وفاة أحمد قايد صالح.. هل فقد تبون سنده ومن عبر به بأمان إلى قصر المرادية؟

وفاة أحمد قايد صالح.. هل فقد تبون سنده ومن عبر به بأمان إلى قصر المرادية؟

A- A+
  • وحده عبد المجيد تبون يعرف قيمة وأفضال الراحل الفريق أحمد قايد صالح، وهو الأكثر من الأخ الذي شد عضده، و عبر به في أمان إلى قصر المرادية في انتخابات عارضها الشارع الجزائري.

    مات قايد صالح، وحده عبد المجيد من يعرف قيمة الرجل، وهو الذي يعتبر وفاته في بيان الرئاسة بـ” الفاجعة والأليمة والقاسية” في هذا الظرف الحساس في الجزائر، حيث يُحاصر النظام داخليا باحتجاجات الحراك وخارجيا بعدم توافق مع شريكه الاستراتيجي فرنسا.

  • انتهت الانتخابات الرئاسية في الجزائر رغم المعارضة ومقاطعة فئات واسعة من المواطنين، ووصل عبد المجيد تبون إلى السلطة بعد أن كان شريكا في مرحلة سابقة من حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وفي حين امتدح رئيس سلطة الانتخابات إشرافه عليها، ووصفها بالطاهرة وسط تهكم الكثيرين.

    ولم يقدم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تهنئة للرئيس الجزائري المنتخب، بل دعاه من قصرِ الإليزيه إلى الحوارِ مع الشعب، فرد تبون: “الشعب يهمني ولا يهمني الماكرون يا ماكرون”.

    وعندما اعتذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن جرائم التعذيب الممنهجة للجيوش الفرنسية بالجزائر، تساءل الإعلام الجزائري عن مصير اعتذار فرنسا عن الاستعمار، الذي لاتكفي كلمة “استعمار” في وصفه.

    الكثير من الخبراء انتقدوا تسرّع الجزائر في شراكتها مع الاتحاد الأوروبي ومنظمة التجارة العالميّة، وحتى استعدادها لدخول منطقة التجارة الحرة الأفريقية، حيث يرى عبد المجيد تبون أن الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي لم يحقق كامل الأهداف المرجوة منه ولم يراعِ خصوصية الاقتصاد الجزائري، وهو ما تتخوف منه فرنسا.

    علاقة تبون القوية بقايد صالح، علاقة ولاء تام ومتبادل، بعض المتابعين رأوا في تبون الوجه المدني للمؤسسة العسكرية، شأنه شأن الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة المستقيل، وبعض وجوه النظام السابق بدأت تتحس رأسها خوفا من حملة جديدة قد تطالها بعدما كان قايد صالح يوفر لهم الحماية مؤقتا إلى حين، وفضل التضحية بوجوه بوتفليقية أخرى كعبد المالك سلال وأويحي وآخرين ممن يخضعون للمحاكمة حاليا، في محاولة لامتصاص غضب الشعب الجزائري، الذي تعود أسبوعيا على الاحتجاج على الجيش باعتباره من يقود المرحلة الانتقالية وهو من أوصل عبد المجيد تبون لحكم الجزائر، وقاد المرحلة الانتقالية بعد استقالة بوتفليقة.

    يحمل عبد المجيد حقدا دفينا على وجوه نظام بوتفليقة لاسيما رجال الأعمال، بعدما تسببوا في إقالته في غشت 2017 ، ولم يلبث في منصبه كرئيس للوزراء أكثر من 90 يوما، على خلفية صراع قوي وخفي مع كبار رجال الأعمال في البلاد المسيطرين على قطاعات حيوية في مفاصل الاقتصاد الجزائري.

    نوايا تبون “الانتقامية” ظهرت حينما أعلن في حملته الانتخابية عن فصل المال عن السياسة، في محاولة لتقزيم نفوذ رجال أعمال مقربين من محيط الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، ملمحا إلى إمكانية فتح ملفاتهم الخاصة بالتهرب الضريبي والمشاريع غير المنجزة.

    وتماهت هذه التصريحات مع أخرى لقائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح الراحل، قبل أسابيع، من أن “الرئيس القادم سيكون سيفا على الفساد والمفسدين”.

    فهل سينجح تبون في إعادة بناء علاقات جديدة مع فرنسا ماكرون؟ وهل سيكمل عملية الإجهاز على رموز النظام البوتفليقي السابق؟ وما تأثير ذلك على مناخ الأعمال في الجزائر، لاسيما أن الهلع يسود وسط رجال الأعمال من تبون/ سيف الراحل قايد صالح، وما كلفته الاقتصادية في بلد يعيش انكماشا اقتصاديا بسبب تراجع مداخيل الغاز الطبيعي؟ الجواب فقط تحمله سنوات ولاية تبون فقط.

     

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    شوكي: الإصلاح الضريبي الذي أقرته حكومة أخنوش مكن من تنزيل الإصلاحات الاجتماعية