أوصى المندوب الوزاري المكلف بحقوق الإنسان شوقي بنيوب، في تقريره الصادر اليوم الخميس حول أحداث الحسيمة، على أهمية الشراكة والتعاون مع الفعاليات المدنية والجمعوية، على صعيد إقليم الحسيمة والمنطقة. وكذا على بُعْد إِيلاء عناية مؤسساتية خاصة لملاحظات ومؤاخذات ومقترحات الفاعلين المدنيين، بمناسبة التفاعل معها.

ويقترح المندوب الوزاري على المجلس الوطني لحقوق الإنسان، باعتباره الفضاء الحر والرصين للحوار حول حقوق الإنسان، وباعتبار دوره الاستراتيجي في مجال التدخل الحمائي، وممارسته الفضلى في التعامل مع أحداث الحسيمة ما يلي: ترصيد تجربة المجلس، في مواكبة الأحداث وإصدار تقرير حول حالة حقوق الإنسان، على صعيد إقليم الحسيمة والمنطقة، ومواصلة البرنامج القيم مع عائلات وأسر المعتقلين على خلفية أحداث الحسيمة.

ودعا المندوب الوزاري في تقريره معهد إدريس بنزكري ولجنته العلمية إلى تقييم تجربة المجلس الوطني، في مرافقة أحداث توتر الحسيمة، وإعداد وثيقة مرجعية في هذ الصدد، والإسراع بإصدار وثائق مرجعية أخرى، تخص التدخل الحمائي، بما فيه الوساطة والتدخل الاستباقي، وسائر أشكال ملاحظات الأحداث والوقائع التي يطرحها هذا المجال. وفي المقدمة، ترصيد الممارسات الفضلى في مجالات تتبع التجمهر والأمن وحقوق الإنسان وتتبع المحاكمات.

كما دعا شوقي بنيوب إلى إصدار الدراسة حول أحداث 58-59، المنجزة في إطار برامج المجلس الوطني، باعتبارها وثيقة بحثية تكميلية، لما يتعلق بالكشف عن الحقيقة، آن لها أن تخرج للوجود، لكون معطياتها النوعية تكمل عمل هيأة الإنصاف والمصالحة بخصوص هذه المرحلة الدقيقة في ذاكرة الريف والبلاد.

وفي مجال المصالحة مع الذاكرة والمجال يقترح المندوب الوزاري الإسراع بوضع برنامج مستعجل في إطار الشراكة والتعاون، يتولى تنفيذ كافة توصيات هيأة الإنصاف والمصالحة.

وأوصى المندوب الوزاري أيضا، وسيط المملكة، وباعتبار عضويته في المجلس الوطني، وفي إطار تعاونه مع هذه المؤسسة، بالنظر في إمكانية إجراء مسح شامل للنزاعات القائمة أو المفترضة، بين المواطن والإدارة على مستوى المعيقات الهيكلية والتنظيمية والقانونية، المعيقة لإعمال أحكام الدستور والمفهوم الجديد للسلطة، ومتطلبات العدالة المجالية، وإصدار تقرير في هذا الصدد.

أما على صعيد إثراء الحوار العمومي حول الإشكالات السوسيو ثقافية والهوية بمنطقة الحسيمة، فيقترح المندوب الوزاري في إطار الشراكة والتعاون، على المجلس الوطني وأكاديمية المملكة المغربية ومعهد الدراسات الاستراتيجية، دعوة أبرز المنظرين المغاربة في مجال العلوم الاجتماعية والدينية والفلسفة السياسية والزمن الراهن والجغرافية البشرية والأنثروبولوجية وعلوم الثقافة، وبمعية نخبة الباحثين الجامعيين، من أبناء منطقة الحسيمة، إلى إجراء حوارات رصينة، حول ما أثارته أحداث الحسيمة، على مستوى الخطاب والميولات الهوياتية السوسيو ثقافية.

 

المصدر: شوف تي في