تحديات وهبي والبام

تحديات وهبي والبام

A- A+
  • نجح عبد اللطيف وهبي في كسب معركة الأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة، الآن توجد أمام الزعيم الجديد تحديات كبرى، أولها أن يصبح المحامي وهبي قائدا لكل الباميين وليس لتيار المستقبل فقط، وأن ينجح في توحيد صفوف الحزب وربط القيادة بجهات الحزب وتنظيماته القاعدية والمواطنين في كافة أرجاء المملكة، لأن دور الحزب هو بالذات تأطير المواطنين ونقل همومهم وأصواتهم إلى صناع السياسات العمومية.. من التحديات الكبرى المطروحة على الأمين العام الجديد لحزب التراكتور، هي تخليص الحزب من عقدة الولادة المرتبطة بشبهة الدولة وترسيخ استقلالية القرار السياسي للبام، وفرز النخب المرتبطة بهموم المغاربة عن النخب الطفيلية التي ركبت جرار الأصالة والمعاصرة بحسابات نفعية وانتهازية جدا، وإعادة هيكلة القطاعات الحزبية والتنظيمات الموازية وفق قواعد توافقية جديدة لتقوية الديمقراطية وترسيخ حداثة التنظيم الحزبي، بغاية تطبيع حزب البام ومنحه نفسا جديدا مغايرا لما كان عليه الأمر في السابق.. وإنهاء حالة العدوانية المجانية اتجاه باقي مكونات المشهد الحزبي.

    الآن وقد وضعت معركة المؤتمر أوزارها ووضعت القواعد والأطر البامية ثقتها في المحامي عبد اللطيف وهبي، الذي يعتبر من الجيل الجديد للقيادات الحزبية، فليس هذا إلا نجاحا في الجهاد الأصغر، وعلى وهبي أن يتمثل أبعاد ما جاء في رسالة تهنئة الملك محمد السادس له بمناسبة انتخابه أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة، وهو التوجه نحو المجتمع، الاستقطاب والتأطير والقرب من المغاربة والإنصات إلى همومهم وقضاياهم في المدن كما في المداشر البعيدة والقرى النائية لاستعادة الثقة في العمل الحزبي والممارسة السياسة..

  • لكن أخطر مهمة وأنبلها هي اتخاذ قرارات جريئة بشكل ديمقراطي، وعبر لجان الحكامة والنزاهة، لتجميد وضعية كل المستشارين والمسؤولين الحزبيين الذين أشارت إليهم تقارير المجلس الأعلى للحسابات أو المفتشية العامة للمالية ولجان التدقيق المالي بسوء بسبب الارتشاء أو فساد الذمة المالية، أو من تروج قضايا ضدهم بشبهة الاختلاس والتزوير وتبذير الأموال العمومية، إلى أن تقول المحكمة كلمتها النهائية كي لا يمس بريء بسوء، واتخاذ قرارات الفصل والطرد اتجاه كل الأعضاء الذين أدانتهم المحكمة في كافة أطوارها بجرائم خطيرة، وذلك لتخليق حزب البام وإعطاء المثال في ترسيخ ثقافة الحكامة والنزاهة والديمقراطية التي من شأنها أن تنقل حزب الأصالة والمعاصرة إلى نموذج يضرب به المثل، ويساهم في عودة الثقة إلى العمل السياسي والمصداقية لمؤسسات الدولة..

    إن الذين انتخبوا المحامي عبد اللطيف وهبي يراهنون عليه في توحيد صفوف حزب الجرار، وأن يستحق عن جدارة المرتبة الثانية التي يوجد عليها في المؤسسات التمثيلية بالمملكة، ليصبح حزبا منفتحا ببرنامج واضح وبأطر وكفاءات عالية تجد نفسها في دواليب الحزب ومسؤولياته بدل أصحاب الشكارة ونخب الأعيان فقط، ويرون فيه “بروفايلا” للنخب الجديدة التي يتطلبها المشهد الحزبي بالمغرب مثل نبيلة منيب ونزار بركة… جرأة في الخطاب وعقلانية في التحليل، وإنهاء للشعبوية والغوغائية والتهريج التي سادت أحزابنا السياسية في مرحلة دقيقة من تاريخ المغرب، حتى يكون حزب الأصالة والمعاصرة حزبا طبيعيا ويساهم في المرحلة الجديدة التي بشر بها الخطاب الملكي في افتتاح البرلمان شهر أكتوبر الماضي..

    ونعتقد أن عبد اللطيف وهبي بما عرف عنه حتى اليوم، أهل لهذه المهام الصعبة، فهو رجل الحوار ومواقفه تتسم بالكثير من الجرأة، وسبق أن تحمل مسؤولية رئاسة الفريق البرلماني بنجاح، ولم يروج حوله ما يخدش سمعته أو ذمته المالية، وهذه كلها مؤهلات لقيامه بالواجب والمتعين اتجاه حزبه واتجاه وطنه. بالتوفيق
    وسير على الله…

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    بَركان تضع الجزائر فوق فوهة بُركان