في كل لقاء كروي تابع للاتحاد الإفريقي لكرة القدم تظهر المهازل بكل أنواعها، يكون أبطالها في الغالب أصحاب البدلة السوداء، تخطف أنظار المراقبين بصورة سيئة حول العالم، هذه المرة بطل المشهد الحكم الجزائري لحلو بن براهيم، والذي قاد المباراة التي جمعت بين الرجاء الرياضي وتونغيت السنغالي على أرضية مركب محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء، والتي غادر من خلالها النسور الخضر من الدور الـ 32 عن عصبة الأبطال الإفريقية.

الحكم الجزائري “الخواف” لم يكن شجاعا ظل مستمرا وهو في قلب الكارثة، بحيث غمرت المياه ملعب المباراة في أعقاب غزارة أمطار الخير، والتي لم تتوقف عن التهاطل طيلة يوم كامل على أرضية ملعب دونور، وترك اللاعبين والأطقم الخاصة بالفريقين يعانون طي معركة كان كل واحد منهما يطمح لحسمها من أجل المرور لدور المجموعات من المسابقة القارية، بل استحلى وهو يشاهد تزحلق اللاعبين من هنا وهناك فوق المياه التي لا دخل للرجاء أو تونغيت أو حتى المسؤولين على أرضية الملعب فيها بل هي أمطار سبق لمثلها أن أوقفت وأجلت مباريات كثيرة .

الحكم الجزائري لم يتحلَّ بشجاعة الحكام بل ظل مرتديا جلباب “الخواف ” طيلة دقائق المباراة ، لم يتذكر طيلة 90 دقيقة مواقف شجاعة لكبار الحكام العالميين المعروفين في كل القارات مثل فيكتور كاساي الذي أوقف مباراة تونس و منتخب بلجيكا في لقاء ودي عام 2014 على أرضية ملعب الملك بودوان، والحكم الهولندي المخضرم بجورن كيابيرس الذي كان شجاعا وأعلن عن إيقاف مباراة منتخب فرنسا وأوكرانيا بسبب تهاطل الأمطار على أحد أفضل الملاعب في القارة الأوروبية ملعب دونباس أرينا الخاص بفريق شاختار، لحساب دور المجموعات من كأس الأمم الأوروبية 2012 والتي احتضنتها بولندا وأوكرانيا، بل تعمد أن يكمل المباراة المثيرة للجدل.

المتتبع للكرة الإفريقية تأكد في الماضي وليس بالأمس أن الحكام الأفارقة ليست لهم الشجاعة لاتخاذ القرارات المناسبة في التوقيت الحاسم، مثل ذلك المشهد في مباراة الرجاء وتونغيت على أرضية مركب محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء، والسؤال المطروح سيظل مطروحا، على ماذا اعتمد الحكم الجزائري لحلو في عدم توقيف المباراة ولربما تأجيلها؟ أم أنه أراد أن يدخل التاريخ الكروي بخوفه الكبير وعدم شجاعته؟

 

المصدر: شوف تي في