يبدو أن الحملة على رجالات بوتفليقة تخفي وراءها هدفا معينا. المعطى تبين بجلاء بعدما خرج الضابط السابق في المخابرات محمد خلفاوي بمعطيات جديدة، من خلال حوار أجراه مع الموقع الجزائري الناطق بالفرنسية “تي إس أ” أو “كل شي عن الجزائر”.

ويرى خلفاوي المخابراتي السابق، أن عمليات اعتقال واستجواب رجالات بوتفليقة، كأحمد أويحيى والإخوة كونيناف، ويسعد ربراب والأخرون، ماهي إلا عملية من عمليات تجفيف منابع التمويل والدعم عن سعيد بوتفليقة وكل رجالات النظام السابق.

سعيد بوتفليقة حسب الخلفاوي، صار يشكل خطرا على أمن الجزائر واستقرارها، ولا يستبعد في القريب اعتقاله ومحاكمته.

السؤال الذي يطرح نفسه أين هو سعيد بوتفليقة من كل ما يحصل بالجزائر، ولماذا لم يتم محاسبته، لاسيما أن آلاف الجزائريين يهتفون كل يوم ضده باعتباره واحدا من “سراقي” الجزائر، والمتحكم في زمام الأمور زمن مرض بوتفليقة بل والحاكم الفعلي للجزائر.

هناك أنباء تتحدث عن كون الجيش الجزائري قد أخفى سعيد بوتفليقة، ووضعه رهن الإقامة الجبرية، في الأبيار في أعالي العاصمة الجزائرية. كيفما كان وضع سعيد بوتفليقة، فالأكيد أنه غائب أو تم تغييبه عن الساحة السياسية الجزائرية، من لدن الجيش الذي صار المتحكم في الجزائر، فسعيد يعلم الكثير عن النظام الجزائري ودواليبه، وأحد المغتنين الكبار منه، حيث تقدر تقارير إعلامية جزائرية ثروته إلى أكثر من عشرة مليارات دولار، وبالتالي فرأسه صار أول المطلوبين للشارع الجزائري.

معطيات الخلفاوي بخلفيته المخابراتية ولو أنها تبدو مجرد تأويل، لكنها تصب أكثر في مصلحة الجيش الجزائري الذي يحكم البلاد، من أجل تمرير خطاب يجعل الجيش قائدا للحملة على الفساد، في الوقت الذي يتهم فيه الشارع الجزائري وصحف مستقلة الجيش بكونه اختار بانتقائية شديدة أكباش النظام السابق، وهل فعلا ستطالهم المحاكمات لاسيما أن أغلبهم يمتلك صفة الامتياز القضائي.

تساؤلات عديدة وتأويلات مختلفة، لكن الواقع على الأرض يفيد بأن شعبا قد استيقظ ويحاول التخلص من العهد القديم، وجيش يمسك البلاد ويسيطر عليها، ويروج لصورته كحام للبلاد والعباد، ويحذر من خطر الانفلات الأمني وجر البلاد إلى الهاوية، في محاولة للالتفاف على مطالب شباب التغيير في الجزائر.

 

المصدر: شوف تي في