يبدو أن حزب الأصالة والمعاصرة لم يتجاوز أزمته الداخلية، كما صرح حكيم بنشماش قبل أسبوع في نشاط حزبي جهوي بسيدي البرنوصي. مناسبة هذا الكلام صوت آخر للحزب يطلق ”نداء المستقبل” من أجل القطع مع الممارسات الهدامة وإقرار ديمقراطية داخلية.

النداء الذي عممه بعض قياديي البام وكبار منتخبيه، وقعه أمس الأربعاء، كل من رئيسة المجلس الوطني فاطمة الزهراء المنصوري، وعزيزة الشكاف والبرلماني السابق مهدي بنسعيد، مستنكرين فيه ما وصفوه بالممارسات التافهة، والتي قالوا إنها أصبحت تحرك بعض الفاعلين داخل دواليب الحزب، معتبرين أنها نابعة أساسا من الحسابات الانتهازية الضيقة.

وقال نص النداء: ”إن الصراعات الحالية التي تلازم الحزب في حركيته وتطوره تحول دون اعتماده أشكالا ديموقراطية في معالجة الخلافات الداخلية، إذ طغت العصبية وتضخمت العوامل الذاتية، وهيمنت المصالح الشخصية على مصالح التنظيم والوطن”، حيث اعتبر الموقعون على نداء المستقبل أن ”الحزب لو استثمر أساليب حضارية في معالجة أزماته الداخلية لواصل مساهمته الفعالة في بناء الوطن ولجنبنا الكثير من هدر الزمن والطاقات”.

ودعا الموقعون على نداء المستقبل قيادة الحزب ومناضليه إلى إرساء الديمقراطية الداخلية والانفتاح على القيادات الجديدة وتجديد النخب، وتوحيد الصف الديمقراطي الحداثي، والوقوف في وجه محاولات ”احتكار مستقبل الحزب أو مصادرته.

ويأتي ”نداء المستقبل” بعد أقل من شهر من صدور ”نداء المسؤولية”، مباشرة بعد واقعة تعنيف النائب البرلماني إبراهيم الجماني للأمين العام حكيم بنشماش، نداء وقعه قياديون سابقون للأصالة والمعاصرة وهم: (حسن بنعدي، ومحمد الشيخ بيد الله، ومصطفى البكوري، وعلي بلحاج، ومحمد بنحمو)، اعتبرو أن الحزب يعيش أزمة تعصف بأهليته في مواجهة التحديات المطروحة على الفاعلين السياسيين، وتحتاج إلى درجة عالية من الوعي، والمسؤولية، والالتزام الصادق، بعدما وقفوا على ما وصفوه بتفاهة الممارسة التي تحرك بعض الفاعلين في الحزب والنابعة من الحسابات الانتهازية الضيقة.

 

المصدر: شوف تي في