بوح الأحد: الدورة الخامسة للأبواب المفتوحة للأمن الوطني،انتهى الكلام،…

بوح الأحد: الدورة الخامسة للأبواب المفتوحة للأمن الوطني،انتهى الكلام،…

A- A+
  • بوح الأحد: الدورة الخامسة للأبواب المفتوحة للأمن الوطني،انتهى الكلام، وضع رجل ٱستثنائي على رأس قطاع ٱستراتيجي، سر الإحتضان الشعبي الوازن و النجاح الواسع، زيان يفضح زيان مرة أخرى و سمبريزيرو في رحلة التيه و أشياء أخرى…

    أبو وائل الريفي
    كانت فعلا أياما مفتوحة، بما تحمل الكلمة من معاني وما تختزنه من دلالات، تلك التي نظمتها المديرية العامة للأمن الوطني بمناسبة ذكرى التأسيس ال68 لهذا المرفق المواطن الذي واكب مسيرة تحرر وبناء وتنمية المغرب من موقع التضحية ونكران الذات مع المغاربة وتنفيذا للسياسة العامة للدولة. أيام مفتوحة من طرف هذه المؤسسة التي انفتحت على المغاربة ليعرفوا ما يلزم بالضرورة معرفته عن مرفق حيوي يرون النجاحات التي يحققها يوما بعد يوم والتحولات التي يعيشها كل لحظة ويتقبلون كل ذلك بقبول حسن واعتزاز جسّده حجم الإقبال الشعبي على هذه الأيام المتنقلة بين جهات المغرب. تمكن هذه الأيام المغاربة من معرفة عن قرب للمهام التي تضطلع بها مختلف الوحدات والتشكيلات الأمنية ومختلف التجهيزات والمعدات المتطورة التي تشتغل بها المديرية لضمان سلامة الأشخاص والممتلكات والحفاظ على النظام العام.
    فكرة الأيام المفتوحة عبقرية، والإقدام على تنزيلها في الواقع خطوة شجاعة، والنجاح الباهر الذي حققته في التجارب الخمس السابقة دليل على قدرات تنظيمية كبيرة وتعطش المغاربة لمعرفة ما يعتمل داخل هذه المؤسسة التي تسهر على أمنهم وتساهم في استقرار البلد في عالم يموج بالاضطرابات.
    أصبحت الأبواب المفتوحة محطة نوعية في احتفالات ذكرى التأسيس السنوية، ويضفي عليها جمالية حسن التنظيم وحجم الإقبال ونوعية الضيوف وطريقة التواصل وجودة الفعاليات وخاصية الإنصات التي تميز القائمين على المناسبة، ويزيد من رونقها كل سنة بعض المشاهد التلقائية التي تختزل حقيقة الارتباط بين هذه المؤسسة والمغاربة التي ولدت من رحم الشعب لخدمة الشعب.
    في خامس محطة هذه السنة بأكادير حطمت الأبواب المفتوحة رقما قياسيا آخر لعدد الزوار حيث تضاعف الرقم مقارنة مع السنة الفارطة بفاس الذي وصل حينها إلى مليون و150 ألف زائر، ليصل هذه السنة إلى مليونين و120 ألف زائر.
    تنقلت هذه الأبواب المفتوحة بين مختلف جهات المغرب، بدءا من الدار البيضاء ومرورا بمراكش ثم طنجة وفاس وانتهاء بأكادير. وفي كل دورة يتزايد الإقبال الشعبي ليتأكد أنه حالة شعبية عامة تشمل مختلف جهات المملكة. على هذا المستوى، ربحت المؤسسة الأمنية رهان الثقة بامتياز، والإقبال الكبير على فعالياتها دليل على هذه الثقة والقَبول وعلى أنها مؤسسة محتضنة من طرف المغاربة وأنها مبعث فخر واعتزاز بالنسبة إليهم لأنها نجحت في تأمين البلاد في زمن الفوضى واللاستقرار. حقا لقد نجحت أكادير ورفعت السقف عاليا.
    يرجع الفضل أساسا في هذا النجاح التنظيمي والتواصلي وفي المحتوى الجذاب لقيادة هذه المؤسسة التي أحدثت “ثورة” في النظرة إلى هذا المرفق وفهمت بشكل أعمق احتياجات المغاربة وتجاوبت مع انتظاراتهم وأحسنت التأقلم مع التحولات التي يشهدها العالم في الوظيفة الشُّرَطِيّة فأبدعت منهج عمل استجاب لكل ذلك في ظرف وجيز وبعلامات نجاح كاملة.
    الإشادات الدولية التي تناقلها الإعلام من ضيوف هذه الذكرى اعتراف بكفاءة هذه المؤسسة وانخراطها في حماية الأمن العالمي، وفي مقدمة الشهادات ما صرح به رئيس الأنتربول بشأن الأدوار الريادية التي يضطلع بها المغرب على صعيد التعاون الأمني الدولي لأن الإنجازات التي حققها المغرب تعتبر “علامة فارقة في العالم أجمع”. كما أن طبيعة ضيوف هذه الذكرى الممثلين لمختلف القطاعات الحكومية والسلطات القضائية والعسكرية والقطاع الخاص وممثلي المجتمع المدني والإعلام دليل آخر على الاهتمام بعملها وتثمين إنجازاتها وتقدير تضحياتها.
    تصيب مثل هذه الشهادات بعض الطوابرية بالإحباط لأنها تبطل كل حملاتهم لشيطنة المؤسسة عند المغاربة وفي الخارج. ولن نستغرب إن استفاق “الهبيل” من “كابوسه” ليدعي أن المغرب يضغط على الأنتربول ليدلي رئيسه بمثل هذا التصريح، ولكن عليه أن يفهم، ومعه كثيرون على شاكلته، أنهم يستَعْدون المغاربة قبل رجال ونساء الأمن.
    حجم إقبال الشباب على الأيام المفتوحة دليل نجاح آخر لهذه المؤسسة في استشراف المستقبل لتكوين أجيال برؤية أخرى لهذا المرفق، وهذه من رهانات هذه المؤسسة لبروز جيل قادم مستوعب لطبيعة عمل الأمن بما له وما عليه، وبالتالي فهو أحسن ترسيخ لثقافة المواطنة وحقوق الإنسان. ولعل هذا أهم استثمار لبناء مغرب المستقبل، وهو ما يؤكد أن القائمين على هذه المؤسسة يستوعبون وجهة العالم والتوجهات الملكية حول مستقبل المغرب التي عكسها الخطاب الملكي الموجه لقمة الجامعة العربية بالمنامة حين أوصى جلالة الملك ب”إعطاء عناية خاصة لثروتنا البشرية، وفي مقدمتها الشباب العربي” واعتبر بأن “إعداد وتأهيل شباب واع ومسؤول، هو الثروة الحقيقية لدولنا، وهو السبيل الأمثل لتعزيز مكانتها، وجعلها قادرة على النهوض بقضاياها المصيرية، وأن تكون فاعلا وازنا في محيطها الإقليمي والدولي”.
    استطاعت هذه الأيام تعبئة 845 مؤسسة تعليمية ومدرسة للتعليم العتيق وحفظ القرآن الكريم لحضور فعالياتها، وهو رقم له دلالة كبيرة. كما استهدفت هذه الأيام كذلك نشطاء المجتمع المدني لتقريب الشقة بين جهتين ظل الجسر بينهما متقطعا منذ عقود حيث حضر ممثلو أكثر من 1242 جمعية وفي الانفتاح على المجتمع المدني اعتراف بدوره ووظائفه وإرادة على تمكينه من كل أدوات المعرفة بهذا المرفق وتشجيع على التفاعل معه وفق المسافة المطلوبة وبتغليب الانتصار للصالح العام ومصلحة المغرب، وانفتحت على المنابر الإعلامية حيث وصل عدد من غطى هذه الأيام مراسلو 170 منبرا إعلاميا وقناة تلفزية وطنية ومحلية وفرت لهم المديرية المعطيات المهنية الضرورية لإنجاز 1097 نشاطا إعلاميا. ولأنها مؤسسة مواكبة للتطور فقد فعلت حساباتها الرسمية على شبكات التواصل الاجتماعي لضمان النقل المباشر لمختلف فعاليات هذه التظاهرة وقد حققت أكثر من 25 مليون مشاهدة.
    بدلالة الأرقام إذن، هو إنجاز غير مسبوق وانفتاح يعكس إرادة حقيقية في جعل هذا المرفق مفتوحا وفي صلب العملية التواصلية. أما بدلالة المضمون فإنه يعكس تقديرا للمغاربة المعنيين أساسا بخدمات هذا المرفق ورغبة في تعزيز اطلاعهم على ما يعيشه من تحول وما يعرفه من “ثورة” وهو مستعد لأكثر من ذلك بناء على اقتراحات وملاحظات المغاربة التي لم يبخلوا بها على القائمين على هذه الأبواب المفتوحة.
    يزيد من نجاح هذه المقاربة تفوق المؤسسة الأمنية في إعادة بناء ذاتها على أسس جديدة خلال مدة وجيزة. نجحت هذه المؤسسة في ربح رهان الأنسنة والتخليق والانفتاح والخدمة فأصبحت مرفق قرب مواطن يحظى بثقة المغاربة أكثر من باقي المرافق الأخرى كما عبرت عن ذلك نتائج استطلاعات متعددة من مراكز دراسات مختلفة. ولذلك لم يكن مستغربا أن تتضمن هذه الأبواب المفتوحة أروقة حول حقوق الإنسان والحماية القانونية للنساء والأطفال لأن هذا هو صميم العمل الشُّرَطي وتلك هي ضوابط اشتغاله.
    ستبقى مشاهد “طلبة” مدارس القرآن الكريم أثناء زيارتهم للأبواب المفتوحة خالدة في ذاكرة كل من شاهدها. مَشاهد تصيب المُشاهد بقشعريرة لا يمكن دفعها لأنها ذات حمولة روحية تعكس عظمة هذا البلد المحب للقرآن الكريم والمعتني به حفظا والمتعلق به معنى في بلد إمارة المؤمنين التي وصفت عبر التاريخ ببلد الأولياء، وما يؤكد ذلك هو إحصائيات اليونيسكو التي تصنف المغرب في المركز الأول عالميا من حيث عدد حفظة القرآن الكريم، وهؤلاء هم من يحفظ كلام الله من كل تحريف بحفظه في قلوبهم وعقولهم “إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون”.
    أن تأتي تلك المشاهد من سوس العالمة فلذلك دلالات خاصة لا يعرفها إلا من خبر أسرار هذه المنطقة في تعاملها مع القرآن الكريم على مر التاريخ. ألم أقل لكم في أكثر من مناسبة أن إمارة المؤمنين كنز وعمود خيمة المغرب؟ ألم أقل أن المؤسسة الأمنية نقطة قوة لهذا المغرب الذي يحصد الانتصارات المتوالية وتبرز للعالم قوة هذا البلد وعظمة هذا الشعب وقدراته؟
    يحسب لهذه المؤسسة تهممها كذلك بمجالات أخرى لا تدخر جهدا للإسهام فيها بما هو متاح لها، وقد كان لافتا للانتباه حملة التبرع بالدم التي نظمت بموازاة مع الأبواب المفتوحة بشراكة مع المركز الوطني لتحاقن الدم للمساعدة في تعزيز الاحتياطي الوطني من هذه الدم، وهذا ينسجم مع شعار هذه الأيام “الأمن الوطني: مواطنة ومسؤولية وتضامن”.
    صورة ذلك الشرطي وهو ينحني أمام حذاء تلميذة من مدارس القرآن الكريم في عمر ابنته وأمام الناس أجمعين ليربط لها ربطة الحذاء اختزلت كل شيء. تستحق تلك الصورة أن تتوج صورة السنة، كما تستحق أكثر من تفسير لدلالاتها. تُسلِم الطفلة للشرطي بكل تلقائية وبما يدل على الثقة، ويقابل الشرطي هذه الثقة بأقصى ما يعبَّر عنه من تفاني في الخدمة. هي حكاية صامتة ناطقة عن علاقة صحية بين المغاربة والأمن تستحق قيادة هذه المؤسسة أكثر من التنويه على ما حققته من نتيجة بخصوص إصلاح هذه العلاقة التي ظلت على الدوام مطبوعة بالتوجس والحذر الذي وصل أحيانا إلى الخوف. هذه من أهم نجاحات عبد اللطيف حموشي الذي بصم هذه المؤسسة ببصمة طالما تمناها المغاربة، وجسد في هذا المرفق أعلى درجات المفهوم الجديد للسلطة كما طالب به جلالة الملك في بداية توليه الحكم.
    قوة عبد اللطيف حموشي استثنائية في تعبئة الموارد البشرية وإقناعها بالتغيير لمواكبة انتظارات المغاربة وإدماجها في المشاريع الكبرى للمغرب بتلقائية وسلاسة، وتلك الصورة شهادة على نجاحه في تحويل العقليات بهدوء وحكمة تؤكد خبرته الفائقة في تدبير المرفق وموارده ليتماشى مع السياسة العامة للدولة. نحن بحاجة إلى قيادات في مختلف المجالات بهذه القدرة الاستراتيجية والتواصلية والإقناعية والإدماجية، ونحن بحاجة إلى قيادة تعطي القدوة من نفسها أخلاقا وسلوكا ومعاملة وإنجازا وإنصاتا، وتوازي كل ذلك بالصمت والتجرد ونكران الذات والتواضع.
    يغيظ الطوابرية هذا الاحتضان الشعبي للمؤسسة الأمنية، كما تغيظهم مثل هذه اللقطات التلقائية التي تعكس درجة الارتباط والثقة ومستوى التحول الذي تعيشه هذه المؤسسة، ويصيبهم هذا القبول المجتمعي لهذه المؤسسة الأمنية بالإحباط الذي يتحول إلى حقد أعمى تصبح معه ألذ أعدائهم ووجهة كل سهامهم.
    في الضفة الأخرى لهذه النجاحات، ما يزال الطوابرية في حالة شرود يحصون الخسائر ويبحثون عن طرق للفت الانتباه والتشويش ولكنهم يخربون بيوتهم بأيديهم بسبب حالة الكساد التي يمرون بها والهزائم المتواصلة التي يحصدونها.
    حان الدور هذا الأسبوع على الكتيبة الزيانية لتكشف حالة التيه التي هي عليها. لقد وصلت البلادة بهذه الكتيبة حد اختزال جلسة محاكمة في لقطة فيديو يقتنصها موقع زيان لاستدرار عطف المغاربة على حالة زيان التي باتت تبعث على الشفقة فعلا. ترى من كان السبب فيما آل إليه وضع زيان؟!
    قلتها في مرات سابقة بأن على من يريد الخير لزيان أن يكون له الناصح الأمين ويراعي شيبته ويجنبه شهواته المرضية ونفسه الأمارة بالسوء. للأسف، بعض ممن يتباكى على وضع زيان هم من زينوا له سوء عمله وشجعوه على خرق القانون والتمادي في الإضرار بضحاياه.
    زيان ليس فوق القانون، وهذه حقيقة لا يجادل فيها اثنان. ويترتب عن ذلك أنه يلزم تحريك مسطرة المساءلة والمتابعة والمحاكمة ضده إن وجد سبب لذلك. في القضايا التي يتابع بها زيان تهم توافرت فيها أدلة دامغة بالوثائق مرتبطة بتبديد المال العام والتبييض وخير دليل تهريبه لولديه إلى الخارج، وهناك شكايات مباشرة من ضحايا ظل زيان يرفض التجاوب بشأن شكاويهن مستعملا الهروب إلى الأمام وادعاء أنه مستهدف لآرائه وأنه يتبنى ملف الذهب والغاز والبرد والماء وكل شيء آخر إلا أن يجيب عن ادعاءات ضحاياه. هل في محاكمة زيان إخلال بشروط المحاكمة العادلة؟ هل هناك ما يفيد أن زيان ودفاعه دحضوا تلك التهم؟
    ملف المحاكمة موجود ويمكن للرأي العام الاطلاع عليه، وحينها سيصل إلى خلاصة واحدة وهي أن زيان وحواريه خسروا المعركة القانونية والحقوقية وراهنوا على تسييس المحاكمة وطبعها بزخم إعلامي للضغط على القضاء كي يخضع لنزوات زيان المريضة.

  • اليوم، يريد زيان وكتيبته تجريب مسار آخر، ولذلك فزيان فضح زيان مرة أخرى. فضح الابن أباه حين ادعى كذبا أنه مضرب عن الطعام ثم ما لبث أن اتضح بأنه غير مضرب ويتناول ما لذ وطاب من الطعام في زنزانته، وفضحه مرة أخرى حين ادعى “تبوحيطا” أن والده لا يقدر على المشي بقدميه ثم تأكد الجميع أنه يمشي بدون عكاز وبدون أن يستند على أي أحد وهو ما بدا واضحا في الفيديو/ الفضيحة حين صعد لسيارة الدرك وحده وبدون مساعدة، وفضحه مرة ثالثة وهو يكشف بأنهم تقدموا بطلب الإفراج المقيد لأبيه بسبب سنه مما يؤكد أنهم يعترفون بالحكم ولا قدرة لهم على الترافع بالقانون.
    “جوج وجوه” التي يتعامل بها حواريو زيان لن تنفعهم. لا شيء ينفع أمام الرأي العام غير الصدق والوضوح والصراحة ونشر الحقائق كما هي. والحقيقة التي لا جدال فيها أن الفيديو الذي صور بالتلصص، وفي مخالفة صريحة للقانون تستوجب تحريك المتابعة ضد من صوره، يؤكد أن زيان في صحة جيدة ويكذب كل الشائعات والأكاذيب التي نشرت حول أمراضه المزمنة وصحته المتدهورة وحالة الشلل التي يعانيها، ويؤكد حسن المعاملة التي يتلقاها زيان داخل السجن، ويؤكد أن القوات التي كانت ترافقه تتعامل معه بإنسانية وفي احترام تام لحقوقه حيث لم يسجل في الفيديو الذي صور خلسة من طرف موقع زيان أي مؤاخذة وهي شهادة كان يلزم الاعتراف بها من طرف سماسرة فري كلشي. وما دون ذلك يبقى في حاجة إلى أكثر من توضيح لتتضح الحقيقة للمغاربة.
    حالة الشيب على رأس زيان طبيعية وهي من عاديات الزمن لأن المتصابي زيان بلغ من العمر عتيا وهو من أراد أن يجعل من عمره المتقدم أرذل العمر، ولحيته التي أسدلها كانت بإرادة منه لأنه أحب أن يطلع على المغاربة يوم محاكمته ب”لوك” جديد ويؤكد هذا كذلك نوع ولون ملابسه التي اختارها بعناية وأكثر منها بما لا يتماشى مع الموسم الذي نحن فيه ودرجة الحرارة التي كانت في ذلك اليوم وهو نقيض ما هو مألوف من تعرية الصدر إبرازا لما يراه من مفاتن تجعله ذا جاذبية. فهل كل هذا محض صدفة؟
    كان واضحا أن زيان “يتمارض” بحثا عن الشفقة لتقوية ملف الإفراج المقيد ولكنه تناسى أن لا سند في القانون يجعل السن مبررا لتوقيف المحاكمة وتمتيع المتابع بالحرية، ولو كان حواريو زيان مقتنعين بهذا الدفع لسلكوا المسلك الطبيعي من أجل إقراراه بالترافع لدى المشرعين لتغيير القانون حتى يستفيد منه جميع من هم في نفس حالة زيان، والإحصاءات تبين أن عدد من يفوق الستين في السجون يزيد عن 2300 سجينا. فلماذا هذا التمييز لزيان عن غيره؟ ولماذا افتقاد الشجاعة للترافع عن مطلب يرى فيه هؤلاء حاجة ملحة؟
    من تابع الفيديو يلاحظ أن زيان لما اقترب من الكاميرا بدأ يتمارض لإثارة العطف والشفقة، ولكنه بالمقابل صعد بدون سند إلى السيارة وهو ما يبين أنه في صحة جيدة مقارنة بعمره المتقدم الذي كان عليه احترامه حتى لا يزج بنفسه في متاهات يدفع ثمنها اليوم لأنه ظن نفسه يوما أنه فوق القانون وفوق المؤسسات وصاحب سلطة أعلى من كل السلط.
    أسلوب “الشو” والضغط بالإعلام قديم، وصار مألوفا عند الطوابرية وقد سبقهم لذلك المعيطي مول الجيب حين توسل أصدقاءه بالتقاط صورة له بكرسي متحرك وعلى أبواب الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، وحين اصطنع حادث نقله بسيارة إسعاف رغم أنه كان ذاهبا لإجراء تحاليل روتينية. الخطير أنهم لا يتعظون من الإخفاقات ويجربون ما ثبت فشله في مرات سابقة، ولذلك ليس غريبا أن نرى زيان في المرة القادمة على كرسي متحرك فليس لهم قدرة على إبداع وسائل جديدة.
    مشهد محاكمة زيان عادي وأريد له أن يخلق هالة تعاطف ولكن كانت النتيجة عكسية فضحت حواريي زيان وازدواجيتهم حيث يظهرون نضالية في الظاهر بينما هم يبحثون عن حلول وتسويات في الكواليس وهو ما تبين من طلب العفو. وهذا نفس ما عليه الأمر في جل الملفات حيث المساومات للضحايا في ملف بوعشرين وسليمان لشراء صمت وتنازل الضحايا بينما في الظاهر يحاولون تصوير الأمر وكأنه انتقام سياسي واستهدف للرأي الآخر.
    لقد كان سيناريوها بئيسا بإخراج رديء وممثل مفلس لم تنفع فيه الملابس والشيب لأن اختيار الملابس كان ذوقا لزيان عكس أنه “مراهق” لا يحترم سنه، وبياض الشعر هو من فعل الزمن وربما كان ينقصه في الزنزانة صباغة الشعر ليصبح أسود أو ينقصه أن يدخل عنده حلاقه الخاص للزنزانة قبل عرضه على المحكمة.
    لقد دخل عبد الحق سمبريزيرو للدفاع عن زيان الإسباني والتماس الإفراج عنه، وهذه وحدها ضربة لأولئك الذين يتصورون زيان بطلا قوميا ويصدقون خرافاته حول البرد والعجاج والتراب بينما هو في الحقيقة كان يقوم بردود أفعال دفاعا عن ريع ظنه أبديا ولم يدر أن مغرب اليوم تغير كثيرا. وهذه هي مصيبة الكثيرين ومنهم زيان و سمبريزيرو وفؤاد عبد المومني الذين ألفوا العطاء واستبعدوا أن الفطام حق. يحاول فؤاد الركوب على مقاولة فري كلشي بعد أن غرقت ظانا أن له القدرة على إنقاذها معولا على غلمان عدلاوة ولم يستفد من درس 20 فبراير حين تركوهم في المنتصف لأسباب تتكتم حتى اليوم الجماعة عن ذكرها.
    عام 2024 سيشهد نهاية الكثير من الطوابرية، والأيام بيننا. وعلى الجميع تذكر أن لا إفلات من العقاب ولا مساومات على حقوق الضحايا ولا تساهل في تطبيق القانون بمساواة بين الجميع.
    يزيد من إحباط الطوابرية حالة التفكك التي عليها فرنسا الماكرونية والتي صار العيش المشترك فيها مهددا بعد احتجاجات كاليدونيا الجديدة، وبعد القرارات التي اتخذت بحذف التيكتوك وفرض حالة الطوارئ وبعد التجاوب المتأخر لماكرون الذي لم يزر المنطقة التي كانت تغلي إلا بعد أسبوع من اندلاع الأحداث. لماذا صمتت المنظمات والمنابر والأشخاص الذين يدافعون عن حرية التعبير وحرية الصحافة وحقوق الإنسان؟ لماذا لم يستنكروا مصادرة وسائط التواصل الاجتماعي؟ لماذا لم يتباكوا على الحريات والحقوق؟
    هذه هي الازدواجية التي توضح بأن هذه المنابر مجرد أذرع استعمارية تستعملها الدولة العميقة لفرنسا ضد من تشاء وقتما تشاء بانتقائية وانتهازية وابتزاز تجاه من رفض الانصياع للماما فرنسا.
    فرنسا المقبلة على ألعاب أولمبية تتخبط في فوضى ستؤثر على هذه الألعاب وتظهر ضعفا في الكفاءة التنظيمية غير مقبول، والخشية أن يتضرر من ذلك الشعب الفرنسي. في هذا الأسبوع خرج الآلاف من رجال الإسعاف والمطافئ للتظاهر بباريس للمطالبة بحقهم في منحة الألعاب الأولمبية كما كان مع أفراد الدرك والشرطة. ورغم أن التظاهر حق مشروع في عاصمة الأنوار ومهد إعلان حقوق الإنسان إلا أن السلطات اعترضت طريقهم ومنعتهم من هذا الحق أمام صمت من يختص في حقوق الإنسان فقط ضد جهات معينة.
    من الآن، يتأكد بأن فرنسا تغامر بافتتاح الألعاب الأولمبية بهذه الارتجالية وتقدم هدايا لمن يريد استغلالها ضد فرنسا لإقناع العالم أن سقوط فرنسا أمر واقع ولم يعد يحتاج لدليل، ولكن السقوط هذه المرة سيكون في كل المجالات وليس في المجال العسكري والدبلوماسي فقط.
    نختم هذا البوح بتأكيد المغرب لمواقفه الثابتة من الحرب على غزة، وهي المواقف التي تضمنها الخطاب الملكي لقمة المنامة للدول العربية والتي تتناغم مع ما أعلنه المغرب منذ اليوم الأول لهذه الحرب. وصف جلالة الملك ما تقوم به إسرائيل بالعدوان السافر واعتبر القضية الفلسطينية هي جوهر إقرار سلام عادل ودائم في منطقة الشرق الأوسط وأكد بأن الأعمال الانتقامية في قطاع غزة أبانت عن انتهاكات جسيمة تتعارض مع أحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وجدد جلالته إدانة المغرب القوية لقتل الأبرياء ورفض فرض واقع جديد في قطاع غزة وكذا محاولات التهجير القسري للفلسطينيين، وجدد التأكيد على أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية ومن الدولة الفلسطينية الموحدة، وأكد على ضرورة الإسراع بتقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة بأكمله، وبكيفية مستدامة، وتعزيز حماية المدنيين العزل، ولزوم بذل المساعي الممكنة للحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي والحضاري للمدينة المقدسة.
    هذا هو موقف المغرب الثابت وغير القابل للمساومة والذي يؤكد أن المغرب وفي لالتزاماته تجاه القضية الفلسطينية ولم يوقع شيكا على بياض لأي طرف.
    نلتقي في بوح قادم.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    عيد الأضحى 2024: إرتفاع سعر تقطيع لحوم الأضحية بالنصف مقارنة مع 2023