفضح إلى ما لا نهاية.
    و إلى بوح آخر

  • المصدر: أبو وائل الريفي
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    البرلمان: صراع داخل الفرق بسبب صرف الميزانية دون إخبار البرلمانيين