الإعلام الغربي في مواجهة حالة الطوارئ الصحية بالمغرب

الإعلام الغربي في مواجهة حالة الطوارئ الصحية بالمغرب

A- A+
  • في إطار برنامجها “بي بي سي ترندينغ”، قامت القناة التلفزية البريطانية “BBC”، الناطقة بالعربية، بنشر شريط فيديو تقارن فيه بين معاملة مصالح الأمن في المغرب وكل من إسبانيا والعربية السعودية، مع المواطنين خلال حالة الطوارئ الصحية.

  • أقل ما يمكن أن نصف به هذا الفيديو، هو محاباته للواقع والأخذ بالجانب الفارغ من الكأس، حيث يبين أحد رجال السلطة المغربية وهو يصفع مواطنا بمنطقة عين حرودة لمخالفته للقانون الجاري به العمل في هذه الظروف الوبائية التي فتكت بآلاف الأرواح عبر العالم. في الجانب الآخر، بينت القناة أن معاملة السلطات الأمنية في كل من إسبانيا والعربية السعودية تتميز بنوع من الإنسانية.

    الأكيد أن القناة لم تأخذ عناء البحث عن عشرات الفيديوهات التي توثق لمعاملة السلطات المغربية بطرق أكثر من حضارية وكيف تلتمس، بل تترجى المواطنات والمواطنين بالامتثال للإجراءات القانونية التي فرضتها الدولة لتفادي الوقوع في كوارث إنسانية، كما يحدث في عدد من أكبر الدول المتقدمة.

    كمغاربة، نحن لا نؤيد البتة مثل هذه التصرفات الطائشة لبعض رجال السلطة، دون نسيان ذكر أن هذه الأحداث قليلة جدا، إن لم نقل إنها لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، لكن لا يمكن أن نعممها على باقي رجال الأمن الذين أبانوا عن روح عالية من نكران الذات وانخراطهم اللامشروط في حماية المغاربة من فتك كوفيد 19، هذا الفيروس الذي بسط سيطرته على عدة دول.

    كما لا يمكن أن نذكر أن هذه التصرفات لا تمثل إلا الشخص الذي قام بها، ولا يمكن تعميمها على جميع المصالح الأمنية.

    في المقابل، رأينا في بعض الدول أن السلطات الأمنية تتعامل بصرامة أكبر مع المواطنين المخالفين لقوانين الحجر الصحي، بل وصل الأمر إلى استعمال “الهراوات” لجعل مخالفي القانون يمتثلون.

    لكن، في بعض الحالات أنا شخصيا مع هذه التصرفات خاصة أن هناك بعض الأشخاص الذي يعتبرون أنفسهم فوق القانون، يعني “كامونين وخاصهم الحكان” كما يقال في المثل الشعبي، ولا يمتثلون للقانون، الذي طبق في صالحهم وصالح عائلات وحفاظا على أرواحهم من الهلاك.

    كما أن أغلبية رواد مواقع التواصل الاجتماعي يؤيدون هذه الصرامة في التعامل مع مخالفي القانون، الذين لا يريدون الامتثال بحسن النية ودون الحاجة إلى إحراج.

    طبعا، لا أعتقد أن شرطيا أو رجل سلطة كيف ما كانت درجته قام بتعنيف جسدي أو لفظي لشخص يمتثل للقانون ويحمل رخصته وهو بالخارج من أجل القيام باقتناء لوازم مستعجلة.

    فلنكن مسؤولين على تصرفاتنا ولنبين عن نضجنا جميعا في مواجهة هذه الآفة الصحية التي تهدد أرواح أقرب الناس إلى قلوبنا.

    لماذا لا نصبح مثل ذلك المواطن الذي يطبق القانون بطواعية ودون حاجة إلى شرطي يفرضه عليه بطرق سلمية أو بالضرب والسب؟

    لا أعتقد أن الأمر يتطلب مجهودا كبيرا للامتثال للإجراءات الصحية التي فرضت من أجل سلامتنا وسلامة الشعب المغربي عامة. هم فقط بضعة أسابيع من الصبر والامتثال لننجو جميعا، فنحن في نفس المركب، ولنا الاختيار بين النجاة جميعا أو الغرق جميعا.

    كفانا استهتارا بهذا الفيروس ولننظر إلى ما يحدث في بقاع العالم الأربع وعدد الأموات الذي خلفته هذه الجائحة.

     

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    الشرطة القضائية بتنسيق مع الديستي توقف شقيقين يشكلان موضوع مذكرات بحث