التحديات لا ترفع بنخب كسولة

التحديات لا ترفع بنخب كسولة

A- A+
  • في خطابه بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية في أكتوبر الماضي، أكد الملك محمد السادس أن المرحلة الجديدة التي سبق وأن أعلن عنها في خطاب العرش قد انطلقت.. مرحلة مليئة بالتحديات والرهانات هدفها وضع المغرب على سكة الدول المتقدمة وتدارك التفاوتات الاجتماعية الصارخة، وقوامها كفاءات قادرة على ابتكار الحلول وإبداع المقترحات لتجويد الخدمات وتمكين المغاربة من الولوج لحقوقهم الأساسية في تعليم متميز وسكن لائق وشغل يمكنهم من الكرامة والإحساس بالعدالة الاجتماعية…

    لكن نلاحظ وجود مفارقة لا تستقيم في واقعنا اليوم، ففي الوقت الذي يؤكد فيه الملك على تشخيص الواقع والإعلان عن النقص الحاصل في عدم وصول الإيجابيات التي تميز بها المغرب خلال عقدين، من استثمار أجنبي قوي، ومشاريع اقتصادية كبرى إلى أغلب المواطنين وإلى السواد الأعظم من الأمة، خاصة الشباب، سواء في مجال مناصب الشغل أو جودة التعليم ولا في إمكانية وصول المغاربة سواسية إلى الخدمات الاجتماعية الأخرى، وفي كل مناسبة يبعث الملك في خطبه وفي كلماته الموجهة إلى مختلف الندوات التي تعقد بالمملكة، برسائل غير مرموزة، تلح على ضرورة الانخراط الجماعي في هذا الورش المفتوح لتدارك النقص الحاصل والحفاظ على الاستقرار والتماسك الاجتماعي ومنح المغاربة الحق في المساواة والعدالة الاجتماعية.. نجد أن الطبقة السياسية تبدو كما لو أنها غير مهتمة بما يقع بالمملكة، ومعظمها منشغل فقط بتحصين مكتسباته في البرلمان أو الجماعة أو الجهة وفي الحكومة أو في مختلف المواقع الحزبية والتنظيمية..

  • لا معنى لنموذج تنموي وطني ولا لمرحلة جديدة مهما كانت أحلامها جميلة في ظل غياب نخبة حيوية تعتبر بمثابة الروافع التي يقوم عليها أي تغيير أو انتقال، وفي ظل أطر وكفاءات تمتلك مصداقية ونزاهة، وتؤمن بروح العمل الجماعي، لامعنى لكل ما بشر به الملك – والذي لا يدخل في خانة المستحيل تحقيقه – في غياب أحزاب سياسية فعالة تضع مصلحة الوطن فوق المغانم الحزبية الضيقة، أحزاب حيوية تقوم بدورها الدستوري في التأطير والتعبئة، وتشحذ همم المواطنين وتكون خير وسيط بين مطالب المواطنين والمسؤولين عن إنتاج وتنفيذ السياسات العمومية وصناع القرار، ومجتمع مدني ليس همه هو البحث عن الدعم المالي في الداخل والخارج ولكن أن يكون قوة اقتراحية مبدعة ولا يبحث عن التموقعات بل عن العمل التطوعي الذي يساهم في التأطير والتوعية وتحصين المكتسبات وتأهيل منخرطي الجمعيات والمنظمات وفق ما يخدم مصلحة المواطنات والمواطنين…

    عيب كبير هذا الكسل الذي يحيط بالطبقة السياسية في المغرب اليوم، التي تبدو مشلولة، غير قادرة على التحرك خارج الاجتماعات الدورية لتنظيماتها الحزبية والقطاعية، تغلق عليها مقراتها وأبواب إداراتها بعيدة عن دينامية المجتمع الذي فقد ثقته فيها حتى أصبح أولاد عبد الواحد واحد..

    المغرب يدخل مرحلة دقيقة، أمامه كل فرص ربح رهان الدخول إلى مرحلة جديدة قوامها التقدم والرخاء والتماسك الاجتماعي، ولكن فيه أيضا كل معيقات التطور والتحديث في ظل إدارة معطوبة وتخلف اجتماعي وتفاوت طبقي ونخب معزولة عن واقعها ومواطنين فقدوا الثقة في الأحزاب والمنظمات ولم يعودوا مهتمين لا بانتخابات ولا ببرلمان ولا حكومة ولا بمجالس جماعية.. والسبيل الأوحد هو ما بشر به الخطاب الملكي في عيد العرش الأخير، نحتاج إلى نخبة فاعلة وحيوية وأحزاب نشيطة ولها امتداد اجتماعي لا تحتاج لا لمسيرة الحمير ولا لمسيرة ولد زروال كما كان عليه الشأن أيام زمان.. يا الله آسيادنا وريونا حنة يديكم… ماشي حتى للانتخابات عاد تبداو تسوقو لينا الأوهام.. راه ستجنون غدا ما تزرعون اليوم فاختاروا الريح أو الربح..

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    طقس الخميس: حار نسبيا بجنوب الأقاليم الجنوبية مع تكون سحب منخفضة