منار السليمي: ”الحكام الجدد بالسعودية وراء الأزمة مع المغرب..”

منار السليمي: ”الحكام الجدد بالسعودية وراء الأزمة مع المغرب..”

A- A+
  • في تعليقه على قرار المغرب الانسحاب من التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، واستدعاء الرباط للسفير المغربي بالرياض، أكد المحلل السياسي عبد الرحيم منار السليمي ”أن لا أحد اليوم يمكنه أن يخفي وجود أزمة في العلاقات (المغربية-السعودية)، لأن هناك جهات داخل السعودية، ويتعلق الأمر بــ (الحكام الجدد)، تساهم في توتر العلاقات بين البلدين، بسبب رفضها للمواقف المغربية المبررة بقوة القانون الدولي، وخاصة الموقف المتعلق بالانسحاب من قوات التحالف المشاركة في حرب اليمن”.

    وأوضح السليمي لـ ”شوف تيفي” أن المغرب دخل إلى جانب المملكة العربية السعودية في حرب اليمن، انطلاقا من قاعدة في القانون الدولي، تتمثل في الدفاع الشرعي عن الأراضي السعودية، قبل أن يتبين له فيما بعد أن هذه الحرب انزلقت عن مسارها، وتحولت إلى حرب غير شرعية لا يمكن لأي جهة في العالم أن تبرر أهدافها، مشيرا إلى أن هذا الموقف المغربي، أغضب جهات ما في السعودية.

  • وأكد السليمي أن الموقف الثاني المتخذ من المغرب، يتعلق بالأزمة مع قطر أو ما يسمى بمسألة ”حصار قطر”، موضحا أن الملك محمد السادس، ألقى خطابا في أبريل 2016 أمام دول مجلس التعاون الخليجي، وبالتالي فالمغرب لا يمكنه أن يعود بعد سنة ويسطف إلى جانب الدول التي أعلنت الحصار على ”قطر”، حيث اختار موقف ”الحياد” ولعب دور الوساطة بين دول مجلس التعاون الخليجي، نظرا لعلمه بأن تكاليف هذه الأزمة الخليجية ستكون كبيرة على العالم العربي.

    وأبرز المحلل السياسي أن المسألة الثالثة تتعلق بزيارة ولي العهد محمد بن سلمان إلى المنطقة المغاربية، إذ إن المغرب ومن خلال القواعد الدبلوماسية التي يعمل بها، يقبل زيارة قادة جميع دول العالم بمن فيهم ”قادة دول مجلس التعاون الخليجي”، لكن بناء على أجندة وجدول أعمال واضح، وفي حالة عدم توفر هذه الشروط فإنه لا يقبل زيارة أي زعيم من هؤلاء الزعماء، وهو الأمر الذي لم تقبله ”جهة ما” في المملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أن الأمر الخطير وهو تعمد هذه الجهة، دفع قناة ”العربية” التي تقوم بتمويلها، إلى بث شريط فيه ”نوع من العداون والهجوم الطائش على السيادة المغربية” بخصوص ملف الصحراء المغربية، حيث ارتكبت به العديد من الأخطاء القانونية والتاريخية، ومن بينها القول إن الأمم المتحدة تعترف بكيان البوليساريو، وهو ما يعني أن هذه القناة تجهل قواعد القانون الدولي، لأن السؤال المطروح اليوم والذي على القناة السعودية الإجابة عنه على حد تعبيره هو: ”هل إشراف الأمم المتحدة على الحوار في اليمن دليل على اعترافها بجماعة الحوتيين؟”..

    وشدد السليمي أن قناة ”العربية” والتي نقلت الخطاب الملكي في ذكرى المسيرة الخضراء، تنقلب اليوم لتمارس الدعاية لكيان البوليساريو وتقدم مجموعة من الأخطاء دون أن تنتبه إلى أنها بدعايتها لهذا الكيان الوهمي، فهي تسطف مع حزب الله وإيران التي تدعم ”البوليساريو” وهو المعطى الذي كشفه المغرب أمام المجتمع الدولي بالحجج والدلائل، مشيرا إلى أن قناة ”العربية” لا يمكنها مهاجمة إيران وحزب الله بالشرق الأوسط، مقابل الوقوف إلى جانبهما بالمنطقة المغاربية.

    وأكد السليمي على أن إحدى الجهات بالمملكة العربية السعودية تدفع إلى تأزيم العلاقات بين البلدين، نظرا لعدم إدراكها للقوة الإقليمية التي يتوفر عليها المغرب في العالم العربي والمنطقة المتوسطية وفي إفريقيا وفي المجتمع الدولي، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن المغرب لن يكون هو الخاسر في هذه الأزمة، بل هي هذه الجهات التي ستزيد من عزلة السعودية، وتدفع بالمغرب إلى مجموعة من التحالفات الأخرى التي من شأنها أن تغير التوازنات في المنطقة العربية، مؤكدا في الوقت نفسه أن هناك علاقات تاريخية تجمع بين المغرب وجهات أخرى بالسعودية لا يمكن إنكارها، إلا أن قضية الصحراء المغربية خط أحمر وغير قابل للمساومة.

    تجدر الإشارة إلى أن مسؤولا حكوميا أكد أمس الخميس بأن المملكة المغربية انسحبت من التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، حيث صرح المسؤول لوكالة ”أسوشايتد برس” وفقا لما أوردته قناة ”روسيا اليوم”، بأن المغرب :”لن يشارك في التدخلات العسكرية أو الاجتماعات الوزارية في الائتلاف الذي تقوده السعودية”.

    وأوضحت ”روسيا اليوم” أن :”المسؤول الحكومي، لم يذكر المزيد من التفاصيل”، مضيفة في ذات السياق، أن:”الحكومة المغربية لم تكشف عن تفاصيل مشاركة قواتها في التحالف العربي ضد الحوثيين”.

    وأفادت ”أسوشايتد برس” بأن الرباط استدعت سفيرها لدى المملكة العربية السعودية، مشيرة إلى أن حدة التوتر تصاعدت بين الرباط والرياض وسط مخاوف دولية بشأن الأعمال السعودية في حرب اليمن وقضايا أخرى.

     

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي