حفصة بوطاهر تكتب :” إحذروا… لن تقبل شكايتكم”

حفصة بوطاهر تكتب :” إحذروا… لن تقبل شكايتكم”

A- A+
  • وجهت الصحافية والحقوقية حفصة بوطاهر نقدا لاذعا للمشهد الحزبي و للاستحقاقات الانتخاببة التي انطلقت حملاتها أول أمس الخميس 26 غشت الجاري، مشيرة في مقال بعنوان ” إحذروا… لن تقبل شكايتكم” إلى ضعف الأحزاب السياسية المغربية التي وجدت نفسها مضطرة لاستيراد طاقات شبابية وكفاءات من خار ج التنظيمات الحزبية..

    وكتبت بوطاهر :

  • ”من الخيمة خرج مايل” مثل مغربي يحكي عن طفل جاء إلى أمه جريا ليخبرها أن أباه سقط من ظهر الحمار، لكنها أجابته دون اكتراث وكأنها تعلم مسبقا هذه النتيجة ”أولدي من الخيمة خرج مايل” بمعنى أنها شاهدت طريقة ركوبه المائلة على ظهر الحمار، وهذا الركوب المائل مصير صاحبه أن يسقط عند أول مطب

    هذه العبرة العميقة، تصلح للإسقاط على بعض مشاهد الحملة الانتخابية التي نعيشها الآن في انتظار الثامن من شتنبر القادم، فمنذ مجيء دستور 2011، فتح نقاش جدي عن الممارسة السياسية والحزبية، واتفق الجميع على أنها تحتاج إلى إصلاح عميق، يوازي روح الدستور، ويتناسب مع طموحات مغرب الغد، فكان أن تم تطبيق التمييز الإيجابي لصالح النساء بِـــــ ”كوطا” للنساء، مكنت من تعزيز حضور المرأة في المجالس المنتخبة والمؤسسات التشريعية، واعتماد لائحة للشباب أدخلت لأول مرة شبابا في العشرينيات إلى غمار السياسة

    نظريا كل هذا كان من شأنه منذ 2011 أن يعكس اليوم واقعا أفضل على مستوى حجم المشاركة في الانتخابات وانخراط الشباب والتمكين السياسي للنساء، وتحجيم الفساد الانتخابي، وتعزيز كفاءات النخبة السياسية، لكن في سلسلة تنزيل هذا على أرض الواقع، هناك حلقة مائلة، تحتاج أن توضع اليوم بين المطرقة والسندان وأن يعدل ميلانها حتى تتحرك السلسلة بسلاسة، وأزعم أن هذه الحلقة المائلة هي ”الأحزاب”

    أتفق معكم أن هذا التشبيه قاس، ولكنه الأقرب إلى وصف حالة اليوم، ففي كل مرة، تمر الانتخابات، ويشهد العالم أنها كانت شفافة نزيهة، هذا هو الإطار الجميل الذي يطوق الصورة، لكن حينما نقترب من الصورة ذاتها، نكتشف فيها تفاصيل ميلان ”حلقة الأحزاب السياسية”

    من المسؤول عن شراء الذمم والأصوات؟ من المسؤول عن نفور فئة لا يستهان بها من الناخبين؟ من المسؤول عن ضعف إنتاج نخب سياسية جديدة؟ ومن المسؤول عن عمليات الترحيل السياسي التي بلغت هذه المرة ذروتها، حتى أن بعض الأحزاب لفضت مناضليها في سبيل استقطاب كائنات انتخابية سقطت مباشرة على مقاعد التزكيات، متجاوزة كل المساطر والقوانين الداخلية التي اتفق عليها مناضلو الأحزاب، ودون اعتبار للتدرج في مراتب النضال السياسي وصولا إلى كرسي المرشح أو المرشحة.

    أحزاب أخرى حولت مبدأ التشبيب إلى مبدأ توريث للمناصب، حتى رأينا لوائح تضم الأب والأبناء والزوجات، سيرا على منهاج أن ” خبزنا ما يديه غيرنا” وإن كان للأبناء والزوجات والأزواج الحق الكامل في الترشح، فإن للأمر قواعد لياقة تم مسح الأرض بها من لدن أحزاب تطالب آناء الليل وأطراف النهار بمحاربة الريع والفساد الانتخابي

    يحدث هذا في الوقت الذي تتطور فيه المملكة وتعود إلى حجمها التاريخي كقوة إقليمية وازنة، وتتموقع في القارة كأول مستثمر في غرب إفريقيا وثاني قوة اقتصادية في القارة، وتتمتع بوضعية متقدمة في الاتحاد الأوروبي، وتتقوى مكانتها الديبلوماسية يوما عن يوم، وتتنوع تحالفاتها مع أعتى القوى العالمية،

    ألا يستحق هذا المغرب أحزابا أقوى قادرة على مواكبة هذا الزخم الجديد من التطور الذي تعرفه البلاد؟

    ألا يستحق ممارسة سياسية تقطع مع الماضي وتستشرف المستقبل؟

    واش حنا ما نستاهلوش أحسن؟

    هي ذاتها الأسئلة التي يطرحها المواطنون من كل الفئات، ولي اليقين أن الأحزاب طورت نفسها وآلياتها، فإنها قطعا ستجذب المزيد

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي