كشفت وكالة “فرونتكس” المتخصصة في مراقبة وحماية الحدود الخارجية في تقرير لها أن إسبانيا أصبحت الوجهة المفضلة لدى عدد من المهاجرين بدل إيطاليا خاصة الذين يهاجرون بطرق غير شرعية والقادمين من الدول الإفريقية ومناطق النزاع بالشرق الأوسط كسوريا والعراق وأفغانستان واليمن وغيرها من بؤر التوتر.
وأكدت ذات الوكالة أن إحصائيات المهاجرين الذين دخلوا الأراضي الإسبانية تضاعف بشكل كبير خلال العام الماضي مقارنة مع الذين ولجوا تراب إيطاليا، إذ بلغ حوالي 57 ألف مهاجر، وهو رقم وصفته الوكالة بالضخم مقارنة مع السنوات الماضية، في حين وصل عدد الوافدين من المهاجرين إلى اليونان وقبرص من خلال ما يسمى بـ “مسار شرق البحر المتوسط”، إلى 56 ألف مهاجر خلال العام الماضي، موضحة أن معظم هؤلاء المهاجرين قادمين من أفغانستان وسوريا والعراق.
ويأتي هذا التحول الجديد في مسار المهاجرين العابرين للبحر الأبيض المتوسط بعد الإجراءات المشددة التي سنتها الحكومة الإيطالية في حق المهاجرين وإغلاق جميع منافذ ترابها في وجههم خاصة بعد حادث منع سفينة “أكواريوس” من الرسو بالموانئ الإيطالية لتتجه نحو إسبانيا التي استقبلتها ورخصت بهبوط المهاجرين الذين كانوا على متنها بأراضيها.
كما تم أيضا إنقاذ الالاف من المهاجرين الأفارقة قبالة السواحل الإسبانية من طرف الحرس المدني الإسباني، في مقابل تراجع القوارب المتجهة نحو الضفة الإيطالية، الأمر الذي يوضح جليا أن إسبانيا أصبحت تمثل “حلم المهاجرين” وبوابة القارة الأوروبية بالنسبة لهم، غير أن أعداد الوافدين إليها تزايدت في العام الماضي 2018، بعدما أقفلت إيطاليا أبوابها على المهاجرين المنطلقين من ليبيا، إثر اتخذها لإجراءات حازمة لمنع نزول المهاجرين الذين تم إنقاذهم في موانئها وانخفضت نسبتهم ب 80% ليصل إلى 23 ألف مهاجر، ما يعد أقل نسبة منذ عام 2012، الأمر الذي يجعل المهاجرين يتخدون إسبانيا كبديل وخيار لهم عوض إيطاليا.
وتعتبر إسبانيا اليوم طرفاً أساسياً في مسألة الهجرة،وتساهم الحكومة الاشتراكية الجديدة في هذا الدور، خصوصاً بعد قبولها استقبال مركب المهاجرين “أكواريوس” الذي حاز على متابعة إعلامية حقيقية، والحكومة الإسبانية تبقى بذلك وفية لموقفها الإنساني من مسألة المهاجرين، ما دفع الاتحاد الأوروبي إلى دعم مدريد بخمسة وعشرين مليون يورو من أجل صرفها في مساعدة المهاجرين واستقبال اللاجئين.

 

المصدر: شوف تي في