زراع الفتنة بيننا..

زراع الفتنة بيننا..

A- A+
  • كنت قلبا وقالبا مع احتجاجات الأساتذة المتعاقدين ومطالبهم العادلة، وفي ذات الآن أكبرت موقفهم الأخير بالعودة إلى أقسامهم واستشعار المسؤولية الأخلاقية الملقاة على عاتقهم اتجاه أبنائنا الذين لا يد ولا رجل لهم في ملف “الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد” كما يحلو أن يقال عنهم، ولكن مع قرابة شهرين من الاحتجاجات أحسست أن شيئا ما غير سليم، وكتمت شكوكي، لكن بعد نشر صورة أب إحدى المتعاقدات عبر الوسائط التطبيقية ووسائل التواصل الاجتماعي والتعليق على الأمر بكونه أستاذ متعاقد قتل أثناء المظاهرات بعد التدخل الأمني ضد الأساتذة المعتصمين، والحقيقة التي لا ينكر أحد اليوم تشير إلى أن الأمر يتعلق برجل مسن يبلغ من العمر 62 سنة رافق ابنته المتعاقدة في المظاهرات، وتعرض للرفس من طرف المتظاهرين(…)، وتم نقله إلى مستشفى ابن سينا حيث قدمت له الإسعافات الضرورية وأصبحت حالته مستقرة.. بدأت شكوكي تتعاظم وتتناسل من جديد، وأشعل جذوتها نشر صور بشعة وأعضاء بشرية متناثرة لفلسطينيي غزة مع التعليق عليها بكونها أجسام الأساتذة المتعاقدين بعد التدخل “الهمجي والوحشي” للأمن ضد المعتصمين، كما سعى البعض لترويج وفاة أستاذ متعاقد نتيجة تسمم غذائي بإحدى الوجبات، بكون الأستاذ المتعاقد حميد الأخضر من نيابة زاكورة توفي نتيجة التدخل الأمني..

    والحمد لله أن الحقيقة اليوم لا يمكن إخفاؤها لأنها موثقة بالصور والفيديو الحي، من أكثر من زاوية، لكن من له مصلحة في ترويج هذه الأكاذيب والمغالطات، إنهم زراع الفتنة الذي ليسوا أيادي أجنبية، بل هم من تربتنا ويتنفسون هواء هذا البلد الآمن، لكنهم يحملون حقدا دفينا للوطن، ويعتقدون أنه كلما تم تضخيم الأحداث ولو بالتزوير والتزييف، والنفخ في الرماد ليشتعل الجمر الراقد كلما عم السخط بين الناس، ليثوروا ويقوموا ضد الوضع القائم، وهم يومها كما يتصورون سيقفزون مثل الفقاقيع إلى السطح ليغنموا..

  • بيننا منتهزو الفرص الساعون إلى زرع الفتنة من خلال الركوب على كل حدث اجتماعي، أو تظاهرة بسيطة بمطالب عادلة من أجل استثمارها ليس لمصلحة الوطن، لذلك نجد بين الأساتذة المتعاقدين من لا يريد للأحوال أن تنفرج، ولم يرقهم أبدا أن يتخذ المجلس الوطني قرارا عاقلا للعودة إلى الأقسام وفتح الحوار والتشاور حول جميع النقط العالقة، وقد يتهمون المسؤولين في التنسيقية الوطنية بالتخاذل والخيانة العظمى، لماذا؟

    لسبب بسيط وهو أنه لن يرتاح لهم جنب، ولن يطرف لهم جفن، لأن فرصتهم الذهبية هي في الذهاب بالاحتقان إلى طرفه الأقصى، وتفجير الأوضاع وأن تقوم القيامة في البلد.. زراع الفتنة هؤلاء، الحاقدون على نعمة الاستقرار والأمن لن يرتاحوا إلا حين تمتلئ الشوارع بالدم، ويروا الأعضاء البشرية لمواطنين أبرياء منتشرة هنا وهناك على الإسفلت، و”القربلة” في كل مكان حيث ينتشر الرعب والخوف وتصبح بندقية كلاشينكوف أرخص من ثمن الحصول على الماء والخبز… أما وضع مجتمع مستقر، وتدافع الناس بشكل سلمي للتعبير عن مطالبهم العادلة والمشروعة، ولجوؤهم إلى الحوار والتشاور لحل المشاكل وإبداع الحلول، ومراعاة مصالح آخرين تضرروا من الإضراب والتظاهر، فذلك لن يخدم أجنداتهم المقيتة التي تتجاوز مطالب الأساتذة المتعاقدين، أو هذه الجماعة أو تلك من المواطنين الذي يطالبون بحقهم في الكهرباء أو الماء الصالح للشرب أو الشغل أو التطبيب، أو غيرها من الحقوق التي يطالب بها المغاربة في إطار سلمي، ويتفاوضون مع السلطات أو الجهات المختصة من أجل تحقيقها.. فهذا لا يوجد في قاموس هؤلاء الخفافيش الذي لا يتحركون إلا في الظلام ويعيشون مثل الضفادع في البرك الآسنة..

    لجميع هؤلاء نقول: اتقوا الله في وطنكم، وتحلوا بالقليل من المروءة، ونحذر كل المواطنين من سموم هذه الأفاعي الحية التي تمتهن الكذب وتزوير الحقائق ولا تبحث إلا عن إشعال الفتنة التي هي نائمة ولعنة الله على موقدها إلى يوم الدين.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    الملك يبعث برقية تهنئة لبيتر بيليجريني بمناسبة انتخابه رئيسا لجمهورية سلوفاكيا