ماذا تريد الجزائر من المغرب؟

ماذا تريد الجزائر من المغرب؟

A- A+
  • يبدو أن الجزائر دخلت مرحلة جديدة من خططها الفاشلة، فبعد تسريب صورة لآلات ضخمة للتنقيب على البترول تم وضعها في منطقة تندوف، وتفويت عمليات التنقيب عن المعادن في منطقة جبيلات لصالح الصين، واستفزازاتها المتكررة للمغرب، أظهر كل ذلك سعي تبون وجينرالاته لإشعال الفتنة والحرب مع المغرب، عوض الالتفات للمشاكل الداخلية لبلادهم وحل المعضلات الاجتماعية التي يتخبط فيها الشعب الجزائري، بعد إهدار ثرواته من طرف جنرالات النظام على عصابات يطلق عليها اسم “البوليساريو” دون أن يستفيد الشعب الجزائري من دينار واحد منها، فماذا تريد الجزائر من المغرب؟ ولماذا تتمادى في تحرشاتها على مدار الساعة؟ فهل تبحث حقا عن إشعال الحرب مع المغرب؟

    وكشفت أسبوعية المشعل الصادرة اليوم الخميس أنه في سنة 2019، أعلنت الجزائر أن مهندسين جزائريين اكتشفوا وجود حقول غاز في جنوب غربي محافظة تندوف المتاخمة للحدود مع المغرب.

  • وفي سنة 2021، تضيف المشعل عادت الجزائر لاستكمال استفزازاتها بتنقيبها عن البترول في نفس المنطقة، وهو ما أجمع محللون على أنه خطوة استفزازية جزائرية جديدة للمغرب، بعدما توالت انتصارات الأخير على المستوى السياسي والدبلوماسي، ما ضيق الخناق أكثر على بلاد شنقريحة، المسير الفعلي لدواليب الدولة، وذلك بعدما اشتعل الحراك مرة أخرى بخروج الآلاف من الجزائريين للمطالبة بدولة مدنية لا عسكرية كما يعيشون في كنفها اليوم، حيث ما فتئت الجزائر تصنع حيل ومكائد لضرب مصالح المغرب، ولجره لمستنقع الحرب، التي ليست في أجندة المغرب بالكامل، ولا يسعى إليها لا من قريب ولا من بعيد، لكن كيف تسعى الجزائر لتصدير أزمتها نحو المغرب؟

    وتحدثت تقارير على أن الجزائر أمامها عام واحد فقط قبل أن تصطدم بالحائط، فحسب مجلة “المونيتور” العالمية، كشفت عن قرب السكتة القلبية للاقتصاد الجزائري، حيث لم يتبق سوى 29 مليار دولار من احتياطي الصرف عند الجارة، وهذه الأموال ستصرف خلال سنة فقط، حيث تحتاج الجزائر إلى أن يكون سعر برميل النفط 135 دولار كي لا تنهار وتبقى على وضعها الاقتصادي الحالي الهش، في ظل أن سعر البرميل لايتجاوز 60 دولارا، حيث تقلصت صادرات الجزائر من النفط والغاز بسبب ضعف التسيير في سوناطراك، وسوء الاستثمار والفساد وعدم الاستقرار، حسب ذات المصدر، في وقت تضاعف فيه استهلاك الطاقة المحلي، وبالتالي استولى على حصة التصدير. لكن ما هي أسباب التصعيد الجزائري ضد المغرب؟

    فقد بدأ التصعيد السياسي أكثر منذ العملية الأمنية التي نفذتها القوات المسلحة الملكية بمعبر “الكركرات”، ثم تنامى بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء بنهاية 2020، في سياق الوهج الدبلوماسي المغربي بالقارة الإفريقية، تزامنا مع فتح مجموعة كبيرة من البلدان العربية والإفريقية قنصليات عامة بالأقاليم الجنوبية للمغرب وصلت إلى 20 قنصلية، آخرها قنصلية المملكة الأردنية الهاشمية، في حين أسهم استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل في رفع منسوب الغضب عند الجزائر، حيث لم تتقبل الجارة كل هذه الصفعات التي تلقتها بقوة، بفضل حكمة الملك محمد السادس الذي أعطى إشعاعا للمملكة قاريا وعالميا.

    في هذا السياق قال المحلل السياسي عتيق السعيد الحملة العدائية الممنهجة من طرف النظام العسكري الجزائري وإعلامه ضد المملكة المغربية ومؤسساتها، تعبر بشكل واضح وبَيِّن عن حالة الارتباك العميق والفشل الذريع الذي يعيشه هذا النظام، وهي نتيجة لتراكم الأزمات الداخلية سواء السياسية أو الاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة إلى اتساع تفاقمها بشكل لم يعد متحكما فيه، وبالتالي يسعى النظام الجزائري بكل الطرق الخبيثة والماكرة لتصريف أزماته الداخلية بالعداء ضد بلادنا، في خطة باتت مكشوفة أمام شعبه وأمام العالم ككل، هدفها الأساسي خلق النعرات المتكررة وتشتيت انتباه مواطنيه في المطالبة بالإصلاح الشامل وتحقيق احتياجاته الأساسية.

    وأضاف المصدر ذاته ، أن المواطن المغربي يشعر بالفخر والاعتزاز إلى ما وصلت إليه بلادنا من تطور وتقدم وازدهار بفضل حكمة ورؤية الملك التنموية المستدامة، عكس المواطن الجزائري، كل ذلك مكن المغرب من الريادة والصدارة على جميع الأصعدة والمراتب العالية والمرموقة بين دول العالم، فلا نكاد نخرج من انتصارات أو بإنجازات إلا ونحن في أخرى جديدة يسجلها التاريخ بقيادة الملك، وسعيه الدائم في جعل بلادنا تتميز في مختلف المجالات، وهي المحطات التي تجعل النظام الجزائري الذي اعتراهُ وَهنّ وضعفٌ التدبير السياسي وأنهكته الأزمات المتتالية يترنح بحملاته المسعورة ضد بلادنا، كما أن عجزه عن مجاراة ومسايرة هذا التطور البنيوي المتكامل للمملكة المغربية، لذلك فهذا النظام يبحث عن حل خارج بلاده ولم يجد إلا المغرب لتصدير أزماته.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    الأمير مولاي رشيد ترأس مأدبة عشاء أقامها الملك على شرف المدعوين