لا للتحريض والتجييش ضد الصحافيين

لا للتحريض والتجييش ضد الصحافيين

A- A+
  • لا يمكن إلا أن أعلن من هذا المنبر عن كبير تضامني، ضد ما تعرض له الزميلان أحمد الشرعي ورضوان الرمضاني، وباقي العاملين في مؤسسة “غلوبال ميديا”، من حملة تشهير ضدهما، خلال مسيرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني يوم الأحد الماضي بطنجة.. فالشعارات التي رفعت في سياق التضامن الذي عبر عنه المغاربة تضامنا مع غزة، تم استغلالها من طرف البعض لإشاعة خطاب الكراهية والحقد وتشويه السمعة والتشهير بلا حياء ضد صحافيين، كل جرمهما أنهما عبرا عن رأيهما، مهما تباينت المواقف، فإننا ندين بشدة استغلال مشاعر التضامن التي تترجم وقوف المغرب دولة وشعبا مع الفلسطينيين من أجل التهجم على صحافيين مغربيين هما أحمد الشرعي ورضوان الرمضاني.
    إن حرية التعبير مكفولة للكل وليست وسيلة لتصفية حسابات سياسية أو شخصية مع مواطنين أو مؤسسات أو هيئات أو صحف وطنية، ويبدو كما لو أننا في حاجة لتذكير من أراد أن يعبر عن رأيه ويقمع حق الناس في التعبير عن رأي مخالف له.

    إن المواثيق الدولية تضمن للكل ممارسة الحق في التعبير دون استثناء أو رقابة أو تشنيع من طرف من لهم رأي مغاير، فالمادة (19) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، أكدت أن الحق في حرية التعبير تشمل البحث عن استقبال وإرسال معلومات وأفكار بشكل حر عبر أي وسيط وبغض النظر عن الحدود.
    ونصت المادة (19) من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية أن لكل إنسان الحق في اعتناق آراء دون مضايقة، ولكل إنسان الحق في حرية التعبير ويشمل هذا الحق حريته في التماس مختلف ضروب المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها إلى الآخرين دون ما اعتبار للحدود مع احترام حقوق الآخرين وسمعتهم. وقد نص الفصل 25 من الدستور المغربي أن حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها لكافة أفراد المجتمع دون تمييز.
    إن دفاعنا عن الزميلين أحمد الشرعي و الرمضاني مبدئي، وإذا كنا مع فلسطين قلبا وقالبا، فإننا ونحن الذين عانينا من منع الحق في التعبير ودفعنا ضرائب بسبب حقنا في التعبير، لا نسمح بأي حملة تحريض وكراهية ضد صحافيين عبرا بطريقة سلمية وحضارية عن موقفهما بشكل حر، هذه هي الديمقراطية، وهذه هي الخصوصية المغربية التي جمعت المغاربة في وطن آمن، برغم كل أشكال الاختلاف والتنوع في الآراء والمواقف والتمثلات والأفكار، ولن نسمح أبدا لمن يريد أن يحتكر الحق في التعبير لنفسه ويشيطن الآخرين المخالفين لرأيه.
    وعلى السياسيين ممن كانوا وراء تنظيم مسيرة طنجة، أن يعلموا أن قضية فلسطين لا يمكن أن تشكل حصان طروادة لتصفية حسابات سياسية، ولا مطية للركوب لأغراض انتهازية، فالتضامن مع غزة هو إحساس جل المغاربة دولة وشعبا، فهاته الحملة المنحطة والقذرة ضد صحافيين مغاربة بعيدة كل البعد عن القضية الفلسطينية، ولا يمكن السماح بحملات التحريض والتشهير ضد الزميلين أحمد الشرعي ورضوان الرمضاني، وأنوه بحرارة ببيان النقابة الوطنية للصحافة وبتماسك الجسم الصحافي للوقوف في وجه الذين يحاولون الركوب على عواطف ومشاعر الناس لتصفية الحساب مع مؤسسة إعلامية وطنية محترمة. فلا لتكميم الأفواه ولا للتحصن وراء قضية نبيلة ومحط إجماع وطني من أجل الإساءة إلى سمعة الصحافيين المغاربة.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    جو حار نسبيا و تسجيل هبات رياح قوية نوعا ما فوق كل من الهضاب العليا الشرقية