ليلى ابنة الشعب ويا حسرة على بدلة سوداء لطخت ببياض ليلى ونقائها وصورتها البريئة

ليلى ابنة الشعب ويا حسرة على بدلة سوداء لطخت ببياض ليلى ونقائها وصورتها البريئة

A- A+
  • حرم الله الظلم على نفسه وجعله محرما بين خلقه، فما بالكم بمن يعرف القانون ومخارجه، ويحصي ثغراثه ثغرة ثغرة ليَخرج من فضيحة مدوية مثل الشعرة من العجين، ألا يتورع أنه أمام ضميره وخالقه وأمام صورته أمام الشعب الذي وكله محاميا، فكان محاميا لنفسه، يستقوي به على المستضعفين في الأرض.. أليست ليلى ابنة الشعب؟ أو ليس المحامي لسان الشعب القاطع ينصر الحق ويبطل الظلم؟ فإلى أين تلجأ ليلى بعد أن وثقت في محامي الأرض الذي ماصان شرفها وما اعترف بابنتهما التي تحمل جيناته واسمه وتاريخه..أليس ذلك ظلما ما بعده ظلم، ينصفه لا محالة محامي السماء؟

    ليلى صرخة الشعب، ليلى ابنة الشعب، هي فتاة مستضعفة تنتمي لأسرة فقيرة، ولج بيت أسرتها المتواضع جهارا نهارا محامي معروف بالدار البيضاء، ولج برجله اليمنى طالبا الحلال وعقد عليها خطبة شرعية بحضور أهلها وأقاربها وهم شهود على ذلك، وصار يتلكأ في عقد القران بحجة مشاكل إدارية، لكنه كان قوَّاما على بيته وعلى زوجته وعلى جنينها الذي في بطنها، إلى أن انقلب كل شيء فجأة.. فقد رسم المحامي رفقة زوجته المحامية سيناريو محبك للإيقاع بابنة الشعب المستضعفة، ويا حسرة على بدلة سوداء لطخت ببياض ليلى ونقائها وصورتها البريئة، حيث تم استدراجها إلى مقهى ليتم اعتقالها وايداعها السجن، لا لشيء إلا لأنها أرادت أن يعترف المحامي بابنتهما، ويعيد إليها ولمولودتها اعتبارهما أمام المجتمع الذي بات ينهش في لحمها بلاهوادة..

  • أليست ليلى ابنة الشعب، ضحية في مجتمع مغربي مليء بالتناقضات فيه الفقير والغني والمتخلف والأمي..ولكن لدينا جميعا رغبة في تكريس حرية التعبير للدفاع عن الديمقراطية وحرية التعبير، وفضح استعمال النفوذ واستغلال السلطة.

    أليست ليلى صرخة الشعب، وثقت في حبال محام يجيد حياكة الثغرات، حتى صنع منها معطفا تنكريا يلبسه كلما أراد التنكر لأصول مهنته ولوَخَزات ضميره، وكان على ليلى أن تتحمل تلك الخطيئة وتعاقب عليها لوحدها، بدعوى أنها خرجت على الأعراف والقوانين، ولأنها بنت الشعب والحلقة الأضعف فهي وحدها التي يجب أن تعاقب لأنها خرجت عن القانون، بينما يستمر المحامي في الإيقاع بليلى أخرى، ولكل ليلاه يا ليلى..!

    محامي ياحسرة يستغل علاقاته ودرايته بالقانون، ليرسم سيناريو محبوك لفتاة معدمة ويقوم برميها في السجن، لأنها بنت الشعب، ليس لديها من يدافع عنها في وجه صناع العدالة (المحامي وزوجته) للأسف الشديد، فلم جاء القانون أصلا؟ أليس لإنصاف البسطاء أمام جور الأقوياء؟ أليس القانون محايدا، ولاينظر لأشكالنا وألواننا وأنسابنا بل إلى أفعالنا؟..”واش ليلى مشات في الرجلين؟” لأنها فقيرة ومنعدمة الحيلة لا تعرف ثغرات القانون ولا حتى ما يكون القانون..بل تعرف الأصول وأن من دخل من الباب، يجب أن يكون مسؤولا عن قراراته، لذلك يؤكد كل ضمير حي في هذا الوطن، أن القانون يجب أن يكون منصفا للجميع، وتنال ليلى البراءة ويعاقب المحامي وزوجته على فعلتهما “وهكذا يكون جزاء سنمار”..بالمناسبة سنمار هذا بنى قصرا للملك النعمان وعندما انتهى من بنائه قال للملك إن في القصر ثغرة واحدة وهي “طوبة” لو أزاحها من مكانها لسقط القصر كله، ولايعلمها إلا هو، فما كان من الملك إلا أن ألقاه من أعلى القصر..فربما ثغرة تلقي بصاحبها إلى المجهول..!

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    الحكومة تعين أطرا في مناصب عليا بينهم مديرة جديدة للأنابيك