في تحرك يائس، استنجد دفاع بوعشرين بصحافي سعودي مقتول في قضية رأي في قنصلية بلاده بتركيا، لإنقاذ صحافي مغربي متابع داخل محاكم وطنه، في قضية جنس واغتصاب واتجار في البشر!!
ما علاقة خاشقجي ببوعشرين يا صحافي بريطانيا العظمى؟ كيف يمكن لك الربط أو المقارنة بين قضية جلبت تعاطف العالم أجمع، وأخرى أثارت استهجان من تابعوا وعاينوا فصولها عن قرب بالمغرب وخارجه؟
إنه خروج عن الصواب والموضوعية في نظر خبراء القانون، لكنه لا يبدو كذلك، في نظر المحامي البريطاني رودني ديكسون الذي سعى في مهمة دفاعه عن توفيق بوعشرين، إلى تزييف الحقيقة بشتى الوسائل، ولو تطلب الأمر خلط الأوراق واستصغار عقول المغاربة الذين يعرفون أكثر من غيرهم أسباب اعتقال ناشر مجموعة “أخبار اليوم”، وليسوا في حاجة إلى تدويل قضيته، أملا في تخليصه مما هو منسوب إليه من جرائم ثابتة في حق ضحاياه اللواتي يشتغلن في مؤسسته الإعلامية.

هذا ما ظهر يومه الجمعة في سلوك المحامي البريطاني ديكسون عندما وجه رسالة شاردة للمقررة الأممية في قضية مقتل الصحافي، من أجل الاطلاع على اتصالات جرت سابقا بين جمال خاشقجي وتوفيق بوعشرين، دعا فيها الصحافي السعودي زميله المغربي، إلى التزام الحذر الشديد بعد سلسلة مقالات نشرها سابقا حول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، منبها إياه من خطر التعرض للقتل يمكن أن يطاله في حالة ما إذا سافر إلى السعودية أو حتى في الرباط.

هل يعقل هذا الكلام؟ كيف يمكن لخاشقجي أن يحذر بوعشرين من احتمال التعرض للقتل دون أن يقو على تحذير نفسه أولا من مجزرة القنصلية السعودية بتركيا؟ هذا أمر لا يستقيم، باعتبار أن ما يستقيم منطقيا وعقليا هو أن قضية خاشقجي انتهت ولم يعد ينقص أمرها سوى الكشف عن مكان الجثة، على خلاف بوعشرين الذي لازالت لم تنته بعد فصول التقاضي في قضيته ، وهو ما يعني أن دعوة المقررة الأممية بالاطلاع على فحوى مكالمات سابقة جرت بين خاشقجي وبوعشرين في هاتف هذا الأخير، غير ذي جدوى، اللهم إذا كانت ستقودنا للتعرف على مكان وجود جثة الصحافي السعودي المغتال في هاتف بوعشرين ؟ .

غير ذلك، مضيعة للوقت وتزييف للحقيقة، كما أن استحضار ما ذهب إليه التقرير الأممي المتعلق بمسألة الاعتقال التعسفي لتوفيق بوعشرين، فإنه يبقى مجرد تقرير استشاري غير ملزم ولا يتأسس على معطيات موضوعية تعكس حقائق ما جرى في قضية اعتقال توفيق بوعشرين.

 

المصدر: شوف تي في